أخبار قلبك إيه؟.. أمراض القلب قاتلة المصريين.. أطباء يدعون إلى العودة لـ"أكل زمان" بدلا من الوجبات المشبعة بالدهون.. وحافظ على قلبك بـ10 نصائح أبرزها تناول الغذاء الصحى وممارسة الرياضة وعدم التدخين

أمراض القلب تقتل المصريين وفى ازدياد مستمر نتيجة لأسباب متعددة أهمها السمنة والتدخين وتناول ملح الطعام بكثرة والمشروبات الغازية والعصائر غير الصحية، وتغير نمط الطعام الصحى الذي كان يتناوله المصريون إلى آخر يعتمد على الوجبات السريعة المشبعة بالدهون.

من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن امرض القلب تتصدر أسباب الوفيات فى جميع أنحاء العالم، وأن عدد الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أى أسباب أخرى.

وأشارت الدراسات العلمية، إلى أن أمراض القلب تعد السبب الأول للوفاة فى مصر والعالم، ومسئولة عن ثلث مجموع الوفيات العالمى، وأن هناك 25 % من النساء يخضعن لعمليات قسطرة قلبية مقابل 36 % للرجال.

وأكد أطباء القلب أنه يمكن تجنب حوالى 70% من الوفيات والإصابة بأمراض القلب بتجنب عوامل الخطورة المسببة لأمراض القلب والتي تشمل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر واختلال الدهون فى الدم وزيادة الوزن والتدخين وقلة الحركة والضغط النفسى.

ونظرا لتزايد أعداد المرضى الذي يتعرضون لأمراض القلب تنبه أطباء القلب إلى تنظيم مؤتمرات علمية للوقاية من أمراض القلب ومعرفة المخاطر التي تسببها.

أكل زمان الأصح.. عودي أطفالك عليه ليصبح نمط حياتهم

الدكتور أيمن صالح أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس، أكد أن أمراض الشرايين التاجية تنتشر بشكل وبائي بين المصريين، وتعتبر أمراض القلب السبب الأول للوفيات على مستوى العالم، وفى مصر تعتبر الشرايين التاجية القاتل الأول للمصريين طبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية.

وأشار إلى أن 25 % من المصريين البالغين مصابين بارتفاع ضغط الدم ومعظمهم إما لا يعرف بارتفاع ضغط الدم أو يعرف إصابته ولا يأخذ العلاج أو لا يأخذ العلاج الكافى وتلك مشكلة كبرى يمكن منعها.

وقال إن الرقم الثانى المخيف طبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية هو أن 76 % من المصريات يعانين من السمنة، فيما يبلغ عدد الرجال المصابين بالسمنة 63 % وهذا هو عامل الخطورة الثانى، موضحا أن من 10 : 13 % من المصريين مصابين بمرض السكر، لافتا إلى أن التدخين يبدأ فى سن الطفولة بالإضافة إلى أن تغير العادات الغذائية للشعب المصرى والذي أصبح عاملا أساسيا فى الإصابة بالسمنة وأمراض القلب.

وأضاف:"بعد أن كان أهالينا يأكلون الفول بالزيت الحار مع البصل والسلطة في الإفطار، والكشرى في الغداء، والجبن القريش والسلطة فى العشاء، أصبح المصريين يفطرون على الباذنجان المقلي والبطاطس المقلية في الزيت ، والذى يعاد استخدامه ويأكلون الوجبات السريعة المليئة ليس فقط بالدهون والملح بل بالدهون الضارة، كل هذه الأسباب مجتمعة أدت ليس فقط إلى انتشار مرض الشرايين التاجية والشرايين الطرفية حيث أدت أيضا إلى حدوث هذه المضاعفات في سن صغيرة فمتوسط حدوث هذه الأمراض فى المصريين 10 سنوات أصغر من الأوروبيين والأمريكيين.

وأشار إلى أن التدخين مع مرض السكر والسمنة والضغط يفقد السيدة الحماية الطبيعية بالهرمونات المؤنثة، حيث من المعروف أن السيدات يصبن بأمراض الشرايين التاجية "فى المتوسط من 5 : 10 سنوات بعد الرجال، بسبب الحماية المعطاة من الهرمونات المؤنثة فى فترة الإنجاب، وهذه العوامل تفقد بوجود عوامل خطورة متعددة، موضحا أنه لحماية المصريين من أمراض القلب لابد من تغيير العادات الغذائية والعودة للأغذية المصرية الصحية القديمة وتعويد أطفالنا على تناولها لتصبح نمط حياتهم بدلا من الوجبات الجاهزة.

أطباء القلب يحذرون من العصائر المحلاة والمياه الغازية

الدكتور أحمد مجدي أستاذ ورئيس أقسام القلب بمعهد القلب القومى، حذر من المشروبات المحلاة مثل المياه الغازية والعصائر ومشروبات الطاقة، قائلا:" لها علاقة وثيقة بأمراض القلب، و ثبت ان لها تأثيرات خطيرة على صحته".

وأوضح أن زيادة الوزن والسمنة والمفرطة زادت وتضاعفت خلال الـــــ 20 عاما الماضية، كم أن زيادة الوزن لها تأثيرات على ضغط الدم والشرايين ومرض البول السكري، وتبين أن من أسباب زيادة الوزن تغيير نوعية الطعام والمشروبات.

وأشار إلى أنه بالنسبة للطعام فإن تناول كميات كبيرة من الطعام ونوعيتها من الوجبات السريعة التى تعطى سعرات حرارية عالية جدا أدى إلي زيادة الوزن، ومن ثم الإصابة بأمراض القلب ووجد أنه بالنسبة للمشروبات المياه الغازية المحلاة فهي أسوأها وهي تمثل 30 % من السعرات الحرارية التي يحصل علها الأطفال والشباب.

وقال إنه نظرا لأن المشروبات لا تؤثر علميا على مركز الشبع بالمخ وبالتالي لا يشعر الانسان بالشبع منها فيتناول المزيد منها.

وأوضح أن أكثر سن يستخدم هذه المشروبات بداية سن المدرسة حتى سن الــ 20 عاما، موضحا أن أنظار الجهات الصحية في العالم، بدأت الانتباه إلى خطورة هذه المشروبات على القلب مثل هيئة القلب الأمريكية، ومنظمة الصحة العالمية، ووضعوا بعض الوصيات من ضمنها وضع قوانين للمطاعم لتحديد حجم أكواب المياه الغازية، والتوصية بعدم تقديمها في الاجتماعات العامة، واستبدالها بالماء أو العصائر المفيدة ، وزيادة الضرائب عليها والحد من الإعلانات بوسائل الإعلام وعمل برامج التوعية في المدارس والجامعات للتوعية بأضرار المشروبات المحلاة والمياه الغازية، وينطبق ذلك على المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة والعصائر غير الطبيعية.

وقاية أسرتك من أمراض القلب سهلة

وأكد الدكتور مجدى عبد الحميد أستاذ أمراض القلب بطب قصر العيني، أن الوقاية من أمراض القلب من أولويات الدول المتقدمة، لخفض نسبة الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية ، مثل جلطات القلب ، وجلطات المخ ، فعلى سبيل المثال في أمريكا أثبتت الدراسات أن هناك علاقة بين استهلاك الملح وأمراض القلب، و وجدوا أن خفض استهلاك 5 جرام يوميا فقط ، كأحد أقصى من كلوريد الصوديوم او الملح في الطعام أدى لمنع حدوث 11 مليون حالة من ارتفاع ضغط الدم على مدار 10 سنوات.

ملح الطعام يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم وحدوث الجلطات

وأشار أستاذ أمراض القلب إلى أن تقليل الملح أدى إلي توفير ما يقرب من 10 مليار دولار، يتم إنفاقها على علاج أمراض القلب المختلفة ،حيث توجد علاقة وثيقة بين زيادة نسبة الملح فى الطعام وحدوث أمراض القلب المختلفة مثل: ارتفاع ضغط الدم وحدوث جلطات المخ والقلب، وهبوط عضلة القلب وجميعها تنتج من تأثير ارتفاع ضغط الدم.

كما أن استخدام ملح الطعام يؤدى إلى تأثير ضار على الأغشية المبطنة للشرايين، وزيادة سمك عضلة القلب كما أنها تؤدى إلى تأثير ضار على الكلى، حيث أنه من 90 : 95 % من الملح الذى يتم تناوله فى الطعام يتم إخراجه بواسطة الكليتين، وأثبتت الدراسات ان هناك علاقة وثيقة بين زيادة نسبة ملح الطعام، عن 2 جرام يوميا ونسبة حدوث ارتفاع ضغط الدم وكذلك جلطات القلب والمخ والوفيات.

وقال الدكتور مجدى عبد الحميد، إن زيادة كمية ملح الطعام فى الأكل أحد الأسباب الرئيسية لعدم استجابة مرضى ضغط الدم المرتفع للعلاج، حيث أن أحد أشهر أسباب عدم الاستجابة هو الإفراط فى ملح الطعام .

وجبة "البيج ماك" تحتوى على 900 مليجرام من الملح

وأكد أن الدراسات المختلفة أثبتت أن 77 % من زيادة الملح الذى يتناوله الشخص يوميا، يأتى من الطعام المحفوظ ، ولذلك يجب الامتناع عن تناول المعلبات أو الأطعمة المحفوظة والوجبات السريعة،لأنها تحتوى على نسبة كبيرة من الملح ، مثل السمك المدخن ، حيث يحتوي كل 100 جرام على 2700 مليجرام من كلوريد الصوديوم ، وأن "وجبة البيج ماك "تحتوى على 900 مليجرام من كلوريد صوديوم " ملح الطعام " رغم أن الشخص الطبيعى يحتاج إلى من 2 : 5 جرام يوميا من ملح الطعام.

وقال إنه لابد من تضافر الجهود ما بين الشركات المنتجة للمواد الغذائية وبين وزارة الصحة، لوضع استراتيجية لخفض نسبة الملح، فى الوجبات المحفوظة، ووضع شريط على كل منتج، لتوضيح كمية الملح الموجودة فى كل أنواع الطعام، لتقليل حدوث ارتفاع ضغط الدم والوقاية من أمراض القلب المختلفة.

حافظ على قلبك بممارسة الرياضة بالمشى خطوة سريعة 30 دقيقة يوميا

الدكتور حازم خورشيد استشارى القلب بطب عين شمس، أكد أن أمراض القلب والشرايين تحتل المرتبة الأولى في نسب الوفيات عالميا وفى مصر تمثل حوالى 45 % من مجموع الوفيات، وأن طرق الوقاية لها دور مؤثر فى تقليل هذه النسبة.

وأشار إلى أن هناك طرقا يجب اتباعها للوقاية منها وهو أن تتجه نحو الإقلال من الدهون، والإكثار من الأطعمة الصحية، مثل الخضروات والسلاطة والإقلال من الملح ومنتجات الألبان، خالية الدسم، وإتباع نظام رياضى وأن يكون فى صورة المشى خطوة سريعة 30 دقيقة يوميا، والتي تقى من أمراض القلب، لافتا إلى أن الإقلاع عن التدخين له دور مؤثر في الحد من أمراض القلب والشرايين، حيث توعية المريض بخطورة التدخين ليس فقط على القلب والشرايين، وإنما أجهزة الجسم بالكامل.

وأوضح أن هناك مراكز متخصصة للإقلاع عن التدخين لمساعدة المرضى الراغبين فى الإقلاع عن التدخين، مؤكدا أهمية علاج العوامل المؤثرة في تصلب الشرايين مثل السكر ، والضغط وارتفاع الكولسترول، حيث يجب متابعة هذه العوامل ، بصورة دورية بعمل الكشف والفحوصات اللازمة للتأكد من أنها تحت السيطرة.

العلاقة وطيدة بين الاكتئاب وأمراض القلب

أما الدكتور طارق عكاشة، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة عين شمس، فأوضح أن 6 % من المصريين يعانون من الاكتئاب، وأن هناك علاقة وثيقة بينه وأمراض القلب، مشددا على ضرورة التفريق بين الاكتئاب وأعراضه، فليس كل حزين يكون مصاب بالاكتئاب، لافتا إلى أنه مرض يتطلب علاجه.

وأكد أن هناك مليون مريض ينتحر ون على مستوى العالم سنويا، و هناك عدد كبير من مرضى الاكتئاب يحاولون الانتحار ، مضيفا:" إذا عالجنا الاكتئاب سنحميهم من الانتحار ".

وأشار إلى أن مرض الاكتئاب له أعراض، ويتم تشخيصه وعلاجه، مؤكدا أن بعض الأمراض العضوية تؤدى للإصابة بالاكتئاب، وعلاج المرض يساعد على تحسين الحالة النفسية له.

وقال إن هناك علاقة وطيدة جدا، بين الاكتئاب ، وأمراض القلب لذلك فإن أدوية الاكتئاب تحمي منها، داعيا لعلاج الاثنين معا، مشيرا إلى أن كثيرا من مرضى جلطات القلب والمرضى الذى يجرون عمليات بالقلب، يصابون بالاكتئاب، وعلى الجانب الآخر الضغط النفسى المستمر والاكتئاب يزيد من احتمالات الإصابة بجلطات القلب.

وأشار إلى ان بعض أعراض مرض الاكتئاب الجسمانية، قد تتشابه مع بعض أعراض أمراض القلب، ومن الملفت للنظر أن كثير من مرضى الاكتئاب لا يلجأون لطبيب نفسى، لكنهم يتوجهون لأطباء الباطنة أو القلب، ولهذا فمن المهم أن يكون لدى الأطباء غير النفسيين، قدر من المعلومات والمهارات التى تمكنهم من تشخيص مرض الاكتئاب، والبدء في علاجه فى حالات معينة أو تحويله إلي الطبيب النفسى .

وتابع:" للوقاية من الاكتئاب على الإنسان إتباع 4 نصائح هامة يوميا، أولها المساندة الاجتماعية وثانيها ممارسة مجهود ذهنى وثالثها ممارسة مجهود عضلى و رابعها ممارسة هواية محببة" .