أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

أين تذهب هذا الفساد؟

الأحد، 20 ديسمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شيء يكل عظام البلاد ويشرب من دمائها ويمضغ لحمها أكثر شراسة من الفساد، ولقد دعوت في مقال سابق لإنشاء مفوضية عليا لمكافحة الفساد تتمتع بالاستقلالية والنزاهة والحيادية لأنه بات من المسلم به في مصر أن الفساد في مصر أصبح متوغلا في كل شيء، لكني مع كل هذا أرى أن محاربة الفساد سلاح ذو حدين، له القدرة على التطهير والعلاج، وله القدرة أيضا على القتل والتشويه والبتر والإيلام، فأسهل شيء أن تدعي أنك تحارب الفساد، وفي ذات الوقت تجسد أنت الفساد الحقيقي بطعن إناس أبرياء من دون أن تجد لجروحهم ضمادة أو شفاء.

سأضرب لك مثلا بما حدث في وزارة الثقافة في عدة عهود متتالية، من تشويه سمعة أناس باسم محاربة الفساد في حين أن هؤلاء الناس لم يثبت عليهم مخالفة أو يحاكموا بتهمة حتى الآن، وهو ما يؤكد أن اتهامهم بالفساد لم يكن سوى تصفية حسابات، ففي إحدى صولاته الكلامية الشهيرة، قال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق أنه يحارب الفساد ويقتلع أنصاره من الوزارة، وبناء عليه فقد قرر إحالة الدكتور سيد خطاب رئيس هيئة قصور الثقافة إلى النيابة العامة لاتهامه بالفساد، وبالفعل أقال عصفور خطاب بناء على هذا الزعم، أما الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب السابق، فقد تم تشويه اسمه والخوض في سمعته هو أيضا لكن على يد الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة السابق، الذي اتهمه بالفساد في برنامج تليفزيوني، وبهذه الحجة أنهى انتداب مجاهد من الوزارة وخسرت الهيئة أحد أكبر الكوادر الحقيقية الفعالة، وحتى الآن لم يثبت فساد خطاب أو مجاهد بل على العكس تماما ما قيل وقتها أنه فساد أتضح أنه "إصلاح" واتضح أن السبب الحقيقي لإقالتهما هو الهوى والغل والكراهية والغرام بالـ"شو".

المثال الثالث وهو الأخطر والأفدح هو ما قام به الدكتور أحمد عبد الغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق، الذي اطاح بكل من الفنان أحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية بالقطاع وعلاء شقوير وداليا مصطفى وطارق مأمون وهم من أكبر قيادات قطاع الفنون التشكيلية تحت زعم الفساد والإفساد، وصدر قرار من جابر عصفور بإبعاد هذه القيادات بحجج مختلفة منها أنهم فاسدين ومنها أنهم "غير متعاونين" ومنها أنها غير "منجزين"، فأما الاتهام بالفساد فلم يثبت حتى الآن بعد مرور أكثر من سنة على الواقعة، وأما أنهم غير متعاونين فقد أثبتت الأيام أن ما كان يعتبره عبد الغني تعطيلا للعمل كان حفاظا على ثروة مصر وأن عبد الغني نفسه أقر بصحة آرائهم التي ادعى أنه تعطيل وتهبيط وتثبيط، وأما أنهم غير منجزين فقد كذب عبد الغني نفسه بنفسه حينما استعرض في خطاب مطول إنجازات من أقصاهم عن القطاع باعتبارها إنجازاته الشخصية.

أنا على يقين من أن ما ذكرته في وزارة الثقافة أمر متكرر في كل وزارت مصر، وليس لدي إلا سؤال واحد: لو كان هؤلاء مفسدين فلماذا لم يحاكموا؟ وإن كانوا أبرياء فلماذا لم يرد لهم اعتبارهم؟
سؤال لا أتوقع أن يرد عليه أحد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

اين تفسد هذا الذهاب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة