«الدعوة السلفية» و«النور» كيان واحد..تعمل بشعار «نؤثر السلامة ولا نعارض حاكمًا ذا شوكة» وهو المبدأ نفسه الذى يرفعه الحزب السلفى فى الملعب السياسى
الأحد، 11 أكتوبر 2015 01:04 م
ياسر برهامى
تحليل يكتبه : كـامل كـامل
يصدع دائمًا قيادات حزب النور ذى المرجعية الإسلامية، كما يصف نفسه، بأنه مؤسسة مستقلة عن كيان الدعوة السلفية، وتجد كبار قيادات الحزب، على رأسهم طبيب الأسنان، يونس مخيون، يصرحون بأن الحزب منفصل تمامًا عن الدعوة السلفية، ويردد خلفه قيادات الصفين الأول والثانى فى الحزب هذه المقولة التى من وجهة نظرى مائعة، كما تجد أقطاب الدعوة السلفية يقولون الجملة نفسها، ولكنها بالعكس «نحن ليست لنا علاقة بحزب النور».
لا أدرى، هل يصدق حزب النور أنه كيان منفصل عن الدعوة السلفية كما يقول؟، وهل يصدق أننا نصدق بأن حزب النور والدعوة السلفية ليسا بينهما ارتباط وثيق؟.. أظن- وليس كل الظن إثمًا- أنه يعى تمامًا أن الغالبية تتعامل معهما على أساس أنهما وجهان لتيار واحد.
ثمة أمور وشواهد تدل على عدم وجود أى فصل بين الدعوة السلفية وذراعها السياسية «النور»، كما هو معروف للعامة، ومن هذه الشواهد صناعة وصناع اتخاذ القرار، فنسبة كبيرة من صناع القرار داخل الحزب النور هم شيوخ داخل الدعوة السلفية، فالشيخ يونس مخيون، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، الذى يترأس حزب النور نموذج متجل لذلك.
أما عن طريقة صناعة اتخاذ القرار داخل حزب النور فهى مستنسخة تمامًا من كيان الدعوة السلفية، مما يظهر أن إدارة الحزب والدعوة واحدة، فالدعوة السلفية تتخذ مواقفها بناء على القاعدة الشرعية «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح»، وهى القاعدة نفسها التى يدور حزب النور فى فلكها، والذى من المفترض أنه حزب سياسى، فيرفع شارة «فن الممكن» داخل الملعب السياسى.
أضف لمعلوماتك أيضًا أن أغلب مواقف الدعوة السلفية تتماثل مع شعار «نؤثر السلامة ولا نعارض حاكمًا ذا شوكة»، وهو نفس الشىء لحزب النور الذى يؤثر السلامة السياسية، ويرفع شعارًا داخل المشهد السياسى، لكنه بمصطلح ناعم آخر: «نمد أيدينا للجميع ونريد المشاركة لا المغالبة».
ضع أمامك تعامل الدعوة السلفية مع ملف الشيعة، وأمامه تعامل حزب النور مع ملف إيران، ستجد أنه نفس التعامل، بما يدع مجالًا للشك أنهما كيان واحد، فكلاهما يتعامل مع «طهران» بمبدأ «الحرام والحلال»، وهذا المبدأ يصح ويتفق مع جماعة دينية، أما الحزب السياسى فيدعه من فوبيا «التشيع»، ويجب أن يكون تعامله مع هذا الملف متنوعًا بعدة مواقف تحقق المصالح السياسية، فمثلًا الدعوة للبحث عن مد جسور مع إيران التى- شئت أم أبيت- هى دولة رقم فى المعادلة داخل المنطقة.
ثمة أسئلة نأمل الإجابة عنها من الدعوة السلفية وحزبها النور.. لماذا ترددون دائمًا أن «النور» مستقل عن الدعوة السلفية؟، وهل تظنون أن قولكم هذا يصدقه أحد؟، وما الضرر الذى يقع عليكم عندما يقول قائل إنكم واحد؟
تصريحات كبار حزب النور بأنه مستقل عن الدعوة السلفية تذكرنى بمن يطالبنا بأن نحب أمريكا ونكره الولايات المتحدة.
وأخيرًا عندما يقتنع المنتمون للدعوة السلفية بأن حزب الحرية والعدالة كان منفصلًا عن الإخوان، وأن مكتب الإرشاد لم يتدخل فى شؤون الرئاسة عندما كان الدكتور محمد مرسى، الرئيس المعزول، فى الحكم، فوقتها سنصدق أن حزب النور منفصل عن الدعوة السلفية!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يصدع دائمًا قيادات حزب النور ذى المرجعية الإسلامية، كما يصف نفسه، بأنه مؤسسة مستقلة عن كيان الدعوة السلفية، وتجد كبار قيادات الحزب، على رأسهم طبيب الأسنان، يونس مخيون، يصرحون بأن الحزب منفصل تمامًا عن الدعوة السلفية، ويردد خلفه قيادات الصفين الأول والثانى فى الحزب هذه المقولة التى من وجهة نظرى مائعة، كما تجد أقطاب الدعوة السلفية يقولون الجملة نفسها، ولكنها بالعكس «نحن ليست لنا علاقة بحزب النور».
لا أدرى، هل يصدق حزب النور أنه كيان منفصل عن الدعوة السلفية كما يقول؟، وهل يصدق أننا نصدق بأن حزب النور والدعوة السلفية ليسا بينهما ارتباط وثيق؟.. أظن- وليس كل الظن إثمًا- أنه يعى تمامًا أن الغالبية تتعامل معهما على أساس أنهما وجهان لتيار واحد.
ثمة أمور وشواهد تدل على عدم وجود أى فصل بين الدعوة السلفية وذراعها السياسية «النور»، كما هو معروف للعامة، ومن هذه الشواهد صناعة وصناع اتخاذ القرار، فنسبة كبيرة من صناع القرار داخل الحزب النور هم شيوخ داخل الدعوة السلفية، فالشيخ يونس مخيون، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، الذى يترأس حزب النور نموذج متجل لذلك.
أما عن طريقة صناعة اتخاذ القرار داخل حزب النور فهى مستنسخة تمامًا من كيان الدعوة السلفية، مما يظهر أن إدارة الحزب والدعوة واحدة، فالدعوة السلفية تتخذ مواقفها بناء على القاعدة الشرعية «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح»، وهى القاعدة نفسها التى يدور حزب النور فى فلكها، والذى من المفترض أنه حزب سياسى، فيرفع شارة «فن الممكن» داخل الملعب السياسى.
أضف لمعلوماتك أيضًا أن أغلب مواقف الدعوة السلفية تتماثل مع شعار «نؤثر السلامة ولا نعارض حاكمًا ذا شوكة»، وهو نفس الشىء لحزب النور الذى يؤثر السلامة السياسية، ويرفع شعارًا داخل المشهد السياسى، لكنه بمصطلح ناعم آخر: «نمد أيدينا للجميع ونريد المشاركة لا المغالبة».
ضع أمامك تعامل الدعوة السلفية مع ملف الشيعة، وأمامه تعامل حزب النور مع ملف إيران، ستجد أنه نفس التعامل، بما يدع مجالًا للشك أنهما كيان واحد، فكلاهما يتعامل مع «طهران» بمبدأ «الحرام والحلال»، وهذا المبدأ يصح ويتفق مع جماعة دينية، أما الحزب السياسى فيدعه من فوبيا «التشيع»، ويجب أن يكون تعامله مع هذا الملف متنوعًا بعدة مواقف تحقق المصالح السياسية، فمثلًا الدعوة للبحث عن مد جسور مع إيران التى- شئت أم أبيت- هى دولة رقم فى المعادلة داخل المنطقة.
ثمة أسئلة نأمل الإجابة عنها من الدعوة السلفية وحزبها النور.. لماذا ترددون دائمًا أن «النور» مستقل عن الدعوة السلفية؟، وهل تظنون أن قولكم هذا يصدقه أحد؟، وما الضرر الذى يقع عليكم عندما يقول قائل إنكم واحد؟
تصريحات كبار حزب النور بأنه مستقل عن الدعوة السلفية تذكرنى بمن يطالبنا بأن نحب أمريكا ونكره الولايات المتحدة.
وأخيرًا عندما يقتنع المنتمون للدعوة السلفية بأن حزب الحرية والعدالة كان منفصلًا عن الإخوان، وأن مكتب الإرشاد لم يتدخل فى شؤون الرئاسة عندما كان الدكتور محمد مرسى، الرئيس المعزول، فى الحكم، فوقتها سنصدق أن حزب النور منفصل عن الدعوة السلفية!
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة