"ذبح المصريين وتحريف القرآن".. مغالطات فى فيديو داعش نهى عنها الإسلام

الثلاثاء، 17 فبراير 2015 04:21 ص
"ذبح المصريين وتحريف القرآن".. مغالطات فى فيديو داعش نهى عنها الإسلام شهداء مصر فى ليبيا
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالعتنا وسائل الإعلام بشريط مسجل لمجموعة من فاقدى العقل والدين، الذين يتخذون من الإسلام شعارًا وهو منهم براء، يقومون بذبح مجموعة من البشر الأبرياء بحجة عدائهم للإسلام، وأنهم جاءوا ليستكملوا وصايا النبى، وقد اشتمل تصرف هؤلاء القتلة على مجموعة من الأخطاء الشنيعة فى حق الإسلام ونبيه الذى بعثه الله رحمة للعالمين.

قال الدكتور أحمد لطفى زكى شلبى، مدرس الفقه الحنفى بكلية الدراسات الإسلامية لـ"اليوم السابع" إن أول هذه الأخطاء: هو ما نسبوه إلى النبى صلى الله عليه وسلم من أنه قد جاء بالسيف والذبح لبنى البشر، وقد يستدلون على ذلك بما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم لنفر من أهل مكة: " ... جئتكم بالذبح"، والحقيقة أن الاستدلال بهذا الحديث على إباحة ذبح أى إنسان هو من قبيل الإجرام والمكابرة، واللعب بدين الله عز وجل، مؤكدا أن هذا الحديث -على فرض صحته- ليس عامًا فى جميع بنى البشر، كما قد يفهم البعض، وإنما تدل سياقات الحديث المتعددة على أنه خاص بمجموعة معينة من صناديد قريش الذين أغلوا فى إيذاء رسول الله، وإيذاء المسلمين، وتفننوا فى فتنة الناس عن دينهم، وإكراههم على الرجوع عنه، وعلى رأسهم عقبة بن أبى معيط، وأبو جهل، وأمية بن خلف، فكان هذا الوعيد بمثابة تهديد لهم، وحرب نفسية عليهم، حتى يكفوا عن إيذائه والوقوف فى وجه دعوته.

ويكفى فى بيان ذلك ما ورد فى بعض طرق الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما كان يصلى حول البيت إذ قام إليه عقبة بن أبى معيط فجعل رداءه فى عنقه صلى الله عليه وسلم حتى وجب لركبتيه راكعًا، وتصايح الناس فظنوا أنه مقتول.. فلما انتهى النبى من صلاته قال لهم هذا القول "جئتكم بالذبح"، فما كان منهم إلا أن قالوا: "يا محمد ما كنت جهولاً".

أما عن ثانى الأخطاء التى جاءت بالفيديو الذى بثته هذه الجماعة قال شلبى أن ما ورد فى محكم القرآن وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال الله تعالى فى حق نبيه: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" والراجح فى تفسير هذه الآية أن المراد بها عموم البشر كافرهم ومؤمنهم، كما قال ابن عباس رضى الله عنه.

وهذا ما يؤكده قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا رحمة مهداة" وكذا سلوكه صلى الله عليه وسلم الذى يتناقض مع فكرة الذبح؛ والنماذج على ذلك كثيرة فى سيرته صلى الله عليه وسلم؛ كعدم تعجله العذاب لقومه، والدعاء بالهداية لهم، وعدم الدعاء عليهم، بل كان معظم دعائه: "اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون".

بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان فى أشد لحظات الكرب والضيق عند رجوعه من الطائف، جاءه ملك الجبال منتظرًا إشارة منه بإهلاكهم، فلم يفعل ذلك لتعارض هذا مع أصل رسالته، بل قال له: أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، فلو كان أرسل بالذبح كما يدعى البعض لكانت هذه فرصة سانحة.

وهل فعل النبى ذلك بأهل مكة عندما نصره الله عليهم ورجع إليها منتصرًا فاتحًا، أم قال لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، وأوصى أصحابه بقوله: "لا تُجْهِزُوا على جريحٍ، ولا تتبعوا مُدْبِراً"؟.

والسؤال هنا: هل كان هؤلاء المصريون البسطاء يحاربون الله ورسوله، أو يقفون فى وجه الإسلام، حتى يفعل بهم ذلك؟ ويقينى أن من فعل هذه الفعلة الشنيعة لم يشم رائحة الإسلام، بل لا أكون مبالغًا إن قلت: إنه ليس من بنى البشر.

وضمن التفسيرات قال الدكتور أحمد خليفة شرقاوى الأستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر وعضو اللجنة القانونية بمجمع البحوث الإسلامية، إن اليهود وحتى اللادينى يعرف الكثير من أحاديث الرسول، وسور القرآن، وما جاء فى الفيديو من قولهم إن الرسول بعث بالسيف مغالطة لا علاقة لها بأى كتاب سماوى، مؤكدا أن هؤلاء مشكوك فى هوايتهم، وحتى إن كانوا مسلمين فالإسلام منهم براء.

وأضاف شرقاوى لـ"اليوم السابع" أن الأمر ليس أمرا دينيا، الأمر سياسى فى الأصل، مؤكدا أن هناك خلافات بين هذه الجماعات_ أى كان مسماها_ وبين سياسات الدول، مشيرا إلى أن ما يقومون به الهدف منه إلباس الحق بالباطل، ويحمل أفكارا مغلوطة، وفلسفة التطرف هى منهج هؤلاء، قائلا "لا جزاء لهم إلا القتل أينما وجدوا".



موضوعات متعلقة..

الجيش الليبى: ارتفاع وتيرة الضربات ضد تنظيم "داعش" فى الأيام المُقبلة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة