استمرار مسلسل الهروب من التعليم الأزهرى.. كثافة المناهج ونقص عدد المعلمين وضعف كفاءتهم أهم أسباب التراجع.. والاهتمام بـ"الرواتب" ومنع ذوى المؤهلات المتوسطة من التدريس أولى خطوات الحل

السبت، 17 أكتوبر 2015 11:02 م
استمرار مسلسل الهروب من التعليم الأزهرى.. كثافة المناهج ونقص عدد المعلمين وضعف كفاءتهم أهم أسباب التراجع.. والاهتمام بـ"الرواتب" ومنع ذوى المؤهلات المتوسطة من التدريس أولى خطوات الحل معهد ازهرى
تحليل يكتبه - السيد فلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

السيد فلاح- 2015-10 -


تحويل 52 ألف طالب وطالبة من المعاهد الأزهرية إلى مدارس التربية والتعليم، يطرح العديد من التساؤلات حول الأسباب التى دفعت بهؤلاء إلى الهروب من بوابات الأزهر إلى أحضان التربية والتعليم، لاسيما أن تلك الظاهرة غير مستحدثة بداية كل عام دراسى.

القراءة السطحية دون الولوج إلى أعماق القضية التى قُتلت بحثًا، تُظهر تراجعًا لافتًا للنظر تعرضت له المؤسسة الأزهرية بشكل عام سواء على الجانب التعليمى "المعاهد" أو على المستوى العملى وهم خريجو تلك المعاهد، لاسيما خلال السنوات الخمس الماضية.

كثافة المناهج التعليمية بالمعاهد الأزهرية


أحد أهم الأسباب التى أوصت تلك المؤسسة التعليمية إلى هذه الدرجة، ربما تكمن فى كثافة المناهج التعليمية بالمعاهد الأزهرية فضلاً عن النقص فى عدد المعلمين بتلك المعاهد، وهو ما يجعل الطالب أمام حشوٍ من المواد الدراسية المكثفة تزيد بكثير عن نظرائهم فى مدارس التربية والتعليم.

تُضاف إلى مواد العلوم الطبيعية واللغوية، موادّ العلوم الشرعية وهو العبء الذى يزيد حمل طلاب الأزهر عن نظرائهم فى التربية والتعليم، رغم أن مراحل ما بعد الثانوية العامة تتلامس إلى حد بعيد مع كليات التربية والتعليم، غير أن الأولى تزيد طلاب الأزهر ثقافة فى العلوم الشرعية، وهو العبء الذى يتطلب أيضًا مجهودًا أوسع ووقتًا أكثر وإمكانيات تعليمية أكثر حداثة وراحة فى آن معًا.

كثيرًا ما رددت الحكومة على لسان وزارة الأوقاف مقولة "إصلاح التعليم الأزهرى"، لكنّ الكلمات الثلاث السابقة تحتاج جهدًا يُوزاى المعروض من الأزمات، وأولها تطوير المناهج التعليمية، وسد العجز فى التخصصات للمدرسين، والاهتمام بالأبنية التعليمية الأزهرية التى أصبح الوقوف على أطلالها المتهالكة أحد أهم سمات المعاهد الأزهرية فى المحافظات الإقليمية.

تصريحات سابقة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تضمنت التفكير فى إنشاء مراكز بحوث لتطوير التعليم الأزهرى، من خلال إعداد وتطوير وتقويم المناهج الدراسية، فى ضوء بحوث علمية رصينة تتَّفق مع أحدث التوجُّهات العلمية والتربوية فى إعداد المناهج، وهى كفيلة حال تم تطبيقها فى إحداث طفرة نوعية فى التعليم الأزهرى.

غير أنَّ أحد أهم الأسباب التى أدت إلى تراجع مستوى التعليم فى الأزهر الشريف يتمثل فى ضعف كفاءة ومهنية المدرسين؛ فالتعليم هو نقل المعرفة، وفاقد الشىء لا يعطيه، هذا فضلاً عن الأسباب التى يشترك فيها التعليم الأزهرى التربية والتعليم كانتشار الدروس الخصوصية وهروب الطلاب من الفصول الدراسية وغيرها من الأسباب التى تختاج تشريعات صارمة للتعامل مع تلك الأزمات.

ضرورة الاهتمام بمستوى المعلم ماديًا


الخطوة الأهم فى هذا السياق هو ضرورة الاهتمام بمستوى المعلم ماديًا، خاصة فى المرحلة الابتدائية التى تحتاج مدرسين متفرغين وعلى مستوى عالٍ من الكفاءة لتربية النشأ وتأسيسه جيدًا، حيث تعدُّ المرحلة الابتدائية عصب التعليم بشكل عام والأزهرى على وجه الخصوص وفى الدول المتقدمة تحتل مرحلة التعليم الابتدائى مرتبة متقدمة من اهتمام الدولة نظرًا لأهمية التأسيس الجيد للطالب.

كما أن الخطوة الأخرى الأكثر أهمية تتمثل فى ضرورة منع ذوى المؤهلات المتوسطة من التدريس بالمرحلة الابتدائية، وهى الظاهرة التى انتشرت ليس فى التعليم الأزهرى فقط بل أيضًا فى مدارس التربية والتعليم، ثم يأتى دور الوزارة الأكثر أهمية فى عقد دورات تدريبية بشكل مستمر للمعلمين على كافة المستويات، من خلال أحدث أساليب وطرق التدريس.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن محمود

تحليل رائع من إعلامى محترم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة