روسيا تعلن تعطيل هيكل قيادة داعش فى سوريا وخطوط إمداد التنظيم الإرهابى.. سلاح الجو يستخدم صواريخ موجهة بالليزر.. وأوروبا تواصل رفضها لضربات موسكو.. ورويترز: التأييد المصرى إشارة لـ دفء العلاقات

قالت وزارة الدفاع الروسية فى بيان اليوم الأحد، إن طائراتها نفذت 20 طلعة فى سوريا وقصفت عشرة أهداف لتنظيم داعش خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة، وأضافت على موقعها على الإنترنت "أن الضربات قصفت معسكرا تدريبيا للإرهابيين وورشة لإعداد الأحزمة الناسفة".

وتابعت الدفاع الروسية فى بيانها "أنه نتيجة لضرباتنا الجوية على أهداف لداعش تمكنا من تعطيل هيكل القيادة وخطوط إمداد التنظيم الإرهابى وألحقنا أيضا ضررا كبيرا بالبنية التى تستخدم فى الإعداد لأعمال إرهابية".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم الأحد، عن الكولونيل ايجور كليموف وهو متحدث باسم سلاح الجو قوله إن الطيران الروسى يستخدم صواريخ جو أرض موجهة بالليزر من طراز كيه.اتش-29 ال فى سوريا، لافتاً إلى أن طائرات سوخوى-34 وسوخوى-24 تستخدم هذه الصواريخ عالية الدقة.

وقالت روسيا أمس السبت، إنها ستكثف ضرباتها الجوية فى سوريا فى تصعيد لتدخل عسكرى تقول موسكو "إنه يضعف مقاتلى تنظيم داعش".

جاء ذلك فيما علقت وكالة رويترز على تصريحات وزير الخارجية سامح شكرى، فى حديثه لقناة العربية، السبت، قائلة إن التدخل الروسى فى سوريا سيكون له أثر فى محاصرة الإرهاب والقضاء عليه فى تلك البلاد، وقالت الوكالة الإخبارية العالمية "إن تعليقات شكرى هى أحدث إشارة على العلاقات الدافئة بين روسيا ومصر"، مشيرة إلى أنه خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى روسيا، أغسطس الماضى، دعت البلدين إلى تحالف لمكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط، وأضافت أنه فى يونيو الماضى، شهدت مصر وروسيا أول تدريبات عسكرية بحرية مشتركة بين البلدين .

وقال سامح شكرى لقناة العربية السعودية: "إن المعلومات المتوفرة لدى مصر من خلال الاتصالات المباشرة مع الجانب الروسى تؤكد اهتمام روسيا بمقاومة الإرهاب.. ومحاصرة انتشاره فى سوريا، وأن هدفها من التواجد هو توجيه ضربة قاصمة لداعش فى سوريا والعراق"، وأضاف أن "دخول روسيا بما لديها من إمكانات وقدرات في هذا الجهد هو أمر نرى أنه سوف يكون له اثر في محاصرة الإرهاب فى سوريا والقضاء عليه".

من جهة أخرى تواصلت الانتقادات الغربية للغارات الروسية، فقد وصف رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون قرار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالتدخل العسكرى فى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد بأنه "خطأ فادح".

جاء ذلك فيما قالت صحيفة صنداى تليجراف إن كاميرون أشار إلى أنه سيمضى قدما فى خطط لإجراء تصويت فى البرلمان البريطانى للموافقة على القيام بعمل عسكرى ضد داعش فى سوريا، ونقلت عن كاميرون قوله إن الهجمات العسكرية البريطانية فى سوريا "قد تصبح ممكنة"، وقال كاميرون سابقا "إنه يرى مبررا قويا فى تمديد الهجمات الجوية البريطانية من العراق إلى سوريا".

وخسر كاميرون تصويتا فى البرلمان بشِأن استخدام القوة فى سوريا فى 2013، ونتيجة لذلك فإن الحملة الجوية البريطانية حتى الآن لا تستهدف تنظيم داعش إلا فى العراق، وقالت الصحيفة "إن كاميرون يرى أن التدخل العسكرى الروسى فى الحرب الأهلية السورية يجب ألا يمنع محاولة بريطانيا ضرب داعش"، ونقلت الصحيفة عنه قوله إن "الأمر الذى يتعين أن أكون واضحا بشأنه هو أن أحد أكبر التهديدات التى يجب علينا الرد عليها هو هذا التهديد الإرهابى".

وأعلن كاميرون عن مضاعفة عدد الأسطول الجوى من الطائرات بدون طيار التى تشن هجمات ضد داعش، وقال "إن الاستثمار فى القوات الخاصة والمراقبة ضرورية لمواجهة التهديد الإرهابى الذى يواجه المملكة المتحدة من داعش".

كما قال رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس إن على روسيا "ألا تخطئ الأهداف" فى سوريا بضرب منظمات غير "تنظيم داعش" مذكرًا أيضًا بضرورة تجنب المدنيين، وردًا على أسئلة بشأن الغارات الروسية واستراتيجية موسكو فى سوريا، وقال فالس فى تصريحات على هامش زيارة لليابان "إن رئيس الجمهورية ذكر بوضوح كامل لدى اجتماعه بفلادمير بوتين الجمعة بباريس: لا يجب أن يحدث خطأ فى الأهداف"، وشدد فالس "يجب ضرب الأهداف الجيدة وتحديدا داعش. وإذا كانت داعش هى العدو الذى يهاجم مجتمعاتنا، وهذا صحيح بالنسبة لفرنسا، فإنه يمكن أن يكون صحيحا أيضا بالنسبة لروسيا، وبالتالى يتعين ضرب داعش وندعو الجميع إلى عدم ارتكاب خطأ فى الهدف".

وأضاف رئيس الوزراء الفرنسى "أن الشرط الثانى هو أنه لا يمكن مهاجمة مدنيين، وأنتم تعرفون أن نظام بشار يواصل استخدام براميل البنزين وأسلحة كيميائية ضد مدنيين، وهذا أمر لا يمكن قبوله"، وتابع أن "الشرط الثالث" هو إجراء عملية انتقالية سياسية بدون بشار الأسد.

من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "إن الجهود العسكرية ضرورية فى سوريا لكنها لن تضع نهاية للحرب هناك، وقالت لإذاعة دويتشلاند-فونك "فيما يتعلق بسوريا فقد قلت من البداية: سنحتاج لجهود عسكرية لكن الجهود العسكرية لن تجلب الحل.. نحتاج إلى عملية سياسية لكن هذا لا يسير بشكل جيد حتى الآن"، وأضافت أنه من الضرورى إشراك نظام الرئيس السورى بشار الأسد فى المحادثات.

وتابعت ميركل "للتوصل إلى حل سياسى أحتاج كلا من ممثلى المعارضة السورية ومن يحكمون حاليا فى دمشق وآخرين أيضا من أجل تحقيق نجاحات حقيقية ثم والأهم من ذلك حلفاء كل مجموعة"، وقالت إنه يمكن لروسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران أن تضطلع بدور هام بالإضافة إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.

فيما قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن حملة القصف الجوى التى تشنها موسكو فى سوريا "غير مقبولة" محذرا بأن روسيا "ترتكب خطأ جسيما"، وقال فى مؤتمر صحفى فى مطار اسطنبول قبل توجهه فى زيارة إلى فرنسا "أن الخطوات التى تقوم بها روسيا وحملة القصف فى سوريا غير مقبولة بأى شكل من الأشكال (..) وللأسف فإن روسيا ترتكب خطأ جسيما".

موضوعات متعلقة..

- كاميرون: التدخل العسكرى الروسى فى سوريا خطأ فادح (تحديث)