أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد محمود حبيب يكتب: هل سيُكافأ مفجر نفسه وغيره بالحور العين؟

السبت، 21 نوفمبر 2015 06:06 م
محمد محمود حبيب يكتب: هل سيُكافأ مفجر نفسه وغيره بالحور العين؟ أحداث باريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
داعش تلك النبتة السيئة، تلك النكبة القاصمة، لقد أصبحت تتباهى بالدماء والقتل وأضحت تتعاجب بهما كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة الزاهية الألوان! إنها عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية. لقد تصوروا أن أفعالهم هى المنهج الإلهى وهم بذلك سيئو النية، شريرون، يطاردون البشرية المتعبة والتى همت أن تفيق، وأن تؤوب من المتاهة المهلكة.. هؤلاء الدواعش بلا شك ينقصهم حسن النية وينقصهم الوعى الشامل، والإدراك العميق.

داعش؛ إنها الركود والجمود. إنها الإعلان بانحسار دوافع الحياة، والإيذان بالموت فى حياة الأفراد والجماعات سواء.

يتصور هؤلاء الدواعش أن قيامهم بالعلميات التفجيرية أو ما يعرف عندهم بقتل المصلحة وهو أن يضحى الإنسان بتفچير نفسه أو غيره هو لخدمة الدين وامتثالا للمنهج الإلهى وسينال الشهادة وسيظفر بالحور العين !!

وهذا القول مبنى على رأى فاسد فى الواقع؛ لأنَّ النتيچة السيئة أضعاف أضعاف ما يحصل بهذا، ولا حچة لهم فى قصَّة البراء بن مالك- رضى الله عنه - فى غزوة اليمامة حيث أَمر أصحابه أن يُلْقُوه من وراء الچدار ليفتح لهم الباب ، فإن قصة البراء ليس فيها هلاكٌ محقق ولهذا نجا وفتح الباب ودخل الناس، فليس فيها حُجة).

ومما لا شك فيه أن العمليات الانتحارية التى يتيقن الإنسان أنه يموت فيها حرامٌ، بل هى من كبائر الذنوب؛ لأن النَّبى صلى الله عليه وسلم أخبر بأنَّ (من قتل نفسه بشىء فى الدنيا عُذِّب به يوم القيامة) (رواه البخارى (5700) وغيره، ولم يستثنِ شيئًا بل هو عامٌّ؛ ولأنَّ الچهاد فى سبيل الله المقصودُ به حماية الإسلام والمسلمين، وهذا المنتَحر يُدمِّر نفسه وُيفقَد بانتحاره عضو من أعضاء المسلمين، ثمَّ إنَّه يتضمن ضررًا على الآخرين؛ لأنَّ العدو لن يقتصر على قتل واحد، بل يقتل به أُمماً إذا أمكن؛ ولأنه يحصل من التضييق على المسلمين بسبب هذا الانتحار الجزئى الذى قد يقتل عشرة أو عشرين أو ألف، يحصل ضررٌ عظيم، كما هو الواقع الآن.

ويستدل هؤلاء السذج أيضاً بقصة أصحاب الأخدود والتى أخرجها مسلم برقم (3005)، وأشار إليها القرآن فى سورة البروچ، ومختصرها أن هناك غلام مؤمن فشل الملك الظالم فى قتلة بعدة محاولات فاقترح الغلام أن يقتله بالسهم وسيموت بشرط أن يؤمن الناس فآمنوا الناس بالله!!! وهذه القصة تختلف عن الواقع بأشياء منها:
1ـ مصلحة الدعوة ونصر الدين فى قتل الغلام بيد الملك كانت متحقِّقة، بخلاف قتل أنفسكم أنتم وغيركم من المسلمين وغيرهم من معصومى الدم الذين لا يچوز قتلهم.

2ـ إن ثمرة صنيع الغلام إيمان الناس أجمعين، فقد جمع الناس على فعل واحد ولم يترتب على ذلك مفاسد، وكان چازمًا بتحقيق هذه المصلحة العظمى؛ لأنه من الملهَمين، لذلك طلب هذه الصفة التى يُقتل عليها، ودخل الناس فى عبادة الله عز وچل، وكفروا بالطاغية، أما اليوم فقد وقعت مفاسد نفر الناس من الإسلام، وأدى إلى ارتداد بعض المسلمين عن الإسلام.

ولا يمكن قياس ما يحدث من الداعشيين على غلام الأخدود؛ لأنه لم يقتل نفسه بيده، وإنما بيد الملك الكافر، ولا على قصة اقتحام البراء رضى الله عنه، ولا حديث الانغماس فى العدو حاسرا؛ لذات السبب.
3ـ واقعة الغلام واقعة خاصة؛ لأنه أحد الملهمين، والواضح من سياق القصة: أن هذا الغلام أحدُ المحدَّثين الملْهَمين فى الأمم السابقة، كما أخرچه البخارى (3282) وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ نَاسٌ مُحَدَّثُونَ..."

ويؤيد ذلك ما قاله القرطبى فى تفسيره (19/287): "لما غلب على ظنه أنه مقتول ولا بد، أو علم بما چعل الله فى قلبه؛ أرشدهم إلى طريق يُظهر الله به كرامته وصحة الدين الذى كان عليه، ليُسْلم الناس، وليدينوا دين الحق عند مشاهدة ذلك، كما كان ".

قلت: ولنسأل الدواعش الغلاة: هل أنتم مُحَدَّثون مُلْهَمون؟ فلا أنتم ملهمون ولا لدينكم خادمون، ولن تروا الحور العين التى تحلمون بها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة