د.خالد عمارة يكتب: تأثير التكنولوجيا وثورة الاتصالات على جراحة العظام

السبت، 12 ديسمبر 2015 04:03 ص
د.خالد عمارة يكتب: تأثير التكنولوجيا وثورة الاتصالات على جراحة العظام الدكتور خالد عمارة أستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال العشر سنوات الأخيرة تأثرت كل فروع العلم بثورة الاتصالات والشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وبتطور التكنولوجيا الرقمية، وهذا يقدم حلولا لمشاكل كثيرة، لكنه أيضا يقدم تحديات ومخاطر جديدة لم يتعامل معها الطب من قبل.

فاليوم كثير من المرضى يمكن أن يرسل الإشاعات والفحوصات الطبية عبر البريد الإلكترونى أو مواقع التواصل الاجتماعى إلى طبيب متخصص لاستشارته، وأيضا لترتيب موعد للفحص الطبى ولترتيب الجراحة وللمتابعة بعد الجراحة، فضلا عن أن كثيرا من الأطباء اليوم يتبادلون الخبرات عبر مؤتمرات الإنترنت أو ما يعرف بالويب نار، وفيه يتم عمل المحاضرات ونقلها وتبادل الأسئلة والمناقشات عبر الانترنت دون أن يحتاج الطبيب إلى سفر بعيد او تعطيل لجدول عيادته وجراحاته.
وهناك أيضا أن يتم إرسال إشاعات بين الأطباء لتبادل الرأى فى تحديد خطة علاج أو متابعة لمريض.

لكن من مشاكل هذه الطرق الحديثة فى التواصل احتمال تسرب أسرار المريض أو معلومات شخصية عن المريض، والذى قد يقع فى أيدى غير أمينة تستعمله فى المستقبل ضد المريض بصورة أو بأخرى أو أن تصل المعلومات إلى شخص لا يريده المريض أن يعرف عنه هذه المعلومات الخاصة به.

المشكلة الثانية هى أن التواصل عبر الإنترنت يكون منقوصا وبالتالى فهناك معلومات قد لا تكون واضحة فى التواصل غير المباشر، مما قد يؤدى إلى بناء قرار طبى بناءً على معلومات غير كاملة أو خطاء.

وكثير من جراحات العظام اليوم يتم التخطيط لها قبل الجراحة باستعمال برامج كمبيوتر متخصصة، لتحديد خطة الجراحة والزوايا الصحيحة للعظام وكيفية تحقيقها وتثبيتها بأعلى نسبة نجاح وأقل مضاعفات، وهذه البرامج متوفرة ويتم استعمالها فى أغلب دول العالم.

من التطورات الأخرى دخول استعمال الأجهزة والحاسوب والإنسان الآلى (روبوت) فى الجراحة عن طريق استعمال أذرع ميكانيكية أو عدسات مكبرة، لعمل خطوات دقيقة فى الجراحات بدرجة أدق من اليد والعين البشرية، لكن يجب ملاحظة أن اتخاذ القرار والتحكم والإحساس الطبى البشرى لا يعوضه جهاز أو حاسوب حتى اليوم، وبالتالى فتخيل أن المريض يمكن أن يتم التعامل معه فى الجراحة مثل ما يتم التعامل مع تصنيع السيارات فهذا غير منطقى، لأن هناك تفاصيل كثيرة وخبرات وتغيرات أثناء الجراحة لا يمكن تحقيقها بالماكينات فقط.

تطور آخر هام هو استعمال الواقع الافتراضى vertual reality فى علاج المرضى عن طريق لبس نظارة تعطى إحساس 360 درجة، كأنه فى واقع مختلف ونقل صور أو أحاسيس لعلاج إصابات الأعصاب مثل الصدمات النفسية أو الشلل.

كما يمكن استعمال هذه التكنولوجيا فى تعليم الأطباء الجدد الخطوات الجراحية والمهارات اليدوية فى الجراحة.

أما فى استعمال الحاسوب لتنظيم العمل فى المستشفيات ومتابعة تطور المرضى فهذا أمر أصبح روتينيا فى أغلب المستشفيات، كما أن استعمال الهواتف الذكية لمتابعة المرضى بعد خروجهم من المستشفى جعل إقامة المريض أقصر، مما رفع من نسبة نجاح الكثير من الجراحات وقلل من فرص حدوث مضاعفات.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة