المرأة.. مصر الغلبانة أحيانًا والحكومة المفترية أحيانٍ أخرى
بين "مصر" الأم التى تحتضن أبنائها وتحنو عليهم وتبكيهم أيضًا، وبين "الحكومة" التى ترفع الأسعار وترتكب أخطاء فادحة وتتخذ قرارات خاطئة تذبذبت شخصية المرأة فى رسوم الكاريكاتير لوقت طويل، وهو ما كان ينعكس على شكل المرأة المرسومة، فإن كانت "مصر" تحمل غالبًا ملامح طيبة وترتدى ملابس محتشمة وتأتى فى قالب "الفلاحة" غالبًا، أما إذا مثلت الحكومة فتأتى فى شكل امرأة بدينة وشرسة.
فى عصر "سى السيد".. ستات الكاريكاتير مفترية وشرسة
كان الفنان "ألكسندر صاروخان" من أبرز رسامى الكاريكاتير فى الأربعينات، عصر "سى السيد" حيث النساء مقهورات والرجل يمارس سطوته وهيمنته عليها، ورغم ذلك ظهرت شخصية المرأة فى الكاريكاتير شرسة و"مفترية" لدرجة أنها تضرب زوجة بالمقشة وتعيد ترتيب مكونات عقله وفى كاريكاتير آخر تظهر لعوب تسيطر على الرجل بجمالها.
وفى السبعينات رغم دخول الشاعر والفنان صلاح جاهين معركة حامية مع الشيخ الغزالى بسبب المرأة إلا إنه لم ينصف المرأة فى رسومه، وحملت رسومه أيضًا نفس الصورة السلبية والنمطية للمرأة وانحصرت شخصيتها فى رسومه فى الزوجة الجاهلة أو المسرفة أو الشرسة أو العاهرة أو الفتاة المثيرة التى لا يقوى الرجل على مقاومة "تضاريسها".
من "العانس" إلى السكريترة اللعوب.. و"المزة" السعيدة بالتحرش
ولم تكن شخصية المرأة فى كاريكاتير "جاهين" تختلف كثيرًا عن نظيرتها فى رسوم الجيل التالى، حيث جاءت المرأة إما بشخصية "العانس" التى تتلهف على الزواج بأى شكل ممكن، إلى "السكرتيرة اللعوب" التى تشاغل مديرها وتتسبب فى الكثير من المشكلات بينه وين زوجته، إلى "المزة" التى تتعمد إثارة الرجل وتبدى سعادتها بمعاكسته لها.
الستات بريشة جيل الرسامات الجدد.. الثائرة والناشطة والمطحونة
ورغم التحسن النسبى فى وضع المرأة فى مصر والوعى الاجتماعى بدورها، لم تتغير شخصيتها فى الكاريكاتير فى العصر الحديث، بل ازدادت السخرية منها وتطورت إلى رسوم عنصرية ومهينة أثارت الكثير من المشكلات والاحتجاجات على الإهانة الفجة فيها للمرأة، مثلما حدث بسبب رسمة "عمرو سليم" الأخيرة بمناسبة حملة "بلاها لحمة"، إلا أن هذا الإجحاف بحق المرأة فى رسوم الكاريكاتير استفز جيل الرسامات الجدد ومن أبرزهن "دعاء العدل" التى تحاول فى رسومها إبراز الوجه الآخر أو الحقيقى للمرأة، خاصة بعد ثورة يناير حيث ظهرت فى رسومها المرأة الثائرة والناشطة السياسية والمرأة المطحونة الممزقة بين العمل والبيت وحتى الطفلة التى تطرح على والدها أسئلة بشأن السياسة تعكس بوادر الوعى المبكر للفتاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة