بعد شائعة وفاتها..المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد عروس الشعر العربى

السبت، 07 نوفمبر 2015 06:27 ص
بعد شائعة وفاتها..المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد عروس الشعر العربى جميلة بوحيرد
كتبت ابتسام أبودهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واجه المناضلون والثائرون على القيود والاحتلال فى بلادنا العربية الكثير من الرفض والتعذيب والسجن على مر التاريخ، منهم من استمر فى مناضلته ومنهم من استسلم، فمن استسلم لا لوم عليه، ومن ناضل وصبر، كانت أقلام الشعراء خير معبر عن قضيته وخير مجسد لمعاناته وآلامه، علّ القصيدة تكون بلسماً يضمد جراحه.
وكانت المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد، والتى تعتبر من أبرز وأشهر رموز المقاومة فى الوطن العربى فى ثورتها ونضالها ضد الاستعمار الفرنسى، هى خير دليل على ذلك، ففى الوقت الذى كانت تعانى التعذيب والمهانة فى سجون الاستعمار فى خمسينيات القرن الماضى، انطلقت أقلام الشعراء العرب فى وصف قضيتها فى قصائد طوال، مثل ما كتبه صلاح عبد الصبور فى قصيدته النادرة "جميلة علم وهران"، والشاعر السورى سليمان العيسى فى قصيدته "جميلة بوحيرد"، والشعراء عبد الوهاب البياتى وعبد الرحمن الشرقاوى وفؤاد حداد وغيرهم الكثير، ونرصد هنا بعض القصائد:

القديسة
كتبها الشاعر والناقد المصرى، أحمد عبد المعطى حجازى، يصف فيها معاناة المناضلة الجزائرية التى حُرمت من حقوقها الطبيعية ولم تحب أو تتزين مثل باقى الفتيات فى سنها، بل حملت لواء المناضلة وتحملت التعذيب من أجل تحرير وطنها، يقول "حجازى" فى قصيدته
لم تكلم فى أمور الحب إنسانا
فقد قضت عمرها
حاملة رسالة من التلال
إلى مخابئ الرجال فى المدينة
قديستى ... كان اسمها جميلة
*******
رصاصة ثانية تمددت فى عظمها
و ثالثة ..
قديستى.. تغسلت فى دمها
قديستى.. صلت لأجلها مدائن
دقت نواقيس، وكبرت مآذن
طارت طيور فى النواحى باسمها
* * * *
جميلة الجميلة
تعلم أن حولها ألف رسول
سيحملون بعدها الرسالة
لكن ترى من غيرها يقول :
"أهواك يا ياسيف "

الجمعة الحزينة

كتبها الشاعر المصرى "نجيب سرور" مساء يوم الخميس 7 مارس عام 1958، عندما تم تحديد يوم الجمعة التالى لإعدام "جميلة"، وسمى هذه الجمعة باسم "الجمعة الحزينة"، فقد وصف فيها كل لحظات الانتظار وجسّد دقات الخوف وخطوات الوجع التى ستخطوها جميلة فى سيرها إلى نهايتها وموتها
غفرانك فالعين بصيرة..و ذراعى يا أخت قصيرة
و الكف بها كلمات عزاء ..لا تجدى فى يوم الجمعة..
غفرانك ... إنى لا أملك إلا شعرى
و عذابا ينهش فى صدرى
و الحمى ..و الحزن الضارى
و سعارى فى يوم الجمعة ..
لقد كنت كرهت الشعر .. هجرت الشعر ..
من عام لم أكتب شعرا .. ما جدواه ؟
ما جدواه لبؤس العالم ..ما جدواه ؟
ما جدواه بيوم الجمعة يا أختاه ..
يا أسطورة هذا الجيل إلى الأجيال
يا (جاندارك)
أنا أعلم أن الموت مخيف ..
أو ترتعدين ؟
أو ينضح جسمك ماء الرعب ..
و يسوخ إلى القدمين القلب ..
و جليد الذعر فى الأطراف يدب ..
يدب ... وذهول اليأس ..
أينسج فى عينيكِ خيوط
و يكفن يا أختاه رؤاك ..

قصيدة "جميلة بوحيرد"
كتبها الشاعر السورى الشهير نزار قبانى، وتقول

الإسم: جميلةُ بوحَيرَدْ.. رقمُ الزنزانةِ: تِسعُونا
فى السجن الحربى بوَهران..والعمرُ اثنانِ وعشرُونا
عينانِ كقنديلى معبَدْ..والشعرُ العربىُ الأسوَدْ
كالصيفِ ..كشلاَّلِ الأحزان
إبريقٌ للماءِ .. وسجَّان
ويدٌ تنضمُّ على القُرآن...
****
أنثى .. كالشمعة مصلوبة
القيد يعضُّ على القَدمَين
وسجائرُ تُطفأ فى النهدين
ودمٌ فى الأنفِ .. وفى الشفتين
وجراحُ جميلةُ بوحيرد


قصيدة "ع اللى جرى لجميلة"
للشاعر المصرى صلاح جاهين
واللـى جـرى لجميلة.. شـىء من ورا الخيال
تـجرى والدم نـازف.. وتقول يا جرح جازف
اصـبر ده الوقت آزف..والـناس مستـنـظرة
أوامـــر القــيادة..أحـبك يـا جــزاير
أكــثر مـن العـبادة.. أجـرى كـمان شوية
خطـوة كـمان زيادة.. وف كتـفها الرصاصة
وعضـام اتحـطمـت..تنـزف تنزف وتجرى
لـحـد مـا اتـرمت..وكـلاب الصيد جابوها
ومهـما يـعـذبـوها..ومهـما يـصلـبـوها
ومـهما يضـربـوها..ومـهما اتـألـمــت
أبـداً مـا سـلّـمـت..ومـهما يغـصــبوها
أبـداً مـا اتـكلـمت.. يـا حسـره ع الشباب
بيـن أنـيـاب الكلاب..كتـبوا العـذاب عليها

 

نحن وجميلة

 


للشاعرة العراقية نازك الملائكة

جميلة ! تبكين خلف المسافات، خلف البلاد
و ترخين شعرك، كفك، دمعك فوق الوساد ؟
أتبكين أنت ؟ أتبكى جميلة ؟
أما منحوك اللحون السخيات والأغنيات ؟
أما أطعموك حروفا ؟ أما بذلوا الكلمات ؟
ففيم الدموع إذن يا جميله ؟
و نحن منحنا لوصف جراحك كل شفة
و جرحنا الوصف، خدش أسماعنا المرهفة
و أنتِ حملت القيود الثقيلة
و حين تحرقت عطشى الشفاه إلى كأس ماء
حشدنا اللحون، وقلنا سنسكتها بالغناء
و نشدو لها فى الليالى الطويلة



موضوعات متعلقة..

روايات أدب المهجر والحنين للشرق.. سليم مطر يصور المتاهات النفسية للمغترب فى "التوأم المفقود".. وإنعام كى جى تروى معاناة التشتت العراقى فى "طشارى".. وأزمة الهوية فى "نهر الأردن" لليلى حلبى

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد: الجزائر

ما أصغر (جان دارك) فرنسا في جانب (جان دارك) بلادي..

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف المصرى

الف سلامة عليكى ايتها المناضلة واذا كنت تستطعين زيارتنا فاهلا بك فنحن بحاجة لعودة نضالنا ووحدتنا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة