يتردد على ألسنة الناس معنى دارج، أن "الطبيخ نَفَس"، القصد أن الطبيخ ينبغى أن يتم وفق معايير محددة، وأن تكون كميات المواد الخام، المستخدمة فى صنع الطبيخ تتفق وهذه المعايير، فإن حادت عنها ومالت زيادة أو نقصانا، أصبح الطعم أو اللون أو الرائحة غير مستساغة وربما تعافها المعدة ومن ثم لا يٌقبل عليها المرء.
و"النَفس" فى الطبيخ يقابله ما يُطلق عليه بمفهوم العصر الحديث الجودة وهذا بدوره ترجمة لجملة من المعايير التى تضبط أداء الشىء أو الأكل وتعطى له فى النهاية الطعم والرائحة المستساغة، فالجودة هى المسطرة التى نقيس عليها صلاحية الشىء سواء مُنتج أو خدمة للذوق العام.
فى كل بلدان العالم هناك عمليات مستمرة من الطبيخ بمختلف الجوانب والمجالات وبخاصة السياسة العامة للدولة وإدارتها الحكومية، لكنه طبيخ يسير وفق منهج ومعايير منضبطة (جودة) لا يملك أحد منها فكاكا وإلاّ تحمل وحده عبء تناول الوجبة بكاملها وعلى نفقته الخاصة وإن أتت على حياته .
لذا لا غرابة أن نسمع كثيرا عن مفهوم "الطبيخ " للدلالة على حرفية ومهنية اتخاذ وصُنع القرار من أهل الاختصاص والكفاءة والقدرة.
فى كل دول العالم، الطبيخ علم وفن، باستثناء ما يحدث عندنا إذ أن مفهوم الطبيخ يُستخدم إسقاطا للدلالة على الفوضى والارتجالية فى اتخاذ القرار، حتى أصبح شائعا أننا نتخذ قرارات مصيرية كثيرة دون أن نفكر فى كيفية أو واقعية تنفيذها وكأننا نضع الحلول العبقرية ثم نبحث فيما بعد عن مشكلات تتناسب معها .
محمود حمدون يكتب: حتى نقضى على التخبط فى اتخاذ القرارات
الجمعة، 20 نوفمبر 2015 02:04 م
ورقة وقلم - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة