للأسف.. بقاء بشار هو الحل .. سقوط الرئيس السورى على الطريقة الأمريكية سيؤدى إلى سيطرة داعش على سوريا

الخميس، 19 نوفمبر 2015 02:54 م
للأسف.. بقاء بشار هو الحل .. سقوط الرئيس السورى على الطريقة الأمريكية سيؤدى إلى سيطرة داعش على سوريا بشار الأسد
كتبت سهيلة فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«ما عانت منه فرنسا أمس من وحشية الإرهاب يكابده الشعب السورى منذ أكثر من خمس سنوات» هكذا علق الرئيس السورى بشار الأسد على الأحداث الدموية التى شهدتها باريس، الجمعة الماضى، ليطرح بذلك تساؤلات: هل تغير تفجيرات باريس رؤية الدول الغربية حول سبل حل الأزمة السورية؟ وهل تخفف تلك الهجمات الضغط الدولى على النظام السورى المطالب برحيل بشار كعامل رئيسى لحل الأزمة؟

وهل يشعر الغرب الآن، بعد أن طالتهم يد الإرهاب، أن الأسد لابد أن يكون طرفا فى التفاوض وأن الحل لن يتم بدونه على عكس ما تراه بعض الأطراف فى المنطقة؟

لا أحد يستطيع أن يرى صالح سوريا إلا السوريون ولا يجب أن يحدد مصيرها إلا أهلها، فجميع الأطراف الداعين إلى حل تحكمهم أجنداتهم ومصالحهم الخاصة لا مصالح الشعب السورى، بدءا من الولايات المتحدة وصولا إلى عدوها اللدود إيران مرورا بدول الخليج، وعلى رأسها السعودية.

فالسعودية لا ترى فى الأزمة السورية إلا إيران ولا يعنى لها بقاء الأسد فى السلطة إلا انتصار إيران فى المنطقة ووفقا للرؤية السعودية- التى ترى أنها المدافع الأول عن المذهب السنى فى العالم- يجب ألا تنتصر إيران وتنجح فى بسط المزيد من النفوذ الشيعى فى الشرق الأوسط، فالمملكة ترى أن رحيل الأسد لا مفر منه، وأكد ذلك تصريحات الملك سلمان فى كلمته أمام القمة العربية التى عقدت فى شرم الشيخ، حيث قال: «الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من الحل» متجاهلا بذلك تزايد نفوذ داعش فى سوريا واحتمال سقوط سوريا بالكامل تحت سيطرتها فى حالة سقوط النظام السورى بشكل كامل ومفاجئ.

أما إيران فعلى نقيض السعودية فالدعم الإيرانى لبشار ملء السمع والبصر على كل المحاور- عسكرى ودبلوماسى- فإيران ترى فى سوريا معبرها الآمن إلى الشرق الأوسط وإلى ذراعها الشيعى فى لبنان «حزب الله» فدعم أبناء نصر الله يمر عبر سوريا وسقوط بشار يعنى خسارة معبرها الآمن.

أما المحور التركى الأوربى الأمريكى فيرى رحيل بشار أيضا يمثل جزءا من الحل بل وهدف أحيانا ، ولكن تختلف هنا الرؤية بعض الشىء بين هذه الدول وبين السعودية، فموقف السعودية من بشار أكثر تشددا فى الوقت التى تظهر واشنطن الآن قبولها بوجود بشار مؤقتا فى المرحلة الانتقالية، ولكن يبقى الخلاف بينها وبين روسيا: إلى متى يبقى بشار؟ فروسيا ترى أن مصير بشار يجب أن يقرره السوريون، وأكد بوتين على ذلك عبر تصريحات قال فيها، إنه لا يملك الحق فى أن يطلب من الرئيس السورى التنحى، كما يطلب آخرون من الذين يؤمنون بتميزهم «متهكما على الجناح الغربى السعودى الذى يطالب الأسد بالرحيل» .

بعيدا عن كل الأطراف الباحثة التى تدعي البحث عن حل للأزمة السورية رحيل بشار أمر واجب بعد فشله فى احتواء المعارضة السورية منذ انطلاق المظاهرات الأولى للثورة السورية، ولكن الرحيل على الطريقة الأمريكية سيؤدى إلى سقوط سوريا إلى ما يشاء الله فى يد تنظيم الدولة الإسلامية ولن تستطيع القوى الإسلامية المعتدلة كما- يصفها الغرب والمملكة السعودية- التصدى لداعش، ليصعد بذلك نموذج أسوأ من نموذج طالبان والقاعدة بأفغانستان فى قلب المنطقة العربية. أؤمن أن ما وصلت إليه الأمور فى سوريا حدث بسبب غباء النظام السورى وعدم قدرته على احتواء المظاهرات التى خرجت تطالب بفرص حياة أفضل، وتحولت، بفضل خياره العنف والقمع بديلا عن الحوار، إلى معارضة مسلحة تبحث جميع الأطراف الآن فرزها إلى معارضة مسلحة معتدلة أو معارضة مسلحة إرهابية، فهل ينجح بشار فى استغلال تفجيرات باريس لإقناع المحور الغربى المطالب برحيله بحتمية بقائه حتى لا تسقط سوريا فى يد «داعش»؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة