رحل عبد المنعم إبراهيم، عن عالمنا مثل اليوم 17 نوفمبر عام 1987، بعدما قدم لنا وجبة كوميدية متكاملة العناصر، ارتدى خلالها الكثير من الوجوه، وفى كل وجه كان مقنعا، وبسيطا، وقريبا من القلوب.
عبد المنعم إبراهيم
الوجه الأول: سكر هانم
الوجه الأول لعبد المنعم إبراهيم كان البطل المساعد، أو "أنتيم البطل" دائماً، الذى تحول إلى فاكهة العمل مهما كان حجم النجم الذى يقف إلى جواره، كان يظهر لامعا ومبهرا، حتى بجانب رشدى أباظة، وحليم، وفريد الأطرش، وإسماعيل يس، وحتى لو كان الدور هو دور سيدة، حولها أداؤه إلى واحدة من أشهر سيدات السينما المصرية، ويكفى نطق اسمها "سكر هانم" لرسم البسمة على وجوهنا حتى اليوم.
بكل هدوء يخرج بكوميديا لها مذاق خاص، تنتظر الجماهير تدخله الممتع المبهر دائما ليكسر الإيقاع التقليدى، ويقدم لمسة مختلفة، ويضبط الإيقاع وكأنه صانع ألعاب فى عالم كرة القدم.
عبد المنعم إبراهيم فى سر طاقية الإخفاء
الوجه الثانى: البطل
قليلون من تمكنوا من خلع عباءة البطولة المشتركة أو الثنائية وارتداء ثوب البطل الأول، ولكن عبد المنعم إبراهيم لعبها بكل قوة، ودخل فيلم سر طاقية الإخفاء كبطل ليضعه فى لائحة أهم أفلام السينما المصرية، وأحد أقرب الأفلام إلى قلوب الجماهير، وتحول "عصفور" الصحفى المكافح الذى يعثر على طاقية الإخفاء بالصدفة فى معمل والده إلى شخصية خالدة فى تاريخ السينما، ومثار الحديث والنقاش بين الجماهير لسنوات طويلة.
شيخ الأزهر
الوجه الثالث: شيخ الأزهر
تميز عبد المنعم إبراهيم فى نطق اللغة العربية الفصحى بشكل صحيح ومنتظم، كفل له قماشة أخرى واسعة أبدع فيها بشكل كبير وهو ينطق الإفيهات ممتزجة باللغة العربية، كما أدى دور الشيخ الأزهرى بقوة مثل دور "الشيخ عبد البر" فى فيلم إسماعيل يس فى الأسطول، كما تميز بتقديم أدوار باللغة العربية على المسرح.
عبد المنعم إبراهيم فى التراجيديا
الوجه الرابع: التراجيدى
بنفس العبقرية التى لعب بها "إبراهيم" دور الكوميديان، لعب أيضا الأدوار التراجيدية، ومثلما كان يبدوا ممتلئا بالطاقة والبهجة كان أدائه يبدو مليئا بالألم، وترتسم ملامح الدور بكل قوة على تفاصيل وجهه ليبيكنا معه مثلما أضحكنا لسنوات طويلة.
وتألق ملك الكوميديا فى أدوار التراجيديا خصوصا فى نهاية حياته الفنية، وفى أعمال مثل "مسلسل أولاد آدم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة