وهذه الحادثة التى وقعت فى موقف سيارات بين مدير شركة نقل والسائق العربى المسمى "مصطفى" ليست جديدة فهى تحدث بشكل دورى داخل البلاد الأوروبية، وليست فرنسا بغريبة عنها بل ربما هى من أكثر الدول التى تحدث فيها هذه العنصرية.
لدرجة أن هذه العنصرية تكاد تكون جزءا من التكوين السياسى لهذه الدول، حتى أن سياسى فرنسى فى شهر مايو الماضى كتب "فى 18 أكتوبر 2017 سيجرى حظر الإسلام فى فرنسا"، هكذا كتب الفرنسى روبرت تشاردون، رئيس بلدية مدينة فينليس جنوبى فرنس، وعضو حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" على تويتر.
وطالب "روبرت تشاردون" بحظر الإسلام فى ثلاث تغريدات تحمل المضمون نفسه على موقع تويتر، وذلك تعليقا على تغريدة لـ"ساركوزى"، ورأى تشاردون أن حزبهم سيفوز بانتخابات الرئاسة المقبلة عام 2017.
"الصحوة الدينية فى العالم العربى هى رد فعل لأخطاء غربية" هكذا يرجع الفيلسوف الفرنسى ريجيس دوبريه، ما يحدث فى عالمنا العربى فى السنوات الأخيرة، وعنده على سبيل المثال والدعابة أنه "كلما أغدقنا على بلد كميات أكبر من الكوكاكولا، استيقظت المشاعر الدينية الأصولية بشكل أعمق، بمعنى أن الإمعان فى فرض الثقافة الغربية على بلد ما، غالبا ما ينتج ردود فعل أكثر أصولية.
أما الكاتب الفرنسى ميشال ويلبيك وروايته "استسلام" فكانا عاملين أساسيين فى إشعال الفتنة التى أصابت فرنسا فى بداية 2015 وتسببت فى جريمة الاعتداء على مقر مجلة شارلى إبدو ومقتل 12 شخصا وإصابة آخرين، خاصة بعد أن استوحت المجلة عددها الأخير الصادر يوم 7 يناير الماضى من الرواية.
أما المساجد فإن "الحرائق تشتعل فيها ليلا.. ورؤوس الخنازير توضع على أبوابها فى الخفاء.. أو ربما يقومون بتلطيخها".. هذا هو ما تتعرض له المساجد فى ألمانيا، ورغم كل هذا، فلا يمكن تصنيف هذه الممارسات رسميا حتى الآن تحت لافتة "معاداة المسلمين" وإنما مجرد "جرائم كراهية"، هكذا علق موقع إذاعة "دويتش فيله" الألمانية، بقوله إن الهجمات التى تتعرض لها المساجد ودور العبادة الإسلامية فى تزايد مستمر، ونقلت عن صحيفة "نيو أوزنابروك" الألمانية، قولها إن أرقام جديدة للحكومة الألمانية، كشفت عن أن "متوسط عدد الجرائم التى تتعرض لها المساجد ودور العبادة الإسلامية، وصل إلى 35 أو 36 هجمة فى السنة، فى الفترة بين 2012 و2013، وهو ما يسجل ارتفاعا عن سابقيه فى الفترة بين 2001 إلى 2011، والتى بلغت 22 هجمة فى السنة".
وفى النهاية فإن القناة الفرنسية الثانية أكدت أنها اتصلت بمدير الشركة الذى صاح فى وجه "العامل العربى" للتعقيب على أقواله الموثقة فى الفيديو، لكنه رفض التراجع عما قاله ورفض التعبير عن ندمه وأنهى حديثه مؤكدا "ليس لدى ما أقوله لكم".
موضوعات متعلقة..
أحمد إبراهيم الشريف يكتب: هل يعيش العالم الإسلامى فى القرن الـ"15"؟!