يظهر بالصورة مُجَسّمٌ طينى لتمثالٍ مفقود للملك "أحمد فؤاد الأول"، يبدو فيه ممتطياً صهوة جواده، ومستنداً على دعامة خشبية داخل سقيفة خفيفة (هَنْجَر)، بما يوحى بأن الصورة التُقِطَت خلال مرحلة تنفيذ التمثال.
"هذا التمثال من أعمال النحات المصرى العظيم "الوكيل"، شقيق زوجة "مصطفى النحاس" باشا، وهو لم يُعرض على الإطلاق، وأزيل فى عام 1953"!!
هكذا تُطالعُ عيناكَ محتوى النَصّ الفرنسي، المكتوب تعليقاً على هذه الصورة الأرشيفية، التى سرعان ما تتبَيَّن أنها من محفوظات المؤرخ الفرنسى الراحل "ماكس كاركيجي" Max Karkegi (1930 - 2013)، مؤلف موسوعة "مصر فى الأيام الخوالي" L'Egypte D'Antan… Egypt in Bygone Days، الذى عاش حتى بداية شبابه بمصر، قبل هجرته مع عائلته لفرنسا.
والتعليق كما هو واردٌ بالفرنسية على الموقع الإلكترونى للموسوعة جاء كالتالي:
Cette statue, oeuvre du grand sculpteur égyptien El Wakil, frère de Madame Moustapha el Nahas Pacha ne sera jamais inauguré et sera retiré en 1953.
راجع الصورة والتعليق على موقع عبر الرابط التالي:
http://www.egyptedantan.com/le_caire/cite_ancienne/abdine/abdine9.htm
بهذه الثقة القاطعة يأتيك تعليق هذا الموقع التاريخي، على أحد التماثيل ذات القصص الحزينة فى تاريخ الفن المصرى الحديث.
إلا أن الشيء الذى لم يذكره الموقع، هو أن تدمير هذا التمثال ومحو أثره لم يكونا خاتمة المطاف فى قصته المأساوية، بل كانا مجرد خطوتا البداية فى كتابة أحداثها المرتبكة.
فما لم يذكره الموقع هو أن إزالة هذا التمثال، خلال لحظة تحولٍ فارقة فى تاريخ مصر الحديث – عقب قيام ثورة 23 يوليو 1952 – قد مهدت الطريق أمام هواة كتابة التاريخ، وأمام غير المتخصصين فى شأن الفنون المصرية، لطرح التصورات، واللجوء إلى بعض الروايات التى حاولوا بها سد الفجوات، فى بعض الموضوعات ذات الصلة بالتطورات الثقافية والاجتماعية المصرية، التى تَوالَت على المجتمع المصرى بدايةً من منتصف القرن الماضي.
وقد لجأ هؤلاء الباحثون – ببساطة - لهذه التصورات والروايات، بسبب غياب معظم المعلومات المؤكدة عن هذا التمثال لسنواتٍ طويلة – وعن غيره من الأعمال الفنية التى أُنتِجَت فى هذا العهد – وكذلك بسبب عدم اهتمام النقاد ومؤرخى الفن المتخصصين بتوثيقِها وإثبات حقوق مُبدِعيها الحقيقيين فيها.
وقد ساعد على ذلك أيضاً مُضى عقود من الزمن، رَكَّز خلالها عددٌ كبير من النقاد والمؤرخين المصريين على الأعمال الفنية التى أُنتِجت بعد قيام ثورة يوليو، وأغفلوا غيرها من الأعمال التى أُنتِجَت فى مصر بتكليف من القصر الملكي، فصار الطريق من ثَمّ ممهداً أمام بعض المجتهدين، لإثبات ما شاءوا من معلومات غير موثقة، وإعمال التخمين والترجيح لتغطية الثغرات التاريخية، التى صادفتهم فى وقائع إنجاز كثير من أعمالنا الفنية. وهنا تبدأ قصة الموقع المذكور مع هذا التمثال.
وتفصيل ذلك أن الباحث "ماكس كاركيجي" – المشار إليه سابقاً – اعتمد على رواية شفهية غير موثقة، روتها على مسامعه سيدة نصف فرنسية، كان قد التقاها مصادفةً فى باريس، لِتَنسِب تمثال الملك "فؤاد" إلى غير مبدِعِه الأصلي، فما كان من "كاركيجي" إلا أن تبنى هذه الرواية الشفهية دون تمحيص، معتمداً عليها فى التعليق على صورة هذا التمثال ضمن موقعه الإلكتروني!
الغريب أن "كاركيجي" لم يفطن إلى أن تعليقه يصطدم بوقائع التاريخ المصرى ذاتها؛ فأبسط مراجعة لوقائع هذا التاريخ تتكفل بهدم هذه القصة بأكملها، لأنه من المعروف أن السيدة "زينب الوكيل" (1908- 1967)، ابنة "عبد الواحد باشا الوكيل" (1872- 1942)، وزوجة "مصطفى النحاس" (1879- 1965)، رئيس وزراء مصر سابقاً، وزعيم حزب الوفد بعد "سعد زغلول"، لم يكن من بين أشقائها فنان تشكيلى على الإطلاق، بل إنه لم يُعرَف فى تاريخ الفن المصرى الحديث، خلال النصف الأول من القرن العشرين، نحات يحمل لقب "الوكيل"، فضلاً عن أن يوصَف بالنحات (العظيم) كما وصفه "كاركيجي"!
ويبدو مدى تناقض هذه القصة، من عدم استطاعة "كاركيجي" الإعلان صراحة عن الاسم الكامل لهذا النحات (العظيم) المزعوم، مكتفياً بالإشارة إليه باسم العائلة، متناسياً أنه لم يشتهر من أشقاء "زينب الوكيل" سوى "محمد الوكيل"؛ الذى كان وكيلاً لوزارة المواصلات فى حكومة الوفد الأخيرة.
وفى سياق محاولة تصحيح هذا الخطأ؛ كنتُ قد راسلتُ "كاركيجي"، عبْر بريد موقعه الإلكتروني، خلال إعدادى كتاباً عن أحد أفذاذ نحّاتينا المصريين – وهو بِعَينِه مُبدع التمثال المنسوب للنحات المزعوم - سائلاً إيّاه عن مصادر قصته هذه.
اكتفى "كاركيجي" بالقول – ببساطة - فى فقرة من رسالة إلكترونية وردتنى منه بتاريخ الأربعاء 13 يوليو 2011، إنه: "بينما كنت مع والدتى فى باريس أواخر السبعينيات؛ التقينا بسيدة فرنسية..... أخبرتنى أنها كانت زوجة سابقة للنحات "الوكيل"، وأن زوجها صُدِم بعد إزالة تمثال "فؤاد"، وانصرف الناس عن شراء أعماله!".
الغريب أننى حين عاودت السؤال تفصيلياً فى رسالة لاحقة، رد "كاركيجي" بقوله: "ياسر بك!! لا أستطيع أن أقول لك ماذا حدث لهذا التمثال". وسرعان ما انقطعت رسائل "كاركيجي" تماماً ولم يرُدّ على رسائلى بعدها أبداً.
وقد وردنى بعد مُضى قرابة عام على هذه الواقعة، أن "كاركيجي" قد رحل عن عالمنا، رحمه الله، دون أن يصحح المعلومة المغلوطة المذكورة على موقعه الإلكترونى الشهير.
هكذا، واعتماداً على روايات شفهية يتم تداولها فى مُسامَرات الغُربة، صار جزءٌ من الذاكرة الفنية المصرية متاحاً لتصورات بعض المجتهدين، مِمَّن يكتفون بالروايات المُرسَلَة مصدراً لهم، مما ساعد على تواتُر الأخطاء الجسيمة، فى الكثير من مصادر تاريخ فننا المصرى المظلوم.
وللأسف، فقد أسفر ذلك فى النهاية – حتى وقتٍ قريب - عن إسقاط الحقوق الأدبية لواحدٍ من نحاتينا المصريين المهمين، وعدم توثيق دوره التاريخى فى تنفيذ هذا المشروع، والإشراف على تفصيلات إنجازه، بل والأخطر من ذلك أنه أدى إلى نسبة هذا المشروع إلى ذلك الفنان المجهول، الذى اخترعه خيالُ البعض فى تاريخ الفن المصرى الحديث.
ولحُسن الحظ، فإننا حينما نستضيء بالمصادر التاريخية الأصلية، التى سجلت أهم إنجازات أسرة "محمد علي" الثقافية والفنية، نجدها تتكفل ببيان ظروف مشروع إنشاء هذا التمثال. كما تتكفل المقارنة بين تلك المصادر، واستقراء أحداث الفترات التى شمِلَتها بالتوثيق، بتوضيح الكثير من الملابسات الغامضة، التى اكتنفَت هذه الظروف.
ومن المفارقات الغريبة أن تأتينا إشارةٌ توثيقية مهمة إلى هذا المشروع الكبير، من خلال إحدى أهم المجلات الناطقة بلسان حال ثورة 23 يوليو 1952، تلك الثورة التى قامت بالأساس لتقويض أركان حُكم الأسرة العَلَوِيّة (أسرة محمد علي).
كانت تلك مجلة "بناء الوطن" المصري، وهى مجلة شهرية شبه متخصصة فى الإعلام عن المشروعات الاقتصادية للثورة، وصدر العدد الأول منها فى يوليو 1958، وكان مؤسسها ورئيس تحريرها "أمين شاكر"، الذى كان يعمل فى ذلك الوقت مديراً لمكتب "جمال عبد الناصر". وكانت مجلة "بناء الوطن" تدعو إلى الاقتصاد الحر والثقافة الغربية، وآلت ملكيتها إلى "الدار القومية للطباعة والنشر" عام 1964، إلى أن توقفت نهائياً عن الصدور عام 1966.
ففى مقابلة منشورة، أجرتها مجلة "بناء الوطن" مع الفنان المصرى الراحل "مصطفى نجيب" (1913 – 1990)، وهو واحدٌ من أمهر أبناء الجيل الثالث من نحاتى مصر، لعرض ملخص سيرته الذاتية وأهم إنجازاته الفنية، وذلك ضِمْن عددها الصادر بتاريخ 12 يناير من عام 1965، نكتشف أن "نجيباً" قد حصل من القصر الملكي، فى عام 1949، على عطاءات لتصميم وإنشاء ثلاثة تماثيل فى ثلاثة من أهم ميادين القاهرة، هي: ميدان "عابدين"، وميدان "الإسماعيلية" (التحرير حالياً)، وميدان جامعة القاهرة.
وسرعان ما نتبين، من خلال ما نُشرَ فى هذا العدد، أن التماثيل الثلاثة المشار إليها كانت تتضمن تمثالاً للخديو "إسماعيل"، وآخر للملك "فؤاد"، إضافة إلى تمثال ثالث لم يُنَص عليه تحديداً.
كما نتبين أن العطاءات الثلاثة التى حصل عليها "نجيب"، كانت تتلخص فى تصميم وإنشاء قواعد التماثيل، ونحت تمثالين منها فقط، هما تمثال "الملك فؤاد" والتمثال الخاص بميدان الجامعة، ثم الإشراف على تنصيب تلك التماثيل فوق قواعدها، بعد انتهاء صبها بمعدن البرونز بمعرفة مختصين إيطاليين. أما التمثال الثالث الخاص بميدان "التحرير"، والذى يجسد الخديو "إسماعيل"، فكان القصر قد أقام من أجله مسابقة مفتوحة، فاز فيها النحات "مصطفى متولي" (1911- 1988)، أحد معاصرى "نجيب".
وتفصيل ذلك أن الملك "فاروق" كان قد تحمس لمشروعٍ للربط بين "ميدان التحرير"، الذى كان يُعرف آنذاك باسم "ميدان الإسماعيلية"، و"ميدان عابدين" المشتمل على القصر الملكي، من خلال توسيع الشارع الذى يربط بينها، وإقامة تمثال لوالده الملك فؤاد فى ميدان عابدين، وتمثال لجده الخديو إسماعيل، فى ميدان الإسماعيلية.
ومع أن تمثال "فؤاد" كان قد أقيم بالفعل، ونُصِب فى ميدان "عابدين"، وأحيط بسواتر من الخيش، انتظاراً للانتهاء من نَصْب تمثال الخديو "إسماعيل" على القاعدة المخصصة له فى "ميدان الإسماعيلية"، إلا أن الأوضاع السياسية ما لبثت أن تغيرت فقامت ثورة 23 يوليو 1952، ليتوقف المشروعان، وبعد شهور من قيامها، أزيل تمثال الملك "فؤاد" من ميدان "عابدين"، الذى اتخذ منه قادة الثورة ساحةً لإلقاء خطبهم، بينما ظلت قاعدة تمثال الخديو "إسماعيل" مكانها، ورؤى الاحتفاظ بها، واتُّخِذت لسنوات طويلة مكاناً لإضاءة شعلة التحرير التى كانت تصل من أسوان إلى القاهرة، فى أعياد الثورة من كل عام.
وهكذا طُمِسَت معالم واحد من أهم المشروعات الفنية التى ساهم "مصطفى نجيب" بنصيب وافر فى خروجها للنور، فى ظل ظروف سياسية، جمعت أحداثها بين توترات تعاقُب العهود وتناقضاتها.
ومما زاد الأمر سوءاً، أن ذكرى "مصطفى نجيب" وإبداعاته ظلت غفلاً من التأريخ والتوثيق، زهاء خمسةٍ وأربعين عاماً، منذ هِجرَتِه من مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1971، بعد معاناته جرّاء بعض الضغوط الكبيرة، على المستويَين المهنى والمادي، فضلاً عن بعض التحولات الاجتماعية، التى لم تستَثنِ عبقرية فنانٍ مثله، سبق وأن بلغ بفنه ذروة المجد، وامتطى صهوة الشهرة طيلة عقودٍ ثلاثة، هى على وجه التحديد عقود الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن العشرين.
وبذلك تكتسب عبارة الكاتب "صلاح عيسى" مغزاها ودلالتها؛ حين يقول فى مقال له بعنوان "كله سلف ودين، حتى إزالة الأسماء"، نُشِرَ بجريدة الأيام، العدد 8054، بتاريخ 29 أبريل 2011 – كُتِب فى سياق تداعيات ثورة 25 يناير المصرية – ما نصه: "أزيل تمثال للملك فؤاد كان "الملك فاروق" قد أمر بإقامته لوالده فى ميدان عابدين،..... وجاء الدور على الرئيس "عبد الناصر" الذى قرر مجلس الوزراء، فى مناخ الصدمة التى أعقبت رحيله المفاجئ، وضع قائمة أمام كل مبانى المؤسسات التى أنشئت فى عهده، تحمل لافتة تشير إلى ذلك، وإطلاق اسمه على بعضها، ومنها "بحيرة السد العالي" التى أطلق عليها اسم "بحيرة ناصر" وقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة التى حملت الاسم نفسه، وتقرر إقامة تمثال له ينصب على القاعدة التى أقامها "الملك فاروق" فى ميدان التحرير لتحمل تمثال جده "الخديو إسماعيل" ثم أُدْرِج هو وجده فى كشف الإزالة فظلت القاعدة خالية من دون تمثال، ولكن خليفته "أنور السادات" لم ينفذ شيئا من هذه القرارات، حين انفرد بالسلطة فعادت كل من "بحيرة السد العالي" و"قاعة الاحتفالات الكبرى" إلى اسمها الأصلي، وظلت قاعدة "ميدان التحرير" خالية...".
ومن حُسن الحظ، أن يحتفظ لنا التاريخ – فضلاً عن الموضوع المنشور بمجلة "بناء الوطن" السابق ذكرها - بصورة أخرى للتمثال، أكثر دقة من تلك التى أوردها "كاركيجي" على موقعه؛ وهى صورة من مقتنيات الدكتور "حسين نجيب"، نجل النحات "مصطفى نجيب"، وكان يحتفظ بها ضمن أرشيفه الخاص بمصر. وهذه الصورة أكثر وضوحاً من سابقتها، كما أنها مُلتَقَطة للتمثال بعد انتهاء نحته، واستكمال كافة تفاصيله، فضلاً عن أن زاوية التقاطها المميزة تسمح لنا بتتبع دقة تلك التفاصيل، التى أبدع "نجيب" صياغتها ببراعة متناهية.
ونتبين من هذه الصورة أن هذا التمثال كان إرهاصةً أولى بتمثالٍ آخر شهير، لا زال موجوداً لحسن الحظ، نحته "نجيب" بعد ذلك بحوالى اثنى عشر عاماً؛ وهو التمثال الميدانى الوحيد للزعيم الوطنى "أحمد عرابي"، الموجود بميدان محطة السكة الحديدية بالزقازيق.
والفارق الجوهرى بين التمثالين – تمثال "فؤاد" وتمثال "عرابي" - يتمثل فى أن السكون الواضح فى تمثال "فؤاد"، الذى يشيع فى وضع الفرس وفى ثبات جسم الملك معاً، يقابله عنفوان الحركة فى تمثال "عرابي" بتفصيلاته المختلفة.
غير أن إزالة تمثال "فؤاد" من موضعه بميدان "عابدين" لم تمر دون محاولة الاعتراض قضائياً؛ إذ تحتفظ "دار الوثائق القومية" بملف يمثل جزءاً من ملفات "مجلس قيادة الثورة"، نتبين منه أن ثمة قضية نُظِرَت أمام "محكمة الثورة" بشأن إزالة تمثال الملك "فؤاد"؛ إذ يتضمن الملف قرار إلغاء إحالة بعض القضايا على محكمة الثورة، وهي: قضية تمثال الملك "فؤاد"، وقضية كوبرى "المنصورية"، وقضية ترعة "حجاجة". ويعود تاريخ إنشاء هذا الملف إلى 26 سبتمبر من عام 1953، ويحمل الكود الأرشيفى رقم 0103-000029.
وقد نص قرار إلغاء الإحالة على ما يلي: "أمر من مجلس قيادة الثورة بشأن إلغاء إحالة بعض القضايا إلى محكمة الثورة. بعد الاطلاع على المادة الثانية من أمر مجلس قيادة الثورة، الصادر فى 16 من سبتمبر سنة 1953، بشأن تشكيل محكمة الثورة وإجراءاتها. وعلى المادة الأولى من أمر مجلس قيادة الثورة الصادر فى 17 من سبتمبر سنة 1953، بشأن إحالة بعض القضايا إلى محكمة الثورة. تقرر ما يلي: مادة (1) – تلغى إحالة القضايا الآتية على محكمة الثورة: 1- قضية تمثال الملك فؤاد المقيدة بجدول نيابة الغدر برقم 5، السنة الأولى قضائية. 2- قضية كوبرى المنصورية المقيدة بجدول نيابة الغدر برقم 6، السنة الأولى قضائية. 3- قضية ترعة حجاجة المقيدة بجدول نيابة الغدر برقم 7، السنة الأولى قضائية. مادة (2) – يعمل بهذا الأمر اعتباراً من تاريخ صدوره. صدر فى القاهرة فى 13 من محرم سنة 1373 (26 من سبتمبر سنة 1953)". ونلاحظ أن القرار تضمن توقيعات كبار الضباط الأحرار ورموز مجلس قيادة الثورة فى ذلك الوقت؛ إذ نستطيع أن نميز بينها بوضوح توقيعات كل من: "محمد نجيب"، و"جمال عبد الناصر"، و"عبد الحكيم عامر"، و"أنور السادات"، و"خالد محيى الدين"، و"زكريا محيى الدين"، و"صلاح سالم"، و"جمال سالم"، و"حسين الشافعي".
ربما تزداد مرارة شعورنا بمقدار الغبن، الذى وقع على "مصطفى نجيب"، وعلى غيره من فنّانينا الأفذاذ، عندما أُهمِل توثيق مشروعاتهم الكبرى، فأُغمِط بالتالى حقهم التاريخى والأدبي، إلى الحد الذى نُسِبَت معه جهودهم إلى غيرهم، نتيجة الاستسهال البحثى وتداوُل الأخطاء الشائعة والمعلومات الجاهزة، وهى آفات ظلت تمرحُ فى جسد التأريخ للفن المصرى المغبون؛ إلى الحدّ الذى سمح بنَزِعَ تمثالٍ ضائعٍ من مُبدِعِه الحقيقي، ونِسبَتِهِ إلى نحاتٍ لم يولَد!
موضوعات متعلقة..
المنافذ الأثرية تضبط مخطوطات خاصة بالجيش المصرى.. 16 مخطوطة مكتوبة بخط اليد منزوعة من المصحف.. و67 مخطوطة لتفسير القرآن الكريم.. وعملات وسندات تعود لعصر الملك فؤاد وفاروق بمطار القاهرة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. حسين الشابورى
بوركت د. ياسر منجى بوركت د. ياسر منجى بوركت د. ياسر منجى