صدق ويجب أن تصدق، أن انتخابات «البرلمان» حافلة بالإيجابيات والفوائد، وأننا بصدد «برلمان» تفوح منه رائحة ثورتى «25 يناير» و«30 يونيو» رغم التصويت الأقل من المتوقع والمأمول.. ففى الجولة الأولى خرجت المرأة المصرية لتؤكد وعيها وفهمها واستيعابها لمعنى الديمقراطية، فقد ظهرت كناخبة تحرص على ممارسة حقها لتؤكد ما سبق أن فعلته فى عدة استحقاقات ديمقراطية، لكن الجديد هذه المرة أنها ترشحت خارج القوائم، وتمكنت من المنافسة بصلابة وجدارة، فاستطاعت أن تتقدم بأصوات الرجال والنساء لتنافس فى 9 دوائر على الإعادة، إحداهن وصلت بأكثر من 49 ألف صوت فى دمنهور، واثنتين منهن فرضتا نفسيهما على الرجال فى دائرة إمبابة، إضافة إلى أخريات فى العمرانية والإسكندرية وأبوالنمرس وغيرها من الدوائر.
عاد مرة أخرى المواطن المصرى- المسيحى- لينافس على مقاعد الفردى فى 6 دوائر، وكلهم يمتلك حظوظا كبيرة فى الفوز لتصدرهم بعدد أكبر من الأصوات، كما تمكن الشباب من قهر «عتاولة» المرشحين فى أكثر من دائرة ساخنة، لنجد هؤلاء يتزاحمون، بل يتقدمون المنافسة على المقاعد الفردية، لعل «هيثم أبوالعز الحريرى»، وكذلك «إبراهيم عبدالوهاب» فى الإسكندرية نموذجا، وفعلها «جون بشرى» فى المنيا، و«محمد محمود ياسين» فى الأقصر، والقائمة طويلة لشباب خاضوا التجربة للمرة الأولى، كذلك فرض أصحاب التاريخ الناصع أنفسهم على المال والعصبية كما فعل «طارق السيد» و«خالد مجاهد» و«باهى الروبى» و«ياسين عبدالصبور» و«عمر غنيمى» دون تحديد للدوائر لأنها تتفاوت بين الإسكندرية وأقصى صعيد مصر حيث دائرة «نصر النوبة»!!
ورغم الدعاية الصاخبة والحشد الإعلامى الهائل نجحت قائمة «فى حب مصر» بعد منافسة شديدة الشراسة، وكم كان هذا مذهلا ذلك السقوط المدوى لحزب «النور» الذى يسمونه الذراع السياسية للدعوة السلفية، ليتأكد للقاصى والدانى أن مصر قاهرة «تجار الدين» بثورة «30 يونيو» كانت صاحبة عقيدة فى التعافى من «سرطان الإخوان»، وكل الأمراض المصاحبة له من جهاد وجماعة إسلامية وسلفية وجهادية وداعشية، وباقى الدروس تحتاج إلى بعض الوقت لاستيعاب كل هذه التغيرات فى مصر التى عادت شمسها الذهب!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
عقبال ما نتعافى من سرطان السلفيين الوهابيين الذى هبطوا علينا فى غفله من الزمن
**