فبين واقعة سفاح حديقة الحيوان والتعدى على الجمال ومقتل طالب مدرسة شهداء بورسعيد بالسيدة زينب على يد مدرس خارج عن السياق، وحادث الكلب ماكس وذبحه فى الشارع أمام الجميع ، وصولا لقتل أب لابنته بسبب اكتشاف حملها، وجلد طالب النزهة 40 جلدة، لأنه لم يلتزم بتعليمات المدرس، جرائم تؤكد أن هناك مشكلة نفسية يجب الانتباه لها خوفا من أن يتحول اللون الأحمر إلى لوننا المفضل.
عقوبة الثرثرة داخل الفصل 40 جلدة
اكتملت اليوم سلسلة العنف غير المبرر بالشارع المصرى بحادث عقاب الطالب "بباوى" على طريقة "داعش" بـ 40 جلدة والسبب أن مدرس اللغة العربية طلب الصمت من الطلبة داخل الفصل لنقل بعض الكلمات الهامة من " السبورة" وهنا كانت الخطيئة الكبرى حينما تحدث الطفل وطلب من زميله أن يخفض رأسه وكان الجلد بالنسبة للمدرس هو الحل.
مقتل طالب "شهداء بورسعيد" والسبب.. معملش الواجب
لم تكن واقعة الجلد هى الوحيدة بتاريخ ممارسة العنف ضد الطلبة فى مصر، فمنذ عام تقريبا شهد حى السيدة زينب واقعة أكثر عنفا بعدما قتل طالب بمدرسة شهداء بورسعيد على يد أحد المدرسين المتطرفين بسبب تهربه من عمل الواجبات اليومية.
انتشار صور الذبح المستفزة على الفيس بوك
فجر عيد الأضحى الماضى ظاهرة جديدة من نوعها على الشعب المصرى، فانتشرت صور الذبائح بين مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك" و"تويتر"، وكأن الناس تتفاخر بصورتها السيلفى بجانب البقرة أو الخروف وهو دمه سايل.
صدق أو لا تصدق.. سفاح حديقة الحيوان
أما هذا الحادث فكان الأكثر غرابة والأكثر عنفا فى نفس الوقت، فتفاجأ العاملون بحديقة الحيوان بذبح جمل مغربى، وتكررت هذه الواقعة أكثر من مرة سواء كان الضحية جملا أو أى حيوان آخر.
زمن القتل فيه أفضل وسيلة لمحو العار
أما خبر قتل أب لابنته التى اكتشف حملها فكانت آخر هذه الأحداث التى هزت الرأى العام، حيث تم العثور على جثة فتاة مخنوقة وسط المزارع وبعد التحريات اعترفت الأم بالاتفاق مع الأب على قتلها بعد اكتشاف حملها والإبلاغ عن تغيبها.
ماكس كلب ولكن دق ناقوس العنف بالشارع المصرى
أما واقعة ذبح كلب الأهرام فكانت أيضا من الأحداث التى أكدت على العنف داخل الشارع المصرى ، بعد أن تم التضحية بكلب كفداء لصاحبه، وذُبِحَ أمام الجميع بعد أن تنازل عنه صاحبه ليفض الاشتباك بينه وبين جيرانه.
وقالت الدكتورة " شيماء عرفة" أخصائى الطب النفسى معلقة على ظاهرة العنف بالشارع المصرى إن هذه الوقائع والأحداث تقدم نموذجا مصغرا للفكر الداعى المتطرف.
وأضافت: الأحداث السياسية المتلاحقة وانتشار الفوضى والعنف فى الفترات الأخيرة كانت سببا فى هذا الفكر الدموى المسيطر على المواطن المصرى، فكم من مشهد قتل وإطلاق رصاص وتعديات لا حصر لها كنا نراها فى الأفلام الأجنبية، لكن فجأة وجدناها فى واقعنا مما تسبب فى اضطراب فى الهوية والشخصية المصرية المسالمة بطبعها ولجوئها للعنف الهستيرى غير المبرر كرد فعل لهذه الانتهاكات.
وأضحت أنه من جانب آخر، فإن الإنتاج الفنى الهابط والأفلام السينمائية التى تبحث عن الإرادات بعيدا عن المحتوى والمضمون المقدم للمتلقى، وتعتمد على مشاهد العنف والقتل والبلطجة، ساهمت بشكل غير مباشر فى تكوين شخصية الأجيال الجديدة التى أصبحت تحاكى أبطال مثل هذه الأفلام وتكتسب صفاتهم.
