قال المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمى للدعوة السلفية، إن تنظيم "داعش" ينتمى إلى ما يعرف إعلاميا بالسلفية الجهادية، ورغم شرف الوصفين "السلفية" و"الجهاد" إلا أن بعض من ينتسب إلى هذا التيار يضر بهما معا حينما يغفل الشروط الواجب توافرها لكى يكون "القتال للجهاد".
وأشار الشحات إلى أن من هذه التنظيمات فئات من غلاة التكفير ممن لديهم تعطش للدماء، وعندما تبنت القاعدة ضرب المصالح الغربية فى بلاد المسلمين، انتمى لهذا التيار بعض من يقولون بتكفير حكام المسلمين قاطبة – دون التحقق من وقوع كل فرد فى عمل مكفر مع ثبوت الشروط وانتفاء الموانع -، بل ناصبوا السلفيين العداء لأنهم يطبقون القواعد الشرعية فى العذر بالجهل.
وأضاف الشحات فى بيان نشر على الموقع الرسمى للدعوة السلفية أنه شاعت فى كثير من طوائفهم متسلسلة التكفير، بالاستعمال المتعسف لقاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر، وبواسطتها كفر كثير منهم قوات الجيش والشرطة فى البلاد الإسلامية، وبعضهم يكتفى بهذا القدر، بينما يصل البعض الآخر بغلوه إلى درجة تكفير عموم المجتمعات الإسلامية، وعندما يصفهم أهل السنة بأنهم خوارج؛ ينبرون للدفاع عن أنفسهم وربما دافع البعض عنهم بأنهم لا يكفرون مرتكب الكبيرة، وربما يكون هذا صحيحا، ولكن من الذى حصر بدعة الخوارج فى تكفير مرتكب الكبيرة.
وأوضح الشحات أن بدعة الخوارج هى تكفير المسلم، سواء كان هذا عن طريق الغلو فى حكم مرتكب الكبيرة، أو من خلال الغلو فى معنى الولاء والبراء، أو فى معنى الحاكمية، ومن ثم تراهم يتعمدون الكلام المجمل على أهمية هاتين القضيتين – وهما من الأهمية بمكان ولا شك- ولكن يجب أن ندرك أن إدخال الناس فى الإسلام وإخراجهم منه ليس بالتشهى والهوى، وأن الموالاة مثلا منها ما هو موالاة كفرية، ومنها ما هو موالاة محرمة وإن لم تصل إلى حد الكفر، فضلا عن أن هناك أمورا ليست من الموالاة، وربما اشتبهت بالموالاة على بعض من كان عنده شبهة أو هوى أو جمع بينهما، ومن البدع التى تنتشر فى هذه الاتجاهات: التكفير باللوازم، وقد بلغت داعش فى ذلك درجة من الغلو إلى حد تكفيرهم لكل من أسر لدى الأمريكان ثم أفرج عنه! بدعوى أنهم لا يفرجون عنه إلا لعمالته مع أن هذا ينطبق على زعيمهم أبو بكر البغدادى.
واستطرد المتحدث الرسمى للدعوة السلفية: "من العجيب أن بعض من ينتسب إلى السنة ممن أصابه الإحباط من واقعه، ويريد أن يتعلق بوهم داعش، يحاول أن يلقى ظلالا من الشك حول غلو داعش فى التكفير، رغم أن رفاقهم فى هذا التيار ينكرون عليهم الغلو فى التكفير، ورغم افتخارهم الفينة تلو الأخرى بذبح رجال من فصائل المقاومة الأخرى التى يقع بعضها فى جنس ما تقع فيه داعش ولكن بدرجة غلو أخف، وليس أدل على غلوهم فى التكفير وتعطشهم للدماء؛ من القتل الوحشى البربرى للأخ "صائد الدبابات"، وذبحهم إياه بطريقة وحشية، ولم يعلنوا سببا شرعيا واحدا يوجب كفره أو إهدار دمه، مع أن النبى صلى الله عليه وسلم أمسك عمن ظهر نفاقه لبعض الناس؛ لخفائه عن الغالبية العظمى منهم، درءا لمفسدة أن يتحدث الناس أن محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه".
وأشار إلى أن غلو عناصر داعش فى التكفير قد تضاعف بعد إعلانهم عن دولتهم المزعومة، إذ زادت الأمور التى تستلزم الكفر عندهم لازما، وهو الامتناع عن بيعة دولتهم، إذ يرون أن مثل هذا الأمر لا يصدر إلا عن نفاق وزندقة.
وتابع الشحات: "من العجيب أن البعض صار يدافع عنهم بأنهم ورثوا نزعات التكفير من شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب أو من أحفاده، وتناسى أن السلفية قائمة على أنه لا معصوم إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن كل يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كنا لم نكفر من عبد الصنم الذى على قبر عبد القادر أو البدوى لعدم وجود من يعلمهم ومن يفهمهم، فكيف نكفر من لم يكفر ولم يقاتل؟"، معلقاً "سبحانك هذا بهتان عظيم".