يسرا محمد سلامة تكتب: فاتن حمامة.. مدرسة الزمن الجميل

الأربعاء، 21 يناير 2015 03:12 ص
يسرا محمد سلامة تكتب: فاتن حمامة.. مدرسة الزمن الجميل فاتن حمامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حياة كلٍ منّا قامات لا يمكن الاستغناء عنهم، نعتبرهم مثلاً يُحتذى بهم، فى مجالات كثيرة، نتابع أخبارهم، نقرأ قصص حياتهم لنأخذ منها العِظة والعِبرة، نقتبس عنهم أقوالهم، نراقب تصرفاتهم ونقتاد بها، هم القوة التى تُحركنا، الوحى الذى يُلهمنا فكرًا وقولاً وعملاً.

تلك مقدمة عن الجميلة الرائعة، الراحلة القديرة فاتن حمامة، مدرسة الفن الجميل، مدرسة الأخلاق السامية، مدرسة الإحساس العالى، أكثر وأوقع من مثّلت قضايا المرأة وما تعاصره من مشكلات فى الفن، جسدت الظلم الواقع عليها بشكل جعلنا جميعًا نُصدق أنها "درية" فى أريد حلاً للكاتبة المميزة حُسن شاه، تلك السيدة التى استحالت العِشرة بينها وبين زوجها، وتحاول بكل الطرق أن تحصل على حريتها، لكن دون جدوى، وكيف لنا أن ننسى "نعمة" فى أفواه وأرانب، أو "آمنة" فى دعاء الكروان، أو "عزيزة" فى الحرام.

حياء فاتن حمامة جعلنا نتعاطف معها، جعلنا نشتاق إليها، جعلنا نسعد بأنوثتها الطاغية، وشخصيتها المميزة، وروحها السامية، وثقافتها التى لم تُضاهيها فيها فنانة أخرى، فكل من تعامل مع فاتن بشكل مقرب، ظل يتحدث عن شخصيتها وثقافتها وهما صفتان جعلتا من فاتن فى قلب وعقل كل من يعرفها، لم تخدش آذاننا يومًا بلفظ خارج، حتى مشاهدها "المثيرة" لم تؤذ أعيننا، بل كنّا نتابعها مرارًا وتكرارًا عند عرضها على الشاشة.

لم يحدث أبدًا أن يجتمع الصغير قبل الكبير على حب فنان من زمن فات، نعم من زمن فات، فالأبيض والأسود لم يعد له فى زمننا هذا الجاذبية التى تجعل منه مادة دسمة للمشاهدة، لكن مع فاتن حمامة الوضع اختلف، من أول أفلامها يوم سعيد إلى آخر أفلامها "أرض الأحلام"، 103 فيلمًا، سيظلون فى ذاكرة كل مصرى وعربي، فسيدة القصر، لم تكن سيدته فقط، بل كانت سيدة قلوب الملايين، كانت حلم كثيرين، كانت إلهام العديد والعديد من نساء الوطن العربى.

رحلت عن عالمنا الموهبة التى لن تتكرر، القيمة التى لن تُعوض، فهناك أشخاص من المستحيل أن تجد لهم بديلاً وهى أولهم، رحلت الأنيقة فى المظهر واللفظ، رحلت الخلوقة المتواضعة، المبدعة فاتن حمامة، رحلت بجسدها فقط، لأن العظماء لا يرحلون أبدًا، يمكثون معنا وذكراهم تظل خالدة أجيال من بعد أجيال يتوارثون عظمتهم ويفتخرون بها، ذلك الميراث الثقافى الذى ننهل منه جميعًا، فهو معين لا ينضب أبدًا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مراد بطرس

وداعا سيدتى

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق السويسى

مرثية فى حب الفنانة ” فاتن حمامة ” من خلال أعمالها :

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة