ورغم مرور أكثر من شهر على هذه الكارثة إلا أن كارثة السيول ما زالت تلقى بظلالها على الأهالى وما زالت الحياة شبه متوقفة بسبب تحول القرية إلى مستنقعات وأغرقت المنازل والأراضى الزراعية.
وكانت محافظة البحيرة قد تعرضت لموجة من الطقس السيئ والمصحوب برياح شديدة وهطول أمطار غزيرة وصلت إلى حد السيول على معظم أنحاء المراكز والقرى، ما أدى إلى مصرع 26 شخصًا وإصابة العشرات من الأهالى بالإضافة إلى عدد من المفقودين.
كما أغرقت مياه السيول آلاف الأفدنة من الأراضى الزراعية والمنازل وتعرض الكثير من المؤسسات الحكومية والمدارس لخسائر فادحة.
"اليوم السابع" حاولت الاقتراب من المشهد أكثر ورصد معاناة الأهالى عن قرب:
فى البداية التقينا بأحد المتضررين "ملكة محمد" قالت: "شفت الموت بعنيا يوم السيول بالليل كنت نايمة بمفردى وفوجئت بالسيول تضرب بيتى زى الصواريخ فى الحرب وحاولت أخرج من البيت بسرعة وقعت فى قلب المية لأنى مركبة شرايح ومسامير فى رجلى نتيجة تعرضى لحادثة ومسكت فى عمود الكهربا أول ما خرجت من البيت لحد الساعة 3 الفجر تانى يوم وأنا بتشاهد على نفسى فى كل لحظة وأنا شايفة جثث بعض الجيران بتعوم ع المية ولحد دلوقتى بنسمع عن التعويضات فى التليفزيون والملايين اللى جاية ومشفناش حاجة إلا الأكل والشرب والبطاطين وبس ومحدش بنى ليه بيتى اللى اتهد.ويكمل الحديث أيمن أبو المعاطى أحد الأهالى: أن مشكلة وادى النطرون أن الإعلام سلط الضوء على قرية عفونة فقط باعتبارها هى الوحيدة المتضررة من أزمة السيول مع أن هناك العديد من القرى والمناطق المنكوبة والتى اجتاحتها مياه السيول مثل حى السلام ومنطقة مصانع التعمير ومنطقة العشش ومناطق أخرى متفرقة بمدينة وادى النطرون، مضيفًا أن الدولة لم تقم بدورها فى معالجة تلك الأزمة، وكل الاعتماد على المبادرات الفردية لرجال الأعمال فى جبر ضرر الأهالى.
وأشار محمد عبد الله أحد الأهالى المتضررين بقرية عفونة إلى أن هناك ظلمًا كبيرًا فى عملية صرف التعويضات للأراضى الزراعية التى اجتاحتها السيول حيث تم صرف عدد ضئيل جدًا بالنسبة لتعويضات الأراضى المتضررة بدعوى تقديم مستندات الملكية والحيازة على الرغم أن معظم الأراضى بتلك المنطقة من المستصلحة حديثا والجارى تقنين أوضاعها، لافتًا أن الأراضى الخاصة بعائلته قد بلغت نحو 70 فدانًا دمرت بالكامل ولم يحصل منهم أى أحد على ثمة تعويضات حتى الآن.
ويقول حسن صالح أحد الأهالى والذى فقد 2 من عائلته جراء السيول التى اجتاحت قرية عفونة لم نستلم أى تعويضات تذكر عن أراضينا التى أضيرت على الرغم من إقرارها من قبل المسئولين وجميع التعويضات التى جاءت عن طريق الجمعيات الخيرية وعدد من رجال الأعمال، ما اضطر عدد كبير من المزارعين إلى النزول إلى أراضيهم وتحمل أعباء إعادة إصلاح أراضيهم مرة أخرى على نفقتهم الخاصة.
إبراهيم السيد، أحد المتضررين بقرية عفونة يقول: "بقيت أنا وعيلتى فى الشارع بعد ما دمر منزلى بالكامل بسبب السيول وانتقلنا للعيش بمساكن الإيواء بشكل غير آدمى"، مضيفًا أنه كل ما يملكه من حطام الدنيا ضاع مع السيول كما ضاع منزله.
وأوضح عطية أنه حتى الآن لم يستلم تعويضات تذكر من المؤسسات الحكومية وأن أغلب التعويضات التى استلموها فى صورة تعويضات عينية مثل الطعام والأغذية والبطاطين من الجمعيات الخيرية.
ومن جانبه أكد النائب البرلمانى عطية مسعود، عضو مجلس النواب عن وادى النطرون، تضرر أكثر من 1400 منزل جراء السيول التى اجتاحت مركز وادى النطرون ولم يتم تعويض مالكيها حتى الآن، وطالب النائب البرلمانى رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل بسرعة تعويض الأهالى نظرًا لأوضاعهم السيئة وتدنى أحوالهم المعيشية .
فيما أكد المهندس سمير الحلاج وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة على صرف 42 متضررًا من أهالى وادى النطرون والذين استوفوا أوراقهم وجارٍ بحث باقى الأهالى الحائزين للأراضى والمفتقدين لسندات الملكية، وأنه تم حصر جميع الأهالى المتضررة لسرعة صرف التعويضات المقررة لهم على 3 مراحل.
ومن ناحيتها، أعلنت المهندسة نادية عبده نائب محافظ البحيرة عن قيام القوات المسلحة بإصلاح الطرق المؤدية للقرية مع سحب المياه المتراكمة بها، تمهيدًا لإعادتها إلى طبيعتها بعد أن ضربتها السيول خلال الفترة الماضية.
وحول صرف التعويضات لضحايا السيول أكدت نائبة محافظ البحيرة أنه تم صرف مبلغ 38 مليون جنيه قيمة التعويضات عن الدفعة الأولى لمتضرري السيول من الجمعيات الزراعية المختلفة عن تلف 18 ألفًا و919 فدانًا من إجمالى 56 ألف فدان تم حصرها بشكل مبدئي، مشيرة إلى صرف التعويضات اللازمة للمزارعين على 3 مراحل، على أن تكون المرحلة الثانية للأراضى الخاصة بالإصلاح الزراعى والمرحلة الثالثة خاصة بتظلمات المزارعين، وكذلك للمتخلفين من الدفعات، موضحة إن الرئيس عبد الفتاح السيسى أمر بتشكيل لجنة موسعة من الجهات المعنية بالقوات المسلحة والمنطقة الشمالية بالإسكندرية والرقابة الإدارية ووزارة الزراعة، والأجهزة الأمنية لحصر الأراضى والمحاصيل التالفة بمحافظة البحيرة وتقدير حجم الخسائر بشكل نهائى لاتخاذ ما يلزم نحو المتضررين وتنفيذ آلية صرف التعويضات للمزارعين .
وأعلنت نائبة محافظ البحيرة عن قيام شركة "بالم هيلز" بالتبرع بمبلغ 2 مليون جنيه للمساهمة في بناء الوحدات السكنية لأهالي قرية عفونة بوادي النطرون التى تعرضت للسيول والأمطار الغزيرة والتى أدت إلى تهدم منازلهم، لافتة إلى أن المحافظة خصصت قطعة أرض أملاك دولة على مساحة 14 فدانًا بقرية عفونة، وتم التنسيق مع قيادة المنطقة الشمالية العسكرية لقيام الهيئة الهندسية بعمل الرفع المساحي وإعداد الرسومات الهندسية وتنفيذ الأعمال الإنشائية لتلك المنازل.
وكان "اليوم السابع"، انفرد بنشر تقارير حجم الخسائر التى لحقت بأهالى البحيرة، وذلك بعد مرور شهر على كارثة سيول البحيرة والتى أسفرت عن مصرع 26 شخصًا وإصابة العشرات من الأهالى بالإضافة إلى عدد من المفقودين.
ورصدت لجان محافظة البحيرة المكلفة بحصر الأضرار التى لحقت بالأهالى والمزارعين وأصحاب المزارع جراء السيول التى ضربت المحافظة حجم الخسائر التى أصابت الأهالى.
وتبين لمحافظة البحيرة، وفقًا للتقارير الأولية، أن إجمالى المساحة التى تعرضت للتلف على مستوى محافظة البحيرة هى 55966 فدانًا بينهم 7000 فدان تقريبًا بدائرة مركز وادى النطرون.
خسائر المحاصيل
ورصدت خسائر تلف نحو 23761 فدان قطن، و10395 فدان بنجر، و3337 فدان خرشوف، و4306 فدان خضار، و3777 فدان بطاطس نيلى وشتوى، و2750 فدان أشجار نخيل وبساتين، و640 فدان فول.ورصدت المحافظة عدد المنازل المتضررة من السيول، وتبين أن إجمالى عددها 80 منزلاً بخلاف 100 منزل عشوائى بقرية عفونة داخل المزارع بالطوب الأبيض، وهى: "31 منزلا بحوش عيسى، ومنزل بكوم حمادة، و48 منزلاً بوادى النطرون".
نفوق المواشى
ونفق 1509 رءوس ما بين 1398 رأس أغنام، 102 ماعز و9 جمال، وأصحابها: "عبد الجواد عمر علوانى" بناحية عفونة عدد الرءوس 224 "أغنام" والمحرر بالواقعة المحضر رقم 23330 لسنة 2015، والقاسى مسعود علام جمعة "بناحية عفونة" عدد الرءوس 64 "أغنام"، و20 "ماعز" والمحرر بالواقعة المحضر رقم 2392 لسنة 2015، ومبارك مسعود علام جمعة "بناحية عفونة" عدد الرءوس 154 "أغنام" و44 "ماعز"، وعوض فرج عزيز علوان "بناحية عفونة" 9 جمال، والمحرر عنها المحضر رقم 2671، وناجى طاهر سلومة منصور بناحية "عفونة" عدد الرؤوس النافقة 382 "أغنام"، والمحرر عنها المحضر رقم 2695 لسنة 2015، وجميل إدريس عطية "بناحية عفونة"، عدد الرؤوس 499 "أغنام"، والمحرر بالواقعة المحضر رقم 2693 لسنة 2015، وقاسم عبد الجواد عبد القادر سالم بناحية "عفونة" عدد الرؤوس 38 "ماعز" والمحرر عنها المحضر رقم 2585 لسنة 2015، وفتحى على اللافى سكران بناحية "عفونة" عدد الرؤوس 75 "أغنام"، والمحرر بالواقعة المحضر رقم 2694 لسنة 2015.نفوق 38 ألف دجاجة
وحرر أحمد إبراهيم محمد الفوالبى صاحب شركة الرايا ناحية عفونة المحضر رقم 2262 لسنة 2015 بخسارة 25 ألف دجاجة من نوعية التسمين عمر 32 يوما، ومنى سمير نصر منسى بـ"كفر الدوار" 7 آلاف دجاجة تسمين عمر 15 يوما، وفاروق كرم عبد الفتاح صاحب الشركة المصرية للدواجن"مزرعة الحسنة" بياض عمر 25 أسبوع 6 آلاف حرر بها المحضر رقم 2696 لسنة 2015.ورصد التقرير أيضًا خسائر القمح والمواد الغذائية، حيث رصدت اللجنة 1503 طن قمح مبللة بمياه الأمطار، منها 1500 فى شونة الفرسان بالنوبارية، و3 طن بشونة بنك التنمية بالدلنجات، بالإضافة إلى تلف 175 طن سكر، 10 طن منها بمخزن شركة الجملة بحوش عيسى ، و125 طن سائب ، و40 طنا معبأة بمخزن الجملة بإدكو.
وتم رصد حجم الخسائر تمهيدا لصرف التعويضات المقررة ، حيث كانت قرية عفونة التابعة لمركز وادى النطرون بالبحيرة هى أكثر المناطق تضررا جراء موجة الطقس السيئ التى اجتاحت البلاد خلال الأسبوع الماضى، حيث أغرقتها مياه السيول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة