تفاصيل هدم 120 مقبرة على جثث الموتى فى بنى سويف.. أهالى "معصرة أبو صير": فوجئنا بهدم مقابرنا على موتانا.. ويتهمون صاحب محجر بهدمها لشق طريق لمزرعته ومحجره.. ويطالبون بسرعة التحقيق وتخصيص مقابر جديدة

الأهالى يطالبون بتوفير أراضٍ بديلة لإقامة مقابر لهم

"مقابر مهدمة ورفات ملقاة على الأرض.. صرخات نساء وعويل رجال حزنًا على انتهاك حرمات موتاهم".. مشاهد مؤسفة شهدتها قرية معصرة أبو صير التابعة لمركز الواسطى شمال محافظة بنى سويف، بعدما فوجئ الأهالى بهدم 120 من مقابرهم على موتاهم دون سابق إنذار.

فعلى بعد 45 كيلو مترًا من مدينة بنى سويف وعلى بعد كيلو من الطريق الصحراوى الغربى يعيش 12 ألف نسمة بقرية معصرة أبو صير حياة بسيطة لتدنى مستوى الخدمات إلا أن الحظ خدمهم بأن تكون مقابرهم على بعد عدة أمتار من القرية.

"المقابر اتهدت على موتانا"

بدايةً، يقول رفعت كروم أحمد، 45 عامًا، تاجر: "صحينا من النوم على صوت واحد من الأهالى بيقول الترب مهدودة، جرينا على المقابر لقينا الجثث مرمية على الأرض، والترب مهدودة، فقومنا بدفن الجثث فى مكان تانى".

وأضاف رفعت كروم: "قمنا بتحرير محضر فى مركز شرطة الواسطى، وأرسلنا فاكسات إلى الجهات المسئولة، واتهمنا أحد الأفراد بهدم المقابر".

لم يخبرنا أحد بأن المقابر مخالفة

وقال أسامة عويس، 35 سنة، صاحب محل: "لم يخبرنا أحد بأن مقابرنا مخالفة والوحدة المحلية لم تخبرنا بوجود مشاكل فى وجود مقابرنا.. المقابر دى من جدود جدودنا ومش جديدة وإحنا اتولدنا لقيناها كدة، ولو نعرف أن المقابر مخالفة مكناش دفنا الموتى فيها".

صاحب محجر يتسبب فى هدم المقابر

من جانبه، قال محيى زاهى عبد المجيد، 25 سنة، طالب بكلية الهندسة: "المقابر دى من قديم الأذل، والموضوع مصلحة خاصة لواحد من بلد مجاورة صاحب محجر، وهو يمتلك محجرًا بجوار المقابر ومصنع ريحان ومزرعة، وهو شال المقابر عشان يوسع الطريق الخاص بالمحاجر".

وأضاف محيى: "صاحب المحجر قام بهدم المقابر باللوادر الخاصة بالمحجر به فى وسط الظهر والناس كانت فى الحقول"، متابعًا: "الراجل ده عندة ثلاث طرق للمحاجر والمزرعة بتاعته يعنى ملقاش غير الطريق ده بس عشان يوسعه ويدخل العربيات النقل الكبيرة بتاعته للمحاجر".

وقال مبروك عبد الحميد حسن، إنه قام و11 شخصًا آخر بتحرير محضر بقسم شرطة الواسطى يفيد فيه بهدم مقابر خاصة بهم، مطالبًا الجهات المسئولة بالتدخل لاستخراج الجثث الموجودة تحت رفات تلك المقابر.

نريد التحقيقات الشفافة ومحاسبة الجناة

وطالب محمد عبد السميع، وكيل مدرسة بذات القرية، الجهات الأمنية والقضائية بفتح تحقيق كامل وشفاف لكشف ملابسات القضية، "لأن المعتدين تعدوا على حرمات المقابر، وتعدوا على جثث لأناس فى ذمة الله"، مشيرًا إلى أن أهالى القرية فى حالة سخط وغضب شديد تجاه ما حدث لموتاهم.

الأهالى يطالبون بتخصيص أراضٍ لمقابر جديدة

وقال الحاج حسن سليمان يوسف، من أهالى القرية: "القرية بها 15 ألف نسمة والمقابر القديمة لا تكفى أهالى القرية وأسعار المقابر ارتفعت بصورة رهيبة"، مطالبًا المحافظة بتخصيص قطع الأرض المجاورة للمقابر القديمة لعمل مقابر جديدة لتستوعب أهالى القرية.

من ناحية اخرى، أجمع أهالى القرية أنهم عندما قاموا بقطع الطريق الصحراوى كانوا لا يريدون سوى توصيل مشكلتهم إلى الجهات المختصة ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية، رافضين أن يتهمه أحد بأنهم بلطجية أو لا يحبون بلدهم، بل إنهم يريدون أن يحاسب المقصر الذى تسبب فى أذى موتاهم.