أغلب الكسور تلتئم خلال 3 إلى 6 أشهر من تاريخ الكسر أو تاريخ الجراحة، والكسور التى لم تلتئم عادة يكون السبب فيها إما عوامل بيولوجية عامة مثل تقدم السن أو سوء التغذية أو أمراض السكر والكبد أو عوامل بيولوجية موضعية مثل ضعف قدرة الخلايا العظمية على التكاثر وبناء العظام الجديدة أو عوامل ميكانيكية مثل ضعف قوة تثبيت الكسر أو التهابات صديدية حيث تقوم الميكروبات بتدمير أى خلايا عظمية جديدة يبنيها الجسم لالتحام الكسر.
وهذه الأربعة أسباب يجب تقييمها لتحديد السبب الحقيقى وراء عدم التئام الكسر بواسطة الأشعات والتحاليل لتحديد خطة العلاج الصحيحة التى تضمن نجاح العلاج، وحسب خطة العلاج المناسبة يتم تحديد الوسائل المناسبة للعلاج، والوسائل تتضمن طرق جراحية وطرق أخرى غير جراحية ويتم اختيار الطرق المناسبة حسب السبب والحالة.
من ضمن الطرق الجراحية يكون تغيير التثبيت الداخلى بمسامير أو شرائح أو أجهزة أقوى تساعد على تثبيت الكسر وعدم تحركه مما يضمن التئام الكسر، أما الطرق غير الجراحية فهى كثيرة ومتعددة حسب المشكلة.
فمثلا لو كانت المشكلة فى القدرات البيولوجية العامة مثل سوء التغذية أو عدم ضبط مرض السكر أو التدخين أو عدم الانتظام فى النوم. فكل هذه المشاكل يمكن علاجها بتحسين السبب وعلاج المشكلة العاملة بواسطة طبيب الأمراض الباطنة.
أما الطرق الموضعية فكثيرة مثل استعمال الموجات فوق الصوتية لتشجيع تكوين العظام حيث أظهرت بعض الأبحاث فاعلية هذه الطريقة فى تشجيع بناء العظام. غير أن أبحاث أخرى تشكك فى فاعلية هذه الطريقة.
استعمال حقن تركيز الصفائح الدموية أو الخلايا الجذعية الموضعية فى مكان الكسر يساعد على بناء الأنسجة وأثبت فاعلية كبيرة ويتم هذا الحقن تحت مخدر عام فى تعقيم كامل فى حجرة العمليات وهى طريقة بسيطة حيث يتم سحب خلايا دموية من النخاع واستخراج تركيز الخلايا ثم حقنها موضعيا فى مكان الكسر. وهذا يتم فى مرة واحدة ولا يحتاج إلى تكرار.
استعمال الأكسجين المضغوط أو الضغط السلبى المستمر يمكن أن يساعد الكثير من الحالات التى تعانى من قصور فى الدورة الدموية أو جروح بطيئة الالتئام أو التهابات مزمنة حيث تعمل هذه الأجهزة على رفع قدرة الجسم على تكوين شعيرات دموية جديدة توصل الغذاء والخلايا إلى مكان الكسر وتساعد على بناء الأنسجة الجديدة.
هناك بعض الادوية التى لا تزال تحت التجربة لتشجيع التئام الكسور مثل هرمونات الغدة الجار درقية ولكن هذا لا يزال فى طور البحث، ويجب هنا التأكيد على أن أدوية هشاشة العظام أغلبها يؤخر التئام الكسور ولا يساعد على التحام العظام.
وهناك طرق أخرى عديدة تحت التجربة مثل الموجات الكهرومغناطيسية وحقن موضعية وأنواع من الجبائر التى ترفع تثبيت الكسور إلى درجات عالية لتشجيع بناء العظام لكنها لا تزال فى مراحل البحث المعملى، ونتوقع فى المستقبل أن تتزايد الاختيارات غير الجراحية فى علاج الكسور مع المزيد من الأبحاث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة