"سعاد بشناق" ترسم بموسيقاها صورة سوريا التي لا نراها في الأخبار

الأربعاء، 02 ديسمبر 2015 03:19 م
"سعاد بشناق" ترسم بموسيقاها صورة سوريا التي لا نراها في الأخبار سعاد بشناق المؤلفة الموسيقية
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تفكر "سعاد بشناق" في سوريا، تتذكر السنوات الرائعة التي قضتها في الدراسة هناك داخل واحد من أكبر المعاهد الموسيقية في الشرق الأوسط، وحضورها العروض في دار الأوبرا بدمشق، وعربات موسيقى الجاز التي تدور في المقاهي. تفكر سعاد في المسخن، والشاورما والعصائر الطازجة وأصدقائها والنكات التي قالوها لبعضهم البعض، وحين تشاهد الأخبار عن سوريا يوميًا في التلفاز من عنف وضربات جوية وقتل لا ترى أبدًا سوريا التي عرفتها.

هذه الفجوة بين "سوريا التي تعرفها" و"تلك التي تظهر في نشرات الأخبار" تحاول "سعاد" تقليصها بتعريف الناس بسوريا الحقيقية من خلال مقاطع موسيقية تعكس "الوجه الجميل للبلاد الثرية بالثقافة والتاريخ والطعام الشهير والناس الذين يضحكون" كما قالت لمحرر موقع "motherjones" الأمريكي، وأضافت "لا أحد (في الغرب) لديه صورة سوريا التي أعرفها".

والآن بعد أن تغيرت سوريا بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وبعد أن راح ضحية العنف هناك العديد من أصدقائها وأقاربها، تحاول "سعاد" التصدي لفقدان الثقافة السورية بالطريقة الوحيدة التي تعرفها وهي قطع الأوركسترا والمعزوفات التي تجمع بين التقاليد الموسيقية الغربية والشرق أوسطية.

وتعد "سعاد" البالغة من العمر 33 عامًا، واحدة من عدد قليل جدًا من مؤلفات الموسيقى العرب، وكانت ولدت ونشأت في عمان بالأردن، لأم سورية وأب فلسطيني، وقالت إنها بدأت العزف على البيانو في سن الرابعة، ولكنها كانت تكره دروسه، ولكن أمها كانت مصرة على أن تواصل تعلم العزف، وقالت لها وهي في الصف الخامس "إذا توقفتِ عن دروس العزف سأكسر البيانو، أنا لن أسمح بأن يترك البيانو كقطعة من الأثاث في المنزل".

وقبل 16 عامًا، كانت "سعاد" تحلم بالدراسة في كلية للموسيقى بجامعة "ماكجيل" في مونتريال ولكن والديها وجدوا أنها ستكون مكلفة للغاية وبعيدة ايضًا، لذلك قررت الانتقال إلى دمشق لتدرس في المعهد العالي للموسيقى، حيث تعلمت التأليف الموسيقي لتصبح بعدها واحدة من أبرز المؤلفات الموسيقيات في العالم، والعربية الأولى والوحيدة التي تنال منحة جامعة ماكجيل للتأليف الموسيقي.

بشناق تعيش الآن مع زوجها في ولاية كارولينا الشمالية، وعملت على تأليف الموسيقى لعشرات الأفلام واحد منهم هو فيلم وثائقي عن لاجئ سوري يبلغ من العمر 12 عامًا، بالإضافة إلى فيلم "المنعطف" الذي من المنتظر عرضه في مهرجان دبي السينمائي الدولي الشهر الجاري، للمخرج الأردني الفلسطيني "رفقي عساف".

وعن سوريا تقول "سعاد" إنه لأمر محزن ما يحدث الآن، لكن ما يجعلني سعيدة هو أن أعرف بأن الساحة الغنائية لا تزال مستمرة، وأدرك أنه رغم الحرب الناس مازالوا يحاولون بذل قصارى جهدهم ليعيشوا الحياة".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة