رضا أبو المحاسن محمد محمد يكتب: المرأة من سوق النخاسة إلى قصر الرئاسة (3)

الإثنين، 07 ديسمبر 2015 11:23 م
رضا أبو المحاسن محمد محمد يكتب: المرأة من سوق النخاسة إلى قصر الرئاسة (3) ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل الدخول فى المقال الثالث من سلسلة مقالات المرأة من سوق النخاسة إلى قصر الرئاسة، ونحن الآن فى مرحلة عصر التنوير وتحرير المرأة وهو عصر ظهور الإسلام.. وجب التنويه هل معنى تحرر المرأة هو رفض المقدسات الخاصة بالمرأة فى الإسلام او الانقلاب عليها. هل معنى أن تكون المرأة حرة أن تكون سافرة أو تفقد الحياء أو تتحدث فيما تشاء فى الوقت والمكان وأمام من تشاء؟..

فلقد نقل إلينا الغرب ثقافته من خلال إعلامة ومفكرية وتم تصوير المرأة الناجحة أنها هذة المرأة الحرة المتمردة على القيم الاجتماعية والنصوص الدينية، حتى أصبح الآن ما يدعوا أنفسهم بالمتحررين يخرجون علينا بين حين والآخر بأن الدين لا يوجد بداخله قيود للمرأة، وأن المرأة حرة حتى فى ملابسها تظهر من جسمها ما تشاء.. يجب أن نسأل أنفسنا هل هذه هى الصورة الصحيحة؟ وأن صحيح مجتمعنا وديننا اضطهد المرأة؟ فالإجابة موجودة فى القرآن والسنة والتاريخ الإسلامى الذى كرم المرأة وشرفها تشريفاً لم ينلهُ الرجال.

والذين دعوا إلى ثورة على المجتمع الذكورى ثم سمعنا عن الدين الذكورى واللغة الذكورية حتى وصل التجرؤ على الله من أحد نساء الغرب فى القرن الماضى بالقيام بثورة على الله الذكر فى نظرهم الذى خلق آدم أولاً، ثم تاب على آدم ولم يتب على حواء، وهذه لم تكن تبرئة من الله لحواء من كل ذنب كما نزل فى القرآن الكريم "وَعَصَى آدَم رَبّه فَغَوَى ثُمَّ اِجْتَبَاهُ رَبّه فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى "طه ( 121-122 ).

وكانت المرأة فى عصر النبوة تتسم بالجرأة والحرية واستقلالية الفكر فكانت تدافع الدين الحق بعمرها، وأيضاً تطال بحق النساء فيه فنتذكر موقف أم عمارة نسيبة بنت كعب الأنصارية الذى دافعت عن رسول الله دفاعاً شديداً يوم أحد، وكانت خارجة للجهاد مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها، وخرجت معهم فى أول النهار تريد أن تسقى الجرحى فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنًا، وجرحت ثلاثة عشر جرحًا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف، فكانت أم سعيد بنت سعد بن ربيع تقول: دخلت عليها فقلت: حدثينى خبرك يوم أحد، قالت: خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعى سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله وهو فى أصحابه والدولة والريح للمسلمين.. فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله بالسيف وأرمى بالقوس حتى خلصت إلى الجراح قالت: فرأيت على عاتقها جرحًا له غور أجوف، فقلت: يا أم عمارة من أصابك هذا؟ قالت: أقبل ابن قميئة وقد ولى الناس عن رسول الله يصيح دلونى على محمد فلا نجوت إن نجا، فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه فكنت فيهم فضربنى هذه الضربة، ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان.

وهى المرأة الذى غادرت ارض المعركة وهى بها ثلاثة عشر جرح وطعنة.. قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ قالت: ادع الله أن نرافقك فى الجنة، فقال: "اللهم اجعلهم رفقائى فى الجنة"، فقالت: ما أبالى ما أصابنى من الدنيا.

هل استكفت أم عمارة بدعاء رسول الله وفوزها بالجنة مع رسول الله.. لا لم يكن للمسلم الحق أن يفكر فى نفسه فقط.. بل واصلت الجهاد الفكرى لتحرير المرأة المسلمة فذهبت إلى رسول الله محتجة على ما حسبته امتيازات للرجال على النساء فقالت للرسول صلى الله عليه وسلم، ما أرى كل شىء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشىء، فنزلت آية )إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(الأحزاب 35.

وكان الإسلام ملىء بالمفكرات والمطالبات بحقوق النساء ليس من الرجال بل من قائد الدولة ذاته.. أتت أسماء بنت يزيد بن السكن النبى وهو بين أصحابه فقالت: بأبى وأمى أنت يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك. وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد فى سبيل الله، وإن الرجل إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم فى هذا الأجر والخير.. فالتفت النبى إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: "هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها فى أمر دينها من هذه؟" فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا. فالتفت النبى إليها فقال: "افهمى أيتها المرأة واعلمى من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله". فانصرفت المرأة وهى تهلل وتكبر.. وسميت فى كتب السنة بـ(وافدة النساء) وكانت أسماء رضى الله عنها حريصه على حق النساء فى العلم فذهبت يوم إلى رسول الله تقول أنا وافدة من خلفى من النساء يقلن بقولى، وهن على مثل رأيى! .. إن الله قد بعثك للرجال والنساء.. ولقد غلبنا عليك الرجال، فأجعل لنا يوماً، من نفسك ،تعلمنا فيه فوعدهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

وروت أسماء رضى الله عنها عن الرسول أكثر من ثمانين حديثا.. وانتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى 11 ه - 632م وأمة الإسلام 124000 من المسلمين والمسلمات، ويجوز أن أقول من المسلمين فقط ولكن سأقول من المسلمات أيضا تشريفا لأم عمارة.. تم رصد أكثر من 8000 من صفوة الصفوة فى زمن الوفاة كان بينهم اكثر من 1000 إمرأة.. فأى أمة كرمت المرأة هكذا وبهذة النسبة فى أقل من ربع قرن.. وما زال دور المرأة فى الإسلام مستمرا يتبع..








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة