ليست القيود بمعدنها القوى ولا بشدتها ولكن القيود بتأثيرها على الإنسان، فهناك سلاسل من حرير أقوى من قيود حديدية.
فقيود التخلف والجهل والانحدار الثقافى والتعليمى أقوى كثيرا من قيود الحديد وقيود الفكر المتطرف وقيود الحرية أقوى بمئات المرات من القيود الفولاذية، ذلك لأنك إذا أردت أن تهدم أمة فحاربها بالتعليم وانشر بها الجهل والفكر المتطرف فهو أقوى بكثير من حروب المدرعات والطائرات والأسلحة النووية.
إذن فالأعداء وجدوا أن محاربة الفكر المصرى العربى لن يأتى بالقوة ولن يأتى بالغصب والسلاح وإنما يأتى بإفساد العقول، وتدمير الأجيال عن طريق زراعة أفكار متطرفة، وعن طريق العودة إلى سنن الجاهلية من جديد.
لقد استخدم الأعداء سلاسل من حرير تقيدنا وتحطمنا دون أن نشعر بخشونتها على عقولنا وعلى أفكارنا تلك السلاسل الحريرية ممثلة فى نشر التخلف والجهل بالعادات، والفاجعة أنها تخطت العادات إلى التشكيك فى الوطنية.
إذن فالصمت سيودى بنا جميعا إلى الهلاك إذا لم نتحرك لإنقاذ التعليم من الضياع فلقد أصبح التعليم كالرجل العجوز غير قادر على إنتاج عقول وطنية تعشق تراب الوطن وتحتمى وتتسلح بالفكر والمعرفة والثقافة الصحيحة والدين الإسلامى الحنيف.
لماذا نحن صامتون عن هذا الفشل التعليمى فى جميع مراحل التعليم، أيعقل أننا حتى تلك اللحظة لم نستقر على نظام ثانوى متميز؟ أيعقل أن يتم إلغاء درجات تجعل الطالب ينتظم فى العملية التعليمية بعدما تم إقرارها فى بداية العام؟
لا أجد مبررا يقنعنى بعدم تطهير وزارة التربية والتعليم من العقول الفاشية المتطرفة ومن القيادات العاجزة عن تحقيق طموحات مصر فى أبنائها، فلسنا فى حاجة إلى مجموعة فاشلة عاجزة عن إدارة منظومة تعليمية بمستوى متميز، للأسف الشديد أصبح اختيار القيادات يأتى بناء على أقدمية السلم الوظيفى تلك الأقدمية دمرت جيلا من شباب المعلمين من الحاصلين على أعلى الدراسات التربوية.
اعترف بأن الحب هو السلسلة المصنوعة من الحرير والتى تلتف حول رقابنا فتجعلنا ننظر إلى الأمور بشكل سطحى دون تدقيق فى المضمون.
فإذا نظرنا إلى كل أمورنا ومشاكلنا من جانب واحد وهو الحب وابتعدنا عن جانب العقل فمصيرنا الهلاك لا محالة فما قامت أمة على الحب فقط ولكنها تقوم على الحب والعقل وعلى العقيدة والعمل وعلى الاختيار الأمثل بناء على الخبرات وبناء على الجهد المبذول من أجل صنع مستقبل أفضل طالما حلمنا به، وحان الوقت لهذا المستقبل أن يتحقق بالتربية والتعليم والثقافة وحسن الاختيار والاعتماد على الشباب بشكل فعال.
طلاب - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة