أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

«السمرى» فى «ابنى يعلمنى»

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015 07:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يهيأ لى أن الكاتب والشاعر وائل السمرى جاءه إلهام الشعر فى اللحظة التى رأى فيها طفله بعد ولادته، لكنه بدلا من أن يكتب قصيدة شعرية بوزن وقافية، كتب نصا نثريا شاعريا أطلق عليه «ابنى يعلمنى»، الذى يجمع بين لغة الشعر وعذوبته، وجمال النثر حين يجمع بين الحكى القصصى، والحكمة بلا موعظة، وبلاغة الكلمة التى تتأكد وأنت تقرأها بأنه لا غنى عنها، وأنها ترجمة فعلية لما يمكن تسميته بنظرية «حتمية اللفظ» لأديبنا العظيم يحيى حقى، التى تقوم على مفهوم بسيط لكنه محكم، وهو «أن كل كلمة فى النص لها وظيفة، ومجمل النص لا يشمل كلمة زائدة عن اللزوم»، وهذا ما تجده فى كتاب أو بالأدق النص المعنون بـ«ابنى يعلمنى»، الصادر عن «الدار المصرية اللبنانية».

فرحة الأب بالابن الأول يعرفها كل من جربها، وحين جربها وائل، قال عنها كل ما قاله فى كتابه بدءا من لحظتها الأولى، ويقول عنها: «ما إن رأيته حتى تأكدت من أننى رأيت ما لا عين رأت، وسمعت ما لا أذن سمعت، فالأطفال هم بصمات الله على الأرض، فى كل طفل معجزة، وفى كل معجزة آية، ولكل آية مراد، وهنا حاولت أن أقف أمام المعجزة، متأملا آياتها، ومستكشفا مرادها، وآثرت أن أدون تاريخى الشخصى من المشاعر الأبوية الفريدة لأشارك الجميع فى مائدة السعادة التى أنزلها الله على».

أراد كاتبنا أن يصف تجربته الوجودية مع الميلاد، وأراد أن يحتفل ويفرح بخزائن النعمة التى أنعم الله عليه بها، فقدم نصه وبدت جاذبيته فى أنه يطرحه معاكسا لتقليدية التعامل مع مثل هذه الحالة، فالطبيعى أن يقف الأب فى وضع الناصح للابن، فى وضع المعلم، فى وضع من يملك الحكمة والتجربة، وبالتالى فإنه فى علاقته بالابن هو من يمتلك حق القول والنصح، غير أن «وائل السمرى» يقدم لنا الحالة فى العلاقة غير المألوفة وهى، أن الابن هو الذى يعلم الأب، هو الذى يقول، هو الذى يعطى دروسه، وقبل أن تحيرك هذه الحالة فى سؤال: «كيف تتم؟»، ستزداد حيرتك حين تعرف أن الابن الذى يعلم والده هو مولود لم ينطق بعد، ولم يتحرك على قدميه بعد، هو فى الوصف الدارج وقت الميلاد: «لحمة حمراء»، ومع ذلك جعله «وائل» حكيما بليغا، يلقى دروسه وعددها عشرين يشملها الكتاب، ولكل درس عنوان يتسم بـ«فصاحة الاختصار»، فهو كلمات قليلة لكنها بليغة.. ومنها نواصل غدًا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة