محمد أبو الفضل يكتب: إلى نواب الشعارات انتهى دوركم الآن

إذا كان النائب الموقر يريد أن يظهر أمام الناس بمظهر المواطن الشريف الذى يخدم وطنه، وممثل الشعب الذى يقدم ما يستطيع ولا يبخل بجهده من أجل ناخبيه، فما عليه إلا أن يعمل ويعمل، وعلى الناخبين أن يروا ويلمسوا نتاج عمله، لا أن يطلق الشعارات ويصل ويجول ويصرخ بعلو الصوت حتى يسمع الناس صراخه!.

هذه الفترة حساسة وحرجة للغاية.. فالوضع بدأ يسخن مع قرب بدء الدورة البرلمانية الأولى لبرلمان 2015م، وكذلك بدء انتخابات المجالس المحلية وأصبح الناس اليوم يتحدثون عن الوسائل التى يتفنن بها وفيها ولها، النواب الجدد والمترشحين الجدد وعودة النواب السابقين، إلا أن الواضح جداً جداً أن الكثير من الناخبين اختاروا ممثليهم من النواب السابقين الشرفاء الصادقين لأقاربهم، وبفضل ما رأوه منهم من عمل وجهد ومتابعة ومثابرة لخدمة ذويهم من دون الحاجة إلى دعايات انتخابية، فيما لهث آخرون لهاثا حثيثا وضخوا الأموال من أجل إبراز وجوههم لكى يتذكرها الناس.. لكن الغرابة فى الأمر، هى التصرفات التى يقوم بها أولئك النفر القليل القليل من النواب!.

والملاحظ أيضا أن الناخب المصرى المثقف أو محدود الثقافة أو المواطن البسيط لم يقبل بلعبة (الطائفية، الفئوية، التيار الدينى) لاختيار المترشح، وإن كانت هذه اللعبة قائمة ومؤثرة ولها مريدوها إلا أن فئات المجتمع المختلفة اليوم، من كل الطوائف، بدأت فى اتخاذ خط مضاد لكل الممارسات التى تجعل من المجتمع المصرى مجتمعاً يتناحر بسبب الطائفية والفئوية والتمييز والتحشيد.. أيا كان الذى يتقدم المسألة ويتصدر الممارسة.

خذ على الطرف الآخر نواب الشو واللافتات والشعارات والوعود الكاذبة.. فهؤلاء كانوا يتحدثون فى الجلسات ويصرحون التصريحات ويقولون ما لا يفعلون، والناس تعرفهم دون شك وأولهم ناخبوهم الذين لم تمر عليهم الأضحوكة هكذاً (هنيئة مريئة).. حتى أن أحد النواب الأفاضل السابقين والذى أدرك فشله وخسارته فى السباق، أبدى زعله زعلا شديدا بسبب إزالة وتمزيق لافتاته حسب تصريحاته! وصار يهدد عبر الرسائل الإلكترونية، وعبر الأحاديث مع هذا وتهديدات مع ذاك، وأنه سينظم الاعتصامات وسيجمع الناس ليوم عظيم مشهود، وربما وصل الأمر إلى كوفى عنان ولربما ولربما.. كل ذلك بسبب استمرار إزالة لافتاته!.

وله الحق فى ذلك، أليس نائبا سابقا؟ لماذا تزيلون لافتاته؟ حتى وإن كانت مخالفة، لا داعى لإزالتها.. فهو نائب، سابق فى المجلس التشريعى، وحلال له أن يخالف القانون، لكى يبرز بصورة أقوى أمام ناخبيه الذين لم ينخدعوا هذه المرة به أو بغيره من خلال الضحك عليهم بهذه الأساليب.

أخيرا إلى نواب الشعارات واللافتات أقول أعتقد أنه انتهى دوركم الآن، وسقط القناع عنكم، فماذا صنعت لكم اللافتات يا نواب اللافتات؟