أسامة الأزهرى: المتشددون يختزلون العلم فى الأدلة دون فهم صحيح

أكد الدكتور أسامة الأزهرى عضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية، أن العلم لا يُعرَّف لكنه ضرورى ولا يتوقف على تعريف، حيث يصعب تعريفه، مضيفا أن العلم له مصادر ومناهج ، ومواصفات فى الشخص القائم بالعلم، مؤكدا أن هذه الأشياء تصنع العلم وبدونه نجد الوهم أو الجهل أو الفوضى العلمية والعشوائية، وعبث وهلام وغياب الإنتاج.

وأضاف الشيخ أسامة الأزهرى، خلال ندوة مظاهر الانحراف الفكرى عند المتشددين بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر فى الموسم الرابع للكلية، والتى تحولت إلى محاضرة علمية بالشرح على السبورة، أننا نكتوى بنيران التكفير والتفسيق والتبديع.

وأشار "الأزهرى" إلى أنه يجب التثبت من مصادر العلم ومناهج فهم المصادر، مؤكدا أن العلم له من يفهمونه وليس كل شخص مهيأ للعلم بالشىء وأن يكون عالما فيه، ضاربا المثل بأن العالم العالمى الدكتور أحمد زويل شخص عالمى وعبقرى فى الفيزياء لكنه لا يصلح لدراسة الفلسفة أو النحو لأن ميوله علمية فيزيائية وليست فى جانب الآداب، وتوجه موهبته ونبوغه إلى شىء آخر، وكذلك الشيخ الشعراوى لا يصلح لدراسة الفيزياء.

وأوضح "الأزهرى" أن عصر الإمام أحمد بن حمبل شهد فكرة تكريم الحديث، وهى التى قيمت موهبته كعالم حديث والإمام الشافعى كإمام الفقه، حيث إن الإمام أحمد بن حمبل هجر مجالس أئمة الحديث ليتردد على علم الإمام الشاب الإمام الشافعى تاركا كبار علماء الحديث، مستشهدا بذلك على الميول ودورها فى نجاح الشخص.

وقال "الأزهرى" إن الفوضى فى التعليم وتلقى غير المتخصص العلم يخلق فوضى الفتوى وفوضى العلوم وظهور التشدد، مشيرا إلى قاعدة علميه أرساها الرسول بقوله خذوا العلم قبل أن يذهب العلم، مؤكدا أن الأمم السابقة ضلت وفيها كتب الرسل والوحى والعلم، مشيرا إلى أن ذهاب العلم الصحيح يذهب بذهاب حملته برغم وجود نص الكتاب والسنة وغياب صنعة العلم بغياب أهل العلم أصحاب المنهج الصحيح لفهم كتاب الله وسنته.

وأضاف "الأزهرى" أن المتشددين يختزلون العلم فى الأدلة دون فهم صحيح لها، مضيفا أن العلم إعادة صناعة العقل من جديد وإزالة الغبش وإعادة ترتيبه من جديد.

وأردف "الأزهرى" إلى أن العلم صنعة تشمل مصدرا علميا وفهما وشخصا يستنبط لإنتاج فهم صحيح، مطالبا بالتأنى الشديد فى فهم الوحى والاستنباط الصحيح لإنتاج علم صحيح.

وداعب "الأزهرى" الحضور بقوله مش هتمشوا النهاردة من غير ما تفهموا يعنى إيه علم، مستكملا شرحه على السبورة لشرح العلم الصحيح وكيفية الحصول عليه لمنع التشدد.