وكان المجلس الثقافى البريطانى بالقاهرة أعلن فى وقت سابق عن برنامج غير مسبوق يشمل أنشطة ستقام على مستوى العالم طوال عام 2016 لتكريم شكسبير بمناسبة الاحتفال بمرور 400 عام على رحيله. وتشارك فى بعض هذه الأنشطة جهات مصرية منها مكتبة الإسكندرية.
وتوقع المجلس مشاركة أكثر من نصف مليار شخص حول العالم فى أنشطة البرنامج التى تشمل ورش ترجمة وأعمالا مسرحية وسينمائية مستلهمة من تراث شكسبير بهدف إعادة اكتشافه "ككاتب مازال على قيد الحياة من خلال أعماله التى لازالت تخاطب جميع الشعوب والبلدان."
وترجم عنانى أستاذ اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة عددا من أبرز مسرحيات شكسبير ومنها (تاجر البندقية) و(هاملت) و(حلم ليلة صيف) و(الملك لير) و(يوليوس قيصر) و(دقة بدقة) التى نال عن ترجمتها جائزة رفاعة الطهطاوى للترجمة عام 2014 من المركز القومى للترجمة بالقاهرة.
وقال عنانى فى مقابلة إنه ترجم 24 مسرحية لشكسبير "وقريبا تصدر السونيتات. لم يفعلها عربى من قبل بترجمة مشروع هذا الشاعر العظيم."
والسونيتات هى أحد أهم أشكال الشعر الغنائى الذى انتشر فى أوروبا فى العصور الوسطى وكتب فيها كبار الشعراء.
ترجمت بعض أعمال شكسبير فى عدة دول عربية ومن أشهرها ترجمة الكاتب الفلسطينى الراحل جبرا إبراهيم جبرا. ولكن عنانى يرى أن ترجمته لشكسبير هى "الأكثر دقة" والأقرب إلى روح النص.
يشير عميد المترجمين إلى أنه يترجم الشعر شعرا منظوما والنثر نثرا بالفصحى المعاصرة حتى أن أرقام السطور فى ترجمة مسرحية (دقة بدقة) مثلا "توازي" أرقام السطور فى النص المترجم.
وأضاف أنه يستعين -فى ترجمة المعانى والدلالات الشكسبيرية- بطبعات متعددة للنص ربما تصل إلى سبع طبعات صدرت فى أزمنة مختلفة وتتضمن هوامش وشروحا تنتسب إلى هذه العصور وفى كثير من الشروح ما يفيد فى أن تكون الترجمة العربية "تحاكى الأصل فى كل شيء... محاكاة الأسلوب شعرا أو نثرا" على أن تكون الترجمة دقيقة وواضحة.
ويرى أن بعض أعمال شكسبير ترجمها البعض ترجمة لا علاقة لها بالنص الأصلى ولا تنتمى إلى مؤلفها ومنها السونيتات.
وقال إن ترجمة المصطلحات ما زالت موضع خلاف بين الباحثين والمترجمين العرب وخصوصا إذا كان الكاتب يلجأ إلى توليد فعل أو نحت مصطلح جديد حيث تفترض الأساليب الإنجليزية إلمام القارئ بالتراث الأوروبى وهو ما لا يتوفر دائما للقارئ العربي.
وفضلا عن شكسبير ترجم عنانى عددا من من كلاسيكيات الأدب الإنجليزى ومنها ملحمة (الفردوس المفقود) لجون ملتون كما ترجم عام 2006 كتاب (الاستشراق) للمفكر الفلسطينى إدوارد سعيد بعد نحو 25 عاما على الترجمة السابقة للكتاب نفسه على يد الكاتب السورى كمال أبو ديب.
ويقول عنانى إن الترجمة فى بعض وجوهها "تأويل" للأفكار وتفسيرها لتصبح مناسبة للغة العصر وإن كتاب (الاستشراق) مثل النصوص الفكرية "العبقرية المؤسسة" التى تحتمل التأويل نظرا لأنه "نص صعب" فى لغته الإنجليزية التى كتبه بها سعيد ومن حق القارئ أن يقرأه بشيء من السهولة.
نال عنانى (76 عاما) جوائز منها جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة عام 2011 عن مجمل إنجازه فى مجال الترجمة.
ومنحته جائزة الدولة التشجيعية فى الترجمة عام 1983 وجائزة الدولة للتفوق فى الآداب عام 1999 وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 2001 عن مجمل إنجازه فى الترجمة والتأليف.
موضوعات متعلقة..
أم الدنيا بكل اللغات فى الأدب الأجنبى.. الفرنسى كريستيان جاك باحث يكتب 40 رواية عن مصر.. وأجاثا كريستى كتبت مسرحيتها الوحيدة غير البوليسية عن "إخناتون".. وشكسبير خلد قصة حب أنطونيو وكليوباترا