نزلت دموعى فجأة دون القدرة على السيطرة عند مشاهدتى مقابلة الرئيس السيسى بأسرتى شهداء مصر (الشحات شتا، ومحمد أيمن)، وتساءلت كثيرًا عن علاقة الحزام الناسف والسيارات المفخخة بالإسلام والإسلاميين وهل الدين الإسلامى هو دين جماعات وكل جماعة برأى وكل جماعة بفكر وكل جماعة بزعيم يطاع ولا يجب مناقشته. وما هدف هذا العدد الهائل من الجماعات الإسلامية أهو تطبيق الشريعة الإسلامية أم الوصول للحكم بمعنى أن أعلن أى رئيس عن تطبيق الشريعة الإسلامية هل ستختفى تلك الجماعات أم أنها ستشترط فى تطبيق الشريعة أن تطبقها بأيديها.
وهل معنى وجود جماعات إسلامية أن نشك فى إسلام من لا ينتمى لجماعة من تلك الجماعات. وأخيرًا هل هناك فعلا حرب على الإرهاب أم ما يدور حولنا هو حرب على الإرهابيين دون القضاء على الإرهاب؟
هناك فرق شاسع بين الإرهاب والإرهابيين فقد نستطيع أن نقضى على حَمَلة الأحزمة الناسفة، ولكن سيظل هذا الفكر شائعا ومرتبطا بالإسلام والإسلاميين حتى نهتم جميعا صغيرنا وكبيرنا بتغيير الفكر الإسلامى، وحتى نتمكن من ربط فريضة الجهاد بالجهاد فى العمل، والجهاد فى نشر الدين الحنيف، وبالجهاد فى حسن المعاملة، وحتى نعرف المسلم من بعيد بحسن معاملته وتجارته وصدقه بدلا من أن نعرفه بسيارته المفخخة أو حزامه الناسف. أسهل الطرق أن نقوم بنفى ربط الإسلام بتلك الجماعات وهذا أصبح خطئا بالغا كالنعامة التى تدفن رأسها فى الرمال. هؤلاء مسلمون ضلوا الطريق فيجب أن نلحق البقية الباقية من المسلمين بأن نصحح مفاهيمهم وطريقهم حتى يرجع الإسلام إلى سابق عهده.
خطوات التصحيح يجب أن تبدأ برفض جميع الجماعات التى تربط اسمها بالإسلام مثل الإخوان والسلفيين والنصرة وغيرهم الكثير فلم ينشأ الدين الإسلامى على فكر الجماعات فعندما أعطى الأنصارى نصف بيته ونصف ماله وإحدى زوجاته الى المهاجر ما كان هذا إلا لهدم فكرة الجماعة حتى لا نقول جماعة الأنصار أو جماعة المهاجرين. يجب الاهتمام بجوهر الإسلام وفقه المعاملات بالإسلام قبل اهتمامنا بالذقن والجلباب والنقاب ولست هنا أقصد أى إهانة لمن يرتدى الجلباب أو النقاب ولكنى أنشد الجوهر فى المعاملة وفى الصدق. فى الجهاد فى العمل والجهاد فى تربية النشء المسلم دون الجهاد بالسلاح فالله عز وجل لا يريد إسلاما يفرض بقوة السلاح إنما يريد قلوبًا مشرقة ومسلمة وهذا لن يأتى إلا بسلوك المسلم الصادق.
سأظل أكتب وأذكر يوم فتح مكة وعبقرية القائد (ص) فقد أدار سيدنا محمد (ص) هذا اليوم ليس من منطلق محمد النبى (ص) ولكن من منطلق محمد القائد (ص) فكيف استطاع أن يلم شمل الأنصار والمهاجرين والعتقاء فى بوتقة واحدة لينطلق بعدها الدين الإسلامى شرقا وغربا. على العكس تماما لو كان يوم فتح مكة بقيادة قائد من قادة الجماعات الإسلامية هذه الأيام لاستخدم السلاح ضد أهل مكة. وهذا هو الفرق بين محمد القائد (ص) وبين من نراهم هذه الأيام وهذا هو الفرق بين فكر الإسلام الصحيح وفكر الجماعات الإسلامية.
حسام سالم يكتب: الإرهاب والإرهابيون وكلمة لابد منها
الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015 12:00 م
عناصر تنظيم داعش - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة