يحتفل المصريون هذا الأسبوع بمولد النبى (صلى الله عليه وسلم) وميلاد المسيح (له المجد)، ورأس السنة الميلادية، وتتزين العروسة الحلاوة والفارس على الحصان، ويضحك بابا نويل ملء شدقية كدلتا النيل، ويسوع الطفل فى المزود، شجرة الميلاد، المصريون يبحثون عن الفرح من قلب الحزن، أكثر الأمم احتفالا بالأعياد، يحتفلون بـ(33) عيدا على مدار السنة، وفى مقدمتها الأعياد الدينية مثل (رأس السنة القبطية، رأس السنة الهجرية، عاشوراء، المولد النبوى الشريف، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد المجيد، عيد الغطاس، عيد دخول المسيح مصر، عيد دخول المسيح القدس «أحد الشعانين»، نياحة العذراء، عيد الصعود) إضافة للأعياد المصرية التى يحتفل بها جميع المصريين على اختلاف أطيافهم مثل (عيد الأم، عيد الحب، وفاء النيل، شم النسيم) كذلك الأعياد الوطنية (عيد الشرطة، عيد تحرير طابا، عيد تحرير سيناء، 23 يوليو، 6 أكتوبر)، كما توجد مناسبات اجتماعية، وعادات مصرية ترقى إلى مستوى الأعياد مثل (السبوع: وهو احتفال بالمولود عند بلوغة سبعة أيام من ولادتة، وليلة الحنة: احتفال يتم للعروسين فى بيت الأهل فى الليلة السابقة للزواج، ويتم فيها نقش الحنة على يدى ورجلى العروسين، إضافة للطهور للأطفال «الختان»، وأعياد الميلاد) كل ذلك المزيج الإنسانى مع رقائق الحضارات القديمة والحديثة شرقا وغربا، فأعياد الميلاد، بما فيها المولد النبوى الشريف، مشتقة من الحضارة الغربية، والختان عادة يهودية، والمصريون رغم أنهم من أهل السنة يحتفلون بيوم عاشوراء فى العاشر من محرم حزنا على مقتل سيدنا الحسين حبا فى آل البيت، وتضامنا مع المظلومين، والمثير للدهشة أنه بعد أن دخل صلاح الدين مصر وانهارت الدولة الفاطمية الشيعية، كان المصريون يقضون اليوم صوما حزنا على استشهاد الحسين فى قلوبهم، وبأمر من الأيوبيين يوزعون على بعضهم البعض الحلوى علنا اتقاء لشر وبطش الأيوبيين!!
والأقباط المصريون يتماهون مع حزن «الحشا» المصرى الإسلامى على مقتل الحسين بصوم الجمعة العظيمة تذكارا لصلب السيد المسيح، ويشربون الخل، ولكنهم فى سبت النور يعيشون الفرح ويوزعون الحلوى.
الفنان الشعبى المصرى فى المولد النبوى الشريف.. ابتكر العروسة الحلوى والفارس والحصان، كأنهم العذراء ومار جرجس، ذلك هو الشعب المصرى العظيم الذى رغم بحثة عن الفرح فإنه حينما يفرح يقول: «اللهم ما اجعله خير»!!
تحمل المصريون الغزاة والحكام الظالمين، وثاروا فى ست ثورات (1804 بقيادة عمر مكرم، 1882 بقيادة عرابى، 1919 بقيادة سعد زغلول، 23 يوليو 1952 بقيادة عبدالناصر، 25 يناير 2011، و30 يونيو بقيادة الشعب) ستة ثورات وعشرة دساتير، لم تكتمل لهم ثورة ولم يعش لهم دستور!!
نخب مهترئة تبحث عن مصالحها الشخصية، وليس أدل على ذلك من صراع الكراسى البرلمانية الذى نشهدة الآن، وكأن النخب المعاصرة تفسد بهجة الأعياد على الشعب البطل الذى منذ يناير 2011 وحتى الآن أسقط طاغيتين: (مبارك ومرسى) وأسقط التعديلات الدستورية 19 مارس، ودستور مرسى 2012، وأسقط برلمان 2010 وبرلمان 2012، ولكن النخب الانتهازية تفسد فرحة الشعب بكل تلك المنجزات العظيمة، ولكن «الشعب هو الباقى حى.. هو اللى راح هو اللى جاى.. طوفان شديد لكن حديد.. يقدر يعيد صنع الحياة».
كل سنة والمصريون جميعا مسلمين ومسيحيين بخير، فى المولد النبوى الشريف وميلاد السيد المسيح، ورأس السنة، والله يحمى مصر شعبا وقيادة وطنية من كل سوء.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة