أمريكا تلجأ للدعاية كسلاح إستراتيجى فى مواجهة تمدد روسيا.. خيبة الأمل حيال فشلهم فى سوريا تنعكس فى الدعاية المضادة.. إعلام واشنطن يزعم توسع داعش ويذكر الروس بهزائمهم فى أفغانستان.. وموسكو تتقرب من مصر

السبت، 10 أكتوبر 2015 11:04 م
أمريكا تلجأ للدعاية كسلاح إستراتيجى فى مواجهة تمدد روسيا.. خيبة الأمل حيال فشلهم فى سوريا تنعكس فى الدعاية المضادة.. إعلام واشنطن يزعم توسع داعش ويذكر الروس بهزائمهم فى أفغانستان.. وموسكو تتقرب من مصر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
تحليل تكتبه : إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالما اعتمدت قوى الصراع الدولية على الدعاية الإعلامية كسلاح مواز فى الحرب بقصد توجيه الرأى العام وإيهامه بفكرة معينة أو لتحطيم معنويات المنافس، هذا السلاح الاستراتيجى الذى استخدم بقوة فى الحربين العالميتين الأولى والثانية وحتى أثناء الحرب الباردة، يعود الآن للظهور بقوة مع بروز النفوذ الروسى من جديد فى الشرق الأوسط مقابل تراجع نفوذ الغريم التقليدى الولايات المتحدة.

صعود النفوذ الروسى


صعود النفوذ الروسى ومحاولة الرئيس فلاديمير بوتين استعادة دور بلاده بقوة داخل الشرق الأوسط، تبعه تحركات موسكو مؤخرا من خلال تدخلها للدفاع عسكريا عن حليفتها التاريخية "سوريا" والحفاظ على مصالحها فى المنطقة.

فشل أمريكى ودعاية مضادة


وبين ضربات عسكرية روسية مكثفة لم تقتصر على تنظيم داعش فقط وإنما الجماعات المسلحة الأخرى بما فى ذلك جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، وحتى الجيش السورى الحر، الذى تزعم واشنطن أنه يضم متمردين معتدلين، تقف واشنطن موضع اتهام بالتقصير والفشل فى القضاء على داعش بعد أكثر من عام من الضربات الجوية.

واتجه الإعلام الأمريكى والغربى لإعطاء انطباع بأن روسيا لا تضرب داعش وإنما تركز على القضاء على أولئك المعارضين للأسد، وراحت تروج إلى أن الروس قد يلقوا هزيمة على غرار تلك التى لحقت بالقوات السوفيتية فى أفغانستان خلال الثمانينات، وقالت إن قرار روسيا بخوض الحرب فى سوريا، يهدد بدفع المزيد من المسلحين فى أحضان تنظيم القاعدة الذى يتمتع بقوة داخل البلاد.

وزعمت صحيفة نيويورك تايمز، السبت، أن تنظيم داعش أحرز مكاسب بارزة فى شمال غرب سوريا، المنطقة التى تستهدفها الضربات الجوية الروسية، مسيطرا على 6 قرى بالقرب من حلب وهدد بقطع طريق هام شمال حدود تركيا.

صحيفة أمريكية: روسيا تكرر أخطاء الحرب الباردة


كما قالت صحيفة فورين بوليسى فى تقرير الأسبوع الماضى، إن روسيا ربما تكرر أخطاء الحرب الباردة وأن تحركاتها الحالية تتشابه مع فعلته مصر عام 1957، بالتدخل فى سوريا والذى أسفر عن نتائج كارثية مشيرا إلى أن التدخل الروسى فى سوريا ربما يكون نقطة النهاية لبوتين مثلما كان الحال عام 1957، حيث بداية نهاية التيار الناصرى.

خيبة أمل


لم تكن هذه الدعاية التى بدأت بعد ساعات قليلة من بدء الضربات الجوية الروسية فى سوريا سوى أعراض الشعور بالخيبة بعد فشلا مدويا للإدارة الأمريكية فى سوريا، جعل الأمريكان يخشون بشدة من نجاح منافسهم التقليدى.

وفشل إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لم يقتصر على توسع وتمدد داعش فى الأراضى السورية رغم ضربات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة، ولكن أعلنت واشنطن، أمس الجمعة، عن وقف برنامجها لتدريب مقاتلى المعارضة السورية والتركيز على تزويد مجموعات مختارة بالأسلحة والمعدات.

توقف البرنامج الذى بدأته وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية عام 2013، يأتى بعد أن أثبت فشلا زريعا إذ لم يسفر سوى عن حفنه قليلة لا تتجاوز الـ60 من المقاتلين بينما كان الهدف إعداد خمسة آلاف مقاتل.

الخلل الأساسى فى برنامج التدريب الأمريكى كان التباعد فى وجهات النظر. فالأمريكيون يركزون على التصدى لتنظيم داعش، بينما يعتبر المقاتلون المعارضون إسقاط الرئيس بشار الأسد أهم أولوياتهم. وفضلا عن ذلك وقعت انشقاقات داخل هذه الحفنة الصغيرة من المقاتلين حيث انضم قائد الفرقة 30 إلى جبهة النصرة الجهادية.

بوتين يوسع نفوذه فى المنطقة


وبينما يواصل الأمريكان سواء مسئوليهم وشن الدعاية السلبية ضد روسيا، فإن بوتين يوسع علاقاته فى المنطقة من خلال التقرب من مصر مجددا فى أعقاب ثورة 30 يونيو والموافقة على بيع سفن ميسترال الفرنسية للقاهرة، التى كان مقرر بيعها لموسكو لكن تم التراجع عن الصفقة من قبل فرنسا كعقاب على التدخل الروسى فى أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم لسيادتها.

ورغم المعارضة الخليجية، ولاسيما السعودية، للتدخل الروسى العسكرى وإصرارها على رحيل الأسد، لكن بوتين لم يتوقف عن السعى لبناء الجسور. ففى يونيو الماضى، التقى الرئيس الروسى بنائب ولى العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان فى بطرسبرج، حيث وقعا عددا من الاتفاقات لنقل التكنولوجيا النووية للمملكة وإنشاء تعاون على صعيد اكتشافات النفط والفضاء.

وحتى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى ارتبط بعلاقات باردة مع بوتين، قام بزيارة الشهر الماضى، لموسكو للضغط على الكرملين ليبذل قصارى جهده لضمان ألا يتم استخدام الأسلحة المتطورة التى ترسها روسيا إلى النظام السورى فى تسليح حزب الله اللبنانى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة