د. ماجد كمال بدروس يكتب : العيش الحر

الجمعة، 11 ديسمبر 2015 12:00 ص
د. ماجد كمال بدروس يكتب : العيش الحر انسان بدائى أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يُعرض حاليا على قناة ناشيونال جيوجرافيك أبو ظبى سلسة شيقة جدا ًمن الأفلام الوثائقية بعنوان - العيش الحر - عن مجموعة من الأفراد اختاروا الابتعاد عن حياة المدينة والرفاهية التى توفرها واتجهوا الى غابات ومنتزهات الولايات المتحدة الأميريكة ليعيشوا حياة العُزلة والتفرد والبداية. لقد آثر هولاء الحياة البدائية التى عاشها قبلهم الهنود الحمر السكان الأصليين فاختاروا أن يحيوا الحياة فى أبسط صورها. يكفى المرء مشاهدة حلقة واحدة للتعرف على صعوبة الحياة التى اختاروها.
لعل ما يدور فى أذهان البعض أن هولاء مجموعة من المختلين أو الهواة أو المجانين فمن يترك نعيم أمريكا ليعيش فى غاباتها. أو لربما يدعى البعض أن هولاء ساءت بهم الحياة وانقطعت أمامهم الطرق فلم يوجد أمامهم سوء الابتعاد عن المدنية والانعزال، وكل هذه التفسيرات غير صحيحة وتفتقر إلى المنطق .

دائما ما يحن الإنسان إلى طبيعتة الأصلية البدائية أو قل الحيوانية، واحيانا يحتاج الفرد إلى الاستجمام والابتعاد ولكن يبدو ذلك فى الحياة العادية أمرا مستحيلا فحتى فى أيام راحتك فلا تخلوا من مكالمة هاتفية مزعجة تعكر صفو ذلك اليوم، باتت حياتنا تجرى ولا نستطيع الحاق بها معظمنا سئمها.

الأخبار المخيفة من حولنا فى كل مكان تشئ بنهاية العالم، حروب تعصف بالدول إرهاب يهدد العالم لا أحد أمن لا فى البيت ولا فى الشارع ولا حتى فى دور العبادة.

أن تعيش بدائيا فهذا لا يكفل لك الأمان، فأنت معرض للموت من أسباب تبدو تافهة اليوم كتلوث المياة أو حتى يلتهمك دب رمادى شارد، ولكن تلك المشاكل تبدو هينة أما عالم يحترق أو قل يحرق نفسة بنفسه.

يعكس هذا الأسلوب فى العيش ظاهرة تستحق التأمل فى مدلولاتها الأنثروبيولوجية وإن كانت فى ظاهرها تفصح عن فحواها وهو الرغبة الدفينة لدينا لنحيا بهدوء لنحب الطبيعة لننبذ العنف.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة