رضا أبو المحاسن محمد يكتب: المرأة من سوق النخاسة إلى قصور الرئاسة (1)

السبت، 07 نوفمبر 2015 03:04 ص
رضا أبو المحاسن محمد يكتب: المرأة من سوق النخاسة إلى قصور الرئاسة (1) ورقه وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تألمت بشدة عندما رأيت تنظيم داعش الإرهابى عندما قام بأسر نساء الإيزيديين وذلك فى أكبر عمليات الاستعباد الجماعى منذ عصر الاستعباد الأسود فى أمريكا أو العصر الجاهلى قبل الإسلام .. وهنا ربطُ بين ذبح الأخوة المسيحين فى ليبيا .. فاستوقفتنى كلمة لداعشى متحدث الإنجليزية فى الفيديو عندما قال الصلاة والسلام على من بعث (بالسيف) رحمة للعالمين.

بعد هذه الكلمة تأكدت شكوكى وظنونى بأن داعش ليست فرقة ضالة عن الصواب أو جماعة تكفيرية.. اختفت كل هذه الأفكار من عقلى ولم يبق غير فكرة واحدة وهى أن داعش هدفها هو تشويه صورة الإسلام .. وهدم الدين إن استطاعت، أسر التنظيم للإيزيديات مبرراً بأنهن مشركات وسبيهن وجه من أوجه الشريعة، وعند النظر إلى أسعار النساء فى أسواق النخاسة الداعشية فنجد من عمر عام إلى 10 أعوام بـ150 دولارا ومن عمر 10 أعوام إلى 20 عاما بسعر 100 دولار، ومن 20 عاما إلى 30 عاما بسعر 80 دولارا، ومن سن 30 إلى 40 عاما بسعر 40 دولارا وما فوق الأربعين عاماً بسعر 30 دولارا.. وهذه الأرقام ذكرتها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لقضايا العنف الجنسى ضد النساء فى مناطق النزاع زينب بنغورا، وذلك بمركز السلام الأمريكى بواشنطن، لو نظرنا إلى الأرقام فنرى الهدف منها ليس الاتجار بالبشر إنها أرقام متدنية جداً، ولكن الهدف منها هو تشويه صورة الإسلام .. لعل محاربى داعش أو من يعتقد إنهم على صحيح الإسلام لم يسمعوا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) رواه البخارى (3331) أو لعل النبى محمد صلى الله عليه وسلم الذى عفى عن هند بنت عتبة الذى مثلت بحمزة بن عبد المطلب عم رسول الله يتبع دينا آخر غير الذى يتبعهُ هؤلاء المرتزقة.. فالآن هؤلاء المرتزقة يشوهون دين يكرم المرأة وقال الرسول الكريم إنما النساءُ شقائقُ الرجالِ.. وهذا تمهيداً لتحويل المرأة العربية من أسواق النخاسة قبل الإسلام إلى قصور الرئاسة فى العصر الجديد.

لو نظرنا إلى التاريخ السياسى للمرأة العربية فسنجده فارغ تماماً ولن يختلف كثيراً فى الجانب الغربى، فالمرأة الغربية لم يكن لها دور سياسى حتى نهاية الحرب العالمية الأولى وكانت مُهانة بشكل كبير فى الثقافات الأوربية المختلفة.. وبعد انتهاء الحرب عرفت المرأة طريقها إلى مجلس العموم البريطانى فى نهاية عام 1918 وقد فازت امرأة واحدة من أصل سبعة عشر مرشحة وذلك كان مقابل ألف وستمائة مرشح من الرجال، ولكن كما يقال طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.. كانت خطوة المراة الأولى فى مصر يوليو 1957 عندما وصلت سيدتان إلى البرلمان المصرى.. ولكن فى المقابل كان مجلس العوم البريطانى فى مطلع الخمسينات مزدحم بعشرات النساء والآن بعد حلول 60 عاما من دخول أول سيدتين البرلمان المصرى نجد المرأة العربية وصلت للحكم لا .. بل نجدها معتدى عليها فى الشارع أو متحرش بها أو مطلقة لا تجد من يكفلها أو زوجة لا تعرف شيئا ولا تمتلك ثقافة غير الذى يملى عليها من الإعلام أو زوجها المتسلط ..فمن رابع المستحيلات أن تجد زوجة تختلف مع زوجها فى الأيدلوجية وإن اختلفت ستختلف سراً وكان لم تقم امرأة وأختلفت مع الفاروق عمر رضى الله عنه وهو على منبر النبى وكان لم يوجد فى القرآن سورة المجادلة وتبدأ الأيات نزلت فى نفس المرأة وهى خولة بنت ثعلبة رضى الله عنها .. بسم الله الرحمن الرحيم قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إلى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا أن اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ.

وكانت خولة رضى الله عنها تقوم بالإصلاح والتهذيب للدولة وهو ما يجب أن تفعله المعارضة الآن.
مر بها عمر بن الخطاب فى زمن خلافته وهو أمير المؤمنين وكان راكبًا على حمار، فاستوقفته خولة طويلاً ووعظته، وقالت له: "يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميراً فى سوق عكاظ ترعى الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله فى الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف بالموت خشى الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب". وعمر بن الخطاب واقف أمامها، يسمع كلامها فى إمعان وقد أحنى رأسه صاغياً إليها، هل أنتم أشد إسلاماً من عمر؟. يتبع






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد عادل

??

مقال ممتاز

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة