وقال حبيب الصايغ، الكاتب والشاعر الإماراتى حبيب الصايغ، رئيس تحرير صحيفة الخليج المسئول، ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، تنقسم الكتابة إلى قسمين هما الكتابة المعرفية التى تهدف بشكل أساسى إلى التنوير وتعزيز الوعى، وكتابة عدوانية تتسم بالقسوة، وهو ما نلمسه اليوم فى كتابات التيارات الإرهابية والمتطرفة، واعتبر أن محاولة قتل الطفلة الباكستانية ملالا، وحرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة، واعتقال الصحفى البريطانى جون مكارثى لخمس سنوات، هى نوع أنواع الكتابة العدوانية، فالخطاب العربى السائد الآن ساذج ومضاد لمعانى الحداثة ولا يعترف بمبدأ التصالح والتسامح مع الآخر المختلف معنا، بل بدأ يتجاوز فى كثير من الأحيان الدين واللغة والإرث.
وأضاف حبيب الصايغ، أن معظم سياسات وتوجهات الجماعات التفكيرية المتطرفة ليست من الدين فى شىء، وتنم عن الفهم الخاطئ والمتعمد للنصوص الدينية، والاجتهاد فى تقديم تفسيرات تخاطب روح الإسلام المنادية بمكارم الأخلاق واحترام الآخر، ونحن نرى اليوم كيف أوصلنا هذا الخطاب العدوانى التحريضى إلى تبنى ثقافة التفجيرات وسفك الدماء، والتى لم تسلم من هنا حتى دور العبادة التى لها قدسيتها.
وأشار "الصايغ"، إلى أن ثقافة الحوار لم تعد موجودة، بل تكاد تكون وبالرغم من كثرة الأطروحات التى تبشر بالسلام والمحبة وإحترام الآخر مجرد حلم بعيد المنال، مؤكدا على أن هذا الموضوع يحتاج إلى بحث وتمحيص بشكل أكثر حيوية ونشاط، بما يدعم ويعزز الكتابة التى تؤمن بالحياة والمنادية بالسلام العالمى، وتأسيس قواعد متينة للحداثة والابتكار وتعميقهما فى المجتمع، وكشف الصايغ عن أن وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت مغذياً رئيسياً لبث الفتنة والفُرقة والشتات مثل الطائفية وغيرها من المحن التى يعيشها العالم العربى.
وحول قراءة الواقع العربى، قال حبيب الصايغ، إن بعد مرحلة ما يسمى بالربيع العربى وكنتاج طبيعى لهذه الكتابات العدوانية، انحصر الصراع داخل الحضارة الإسلامية فصرنا نرى كيف يتضرر النسيج الاجتماعى فى عدد كبير من الدول العربية، وتفشى الطائفية والقبلية فيها، فعلينا الاعتراف بتحولات الواقع وضرورة بناء مسارات التجديد فيه، وإيصال صوتنا للمختلف معنا ثقافياً ودينياً، ومن هنا نثمن مبادرة منحة الترجمة التى أطلقها قبل سنوات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التى تعزز حوار الحضارات وتبنى ركائز متينة للحوار واحترام الآخر.
من جانبها قالت الكاتبة الباكستانية الساخرة مونى محسن، لا أعتبر نفسى كاتبة ساخرة، بل أرى نفسى كاتبة تنتهج أسلوباً من أساليب الكتابة تحاول من خلاله عكس الحقيقة كاملة، وكشف زيف ونفاق المجتمع مستخدمة فى ذلك خفة الظل، فالرؤية التى أُومن بها تعترف بصعوبة الفصل ما بين الكتابة والواقع الذى نعيشه، كما أؤكد على أننى لست واعظة، بل أننى كاتبة لا تهرب من الواقع الذى من حولها وتعكسه بكل تجرد من خلال كتاباتها، مؤكدة على أن الغد سيكون أصعب، ولكن حتما بعده سيكون أفضل.
قال الكاتب والمذيع البريطانى جون مكارثى، اعتقالة لمدة 5 سنوات عندما كان يقوم بتغطية أحداث الحرب الأهلية فى لبنان، إن تجربة الاعتقال أفادتنى كثيراً فى قراءة الواقع الذى يدور فى منطقة الشرق الأوسط، وأعطتنى منظوراً جديداً لما يشعر به الفلسطينيون وأصحاب الحقوق المشروعة فى كل دول العالم من اضطهاد وظلم، وما يعانون منه فى مخيمات اللجوء ودول المهجر، وقد قادنى ذلك الشعور إلى تأليف كتاب يوثق هذه المرحلة المهمة من حياتى، واستطعت من خلاله أن أُحول هذه التجربة التى عايشتها وما تزخر به من قصص إلى عمل أدبى، والذى أعتبر أننى لم أسرد فيه تجربتى الشخصية فحسب بل عكست فيه المعاناة التى يتعرض لها ملاين البشر فى مختلف أنحاء العالم.
وكما أشار مكارثى، إلى أهمية توثيق وسرد القصص الفردية فى هذا الوقت أكثر من أى وقت مضى، خاصة وأننا نعيش فى عصر الأزمات الذى بتنا فيه فى كثير من الأحيان كالجمادات، فالفظاعات التى تحدث فيه أصبحت لا تحرك فينا ساكناً، بل صرنا نتلذذ بمشاهد التخريب والدمار، والقتل والتمثيل بالجثث، مؤكداً على أنه من خلال الكتابة يمكن أن نغير من هذه السلوكيات الخاطئة التى تتعارض تماماً مع الفطرة الإنسانية السليمة.
وتابع إن الوضع فى الشرق الأوسط بشكل خاص وفى كثير من دول العالم معقد جداً، فعدم الاستقرار الذى تعانى منه الكثير من الدول، وضعف الولاء والانتماء وعدم احترام الآخر جميعها تنذر بقتامة المسقبل ولكن بالكتابة والثقافة والوعى نستطيع أن نبنى مستقبلاً مشرقاً ومزدهراً للأجيال القادمة.
موضوعات متعلقة..
لتحفيز الشباب على الثقافة مدير معرض الشارقة يطالب بإنشاء شركة توزيع عربية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة