داعش وأخواتها وكذلك الميليشيات الشيعية مثل «الحشد الشعبى» و«ميليشيا المهدى» «وميليشيا بدر» ينطبق عليهم قول الشاعر: «أنست مظالمهم مظالم من خلوا.. حتى ترحمــنا على نيــــرون»، فكلما فجرت داعش مسجدا شيعيا أو مكانا قلنا هذا هو الأسوأ.. وكلما قامت الميليشيات الشيعية بمذبحة للسنة أو فجرت مسجدا لهم قلنا هو الأقذر والأدمى.. وكلما قامت داعش بمذبحة فى ليبيا أو سيناء أو العراق قلنا هى الأقسى والأجرم، وهكذا أصبحنا ننتقل من مصيبة إلى أفدح منها، ومن كارثة إلى أخطر منها، وكلما رأينا قصفًا للطيران السورى بالبراميل المتفجرة قلنا: ترى كم مات من المدنيين والأبرياء فى هذا القصف؟.. وكلما تقاتل الطرفان اليمنيان مع حلفائهما الإقليميين فى اليمن قلنا: كم من الأبرياء قتل وكم من النساء تثكلت وكم من الأولاد يُتّم بغير حق؟ وهكذا ينتقل العالم من مأساة إلى أخرى، فداعش قامت بمذبحة بشعة لبعض أهالى سيناء المدنيين العزل، وقتلت ثمانية منهم طفل وطفلة، ولكن العالم كله لم يهتم بذلك، فالدم العربى والمصرى رخيص عمومًا لدى الجميع، وبعدها قامت داعش بتفجيرين فى منطقة برج البراجنة التى تسكنها أغلبية شيعية فلم يهتم أحد وكأن الكل يريد أن يشمت فى الكل أو يفرح فى حزنه وألمه.. إنها المأساة بعينها، فداعش تقتل المدنيين السيناويين بحجة تعاونهم مع الجيش المصرى، وتقتل اللبنانيين الشيعة لأنها تستحل دماء الشيعة عامة والمقربين من حزب الله خاصة، ولكن الأغرب من ذلك أن العالم كله لم يهتم بالكارثتين، ثم حدثت تفجيرات فرنسا الإجرامية أيضا فإذا بكل العالم الغافل عن المذبحتين الأوليين يقوم مرة واحدة وينتفض انتقاضه واحدة.. وله الحق فى ذلك ونحن معه أيضا.. ولكن ألا يستحق الدم العربى أيضا مثل هذه الانتفاضة ضد القتلة جميعا دون استثناء.
إننى أذكر اليوم بمذبحة داعش لأسرة آل عياد فى سيناء، تلك المذبحة التى لم يهتم بها الإعلام المصرى نفسه وأغفلها تماما وكأن هذه الأسرة لا ثمن لها ولا قيمة لها.. ولا بواكى لها رغم تفاصيل المذبحة المشينة التى أسوقها هاهنا باختصار.
«عند الفجر يستغفر الإنسان من ذنوبه.. يتوب ويتضرع إليه.. يدعو لنفسه ووطنه والناس جميعا بكل خير.. يرجو لهم ما يرجوه لنفسه، ولكن دواعش سيناء يختلفون عن كل المسلمين، فعند الفجر يقتحمون منزل عائلة «عياد» بالعريش ويحطمون أبواب المنزل ويطلقون الرصاص بشكل وحشى لا مثيل له ودون شفقة أو رحمة على كل أفراد الأسرة، ويفرغون مئات الرصاصات فى صدورهم وأجسادهم ولا يتركونهم حتى يتأكدوا من موتهم جميعا ويصوبون الرصاص على الرأس والصدر تحديدًا حتى إن أقل فرد فى الأسرة إصابة كان نصيبه لا يقل عن ثلاث رصاصات فقتلوا ثمانية من أفراد هذه الأسرة المنكوبة ولم يكتفوا بهذه المذبحة المشينة فقاموا بقتل رجل وطفلته الصغيرة «حلا» التى تبلغ من العمر 9 سنوات بعد تفجير سيارته.. أى عقل هذا الذى يفكر به هؤلاء؟.. أى قلب ذلك الذى يوجد بين أضلاعهم؟.. أى فكر هذا الذى جعل القسوة والغلظة والجفاء والدموية هى سبيلهم وطريقهم؟ ما ذنب الطفلة «حلا» أن يفجر هؤلاء سيارة أبيها وهى معه؟ فأى جرم ارتكبوه حتى يبادوا هكذا؟.. وأى جريمة ارتكبتها أسرة عياد؟ جريمتهم الوحيدة أنهم يتعاونون مع جيش بلادهم؟ ويفضلونه على الدواعش ويؤثرونه على أولئك الخوارج؟
دواعش سيناء عندهم عمى فوق الهوى؟ يسمون أنفسهم «أنصار بيت المقدس»، وهم أعداء لبيت المقدس، فالفلسطينيون يقتلون ويعدمون ميدانيًّا من الجيش الإسرائيلى فى القدس والضفة الغربية ولا يحركون ساكنا؟ فلم يصدر عنهم حتى بيان تهديد أو وعيد لإسرائيل؟ لم يكلفوا أنفسهم بإلقاء حجر على إسرائيل حتى لو كان ذرًّا للرماد فى العيون.
يا دواعش سيناء.. يا دواعش فى كل مكان.. ويا كل من بضاعته التكفير والتفجير والقتل والذبح.. تذكروا أن الباغى عليه تدور الدوائر لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ».. أيها الدواعش ستهزمون وتولون الدبر.. فلن ينتصر سدنة التكفير أبدًا.. مهما قتلوا أو ذبحوا أو نحروا أو أخافوا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الاسد يتكلم
لن تقوم للخوارج دولة
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام سعيد
انا بحترم حضرتك