د. مجدى الغريب يكتب: زرتُ ريال مدريد!

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015 10:00 ص
د. مجدى الغريب يكتب: زرتُ ريال مدريد! ملعب سنتياجو برنابيو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سانتاجو برنابيو، زرت النادى الملكى ريال مدريد، وهو أحد معالم العاصمة الإسبانية والعالم، لا يمكن أن تزور مدريد دون أن تعرج على النادى الملكى وهو أغنى أندية العالم ويستحق عن جدارة نادى القرن العشرين بحسب تصنيف الفيفا.

تأسس ريال مدريد عام 1902 م ومنذ تأسيسه، يعد الأكثر فوزًا بين الأندية الإسبانية بالدورى والكأس، بل أكثر الأندية الأوروبية فى الفوز بكأس دورى الأبطال.

أهدى ريال مدريد الكرة الإسبانية والعالمية أساطير كألفريدو دى ستيفانو، وراؤول جونزاليس، إيكر كاسياس وفرانشسكو خنيتو، ولمعت فيه أيقونات من خارج إسبانيا مثل زين الدين زيدان، ولويس فيجو، وديفيد بيكهام وكريستيانو رونالدو، وغيرهم وغيرهم!

عبر تاريخه، نجح ريال مدريد أن يخلق واحدة من أنجح العلامات التجارية وأشهرها فى أوروبا والعالم، يعززها جماهير عريضة فى كل أنحاء الكرة الأرضية قاطبةً، تنتشى بانتصاراته -وهى كثيرة- وتحزن لانكساراته، مدركة أنها الساحرة المستديرة، تطاوعه كثيرًا وتستعصى عليه قليلاً، والرياضة -فى النهاية- فوز وهزيمة!

فى النادى الملكى، زرت ملعب الكرة وهو بحق تحفة فنية تستوعب الآلاف من محبيه وضيوفهم، تشهد أرضه على أقدام العظماء والمبدعين من أبنائه لاعبى الكرة ومنافسيهم وفى كل بقعة هناك بصمة للاعب ساهم بجهده وعرقه فى انتصاراته وتعلم من انكساراته، وجميعًا نجحوا، مع إدارته وجماهيره فى صناعة مجده واسمه!

فى سانتاجو برنابيو، كل شىء أنيق ومنظم، بدءًا من غرف اللاعبين، مرورًا بالمقصورة الملكية. لكن اللافت للنظر هو المتحف الخاص بالنادى والذى ينوء بكم من الجوائز والدروع والكئوس التى لا يضاهيها فى العدد والقيمة أى نادٍ آخر على الكرة الأرضية.

فى المتحف، كل شىء يكاد أن يتفاعل معك بدءًا من مقتطفات تليفزيونية مسجلة على شاشات يجرى تشغيلها باللمس، لأهم الأهداف والمباريات لصانعى المتعة من كبار اللاعبين ولا تكفى سويعات قليلة زيارة للمتحف لاختزال تاريخ ومجد ريال مدريد.

أشكال الكئوس والجوائز متعددة ومتناسقة مع الزمن، منها تشم عبق تاريخه ومنها ما يكاد ينطق ليقول لك: "هنا، يجلس جزء من تاريخ الملكي، فى اليوم هذا من تلك السنة، عبر هذا القرن، أقف لأسجل تاريخ بطولة صنعناها سويًا بإدارة تأخذ بالأسباب وجماهير وفية ومهارة أحد عشر لاعبًا، ومخزون وافر من الاحتياطيين والإداريين وفوق هذا وذاك حنكة مدرب وفكر وإستراتيجية قائد".

فى غرفة الإعلام، حيث تُعقد أشهر المؤتمرات الصحفية، جلست مكان أعظم مدربيه لالتقاط الصور التذكارية، مورينيو، وبنيتيز، وأنشيلوتى، وفابيو كابيو ودل بوسكى وغيرهم، مستحضرًا صورهم وهم يتفاعلون مع أسئلة الصحفيين والإعلام الرياضى عقب كل مباراة!

ريال مدريد درس فى الإدارة والتسويق الرياضي، لأنديتنا العربية، بدءاً من عقود رعاية بمئات الملايين من الدولارات، مرورًا باستغلال علامة النادى التجارية فى بيع بوسترات وكروت اللاعبين وقمصانهم وأحذيتهم الرياضية بل وأخذ الصور التذكارية معهم، وتلك مجتمعة مكنته من استقطاب أشهر وأمهر لاعبى الكرة فى العالم.

ريال مدريد، عظيم كأبهة الملوك، ورشاقة وبساطة لاعبى الكرة الذين نشأ معظمهم فى أسر فقيرة بين عامة البشر، ليتوجوا بعد ذلك كملوك للساحرة المستديرة!

ريال مدريد، النادى الملكى معلمٌ سياحى، أضحى أكثر شهرة من قصور وملوك غرناطة، بل وكل ملوك الطوائف!







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة