"البانجو" يثير عاصفة بين "المدخنين" فى إسرائيل.. جدل كبير لمنح شرعية تعاطيه.. مليون إسرائيلى يتعاطوه سنويا.. 50 مليون دولار تجنيها صناعة "الماريجوانا" فى المجال الطبى بتل أبيب

السبت، 06 سبتمبر 2014 10:56 م
"البانجو" يثير عاصفة بين "المدخنين" فى إسرائيل.. جدل كبير لمنح شرعية تعاطيه.. مليون إسرائيلى يتعاطوه سنويا.. 50 مليون دولار تجنيها صناعة "الماريجوانا" فى المجال الطبى بتل أبيب زراعة الماريجوانا فى تل أبيب
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت " الماريجوانا" أو "القنب الهندى" أو مايعرف شعبيا بـ"البانجو" من أهم أنواع المخدرات حاليا فى إسرائيل، حيث باتت نسبة انتشار تعاطيها تتسع أكثر فأكثر فى إسرائيل، حتى خرجت أصوات من داخل الدولة العبرية تطالب بالسماح بتدخينها كالسجائر.

وتحول تدخين نبات "القنب"، أو ما يعرف بـ"الماريجوانا" ليصبح شائعًا جدًا فى المجتمع الإسرائيلى، وأصبحت ظاهرة واسعة الانتشار، حيث تشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من مليون إسرائيلى تعاطوا "الماريجوانا" عام 2013 الماضى، وأن هناك نصف مليون شخص يدخنونه بشكل ثابت.

ورغم أن المواد الفعالة فى "الماريجوانا" أو "القنب" ممنوعة قانونيًا بكل ما يتعلق باستخدامه كمخدر إلا أن هناك مكملات غذائية، دهون وعناصر أُخرى مرتبطة بها ويسمح باستخدامها.

وسلطت دراسة إسرائيلية جديدة نشرها موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى الضوء مجددًا على النقاش العاصف فى إسرائيل حول موضوع منح شرعية لاستخدام المخدرات وتعاطى "الماريجوانا".

وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أنه يثار اليوم نقاش جماهيرى كبير بين المدخنين فى إسرائيل يتعلق باحتمال تشريع هذا المخدر وتقنين تعاطيه، فيما يقول المعارضون لتقنين تعاطى هذا المخدر أن هذه المادة هى مخدر على أى حال ومضر بالصحة وقد يؤدى إلى الإدمان.

ويرى المعارضون للماريجوانا أن السماح بتدخينها سيتيح للمزيد من الأشخاص تعاطى هذا المخدر الذى قد يؤدى إلى الإصابة بمشاكل صحية صعبة، وإلى الإدمان.

فيما يدعى المؤيدون لتعاطى هذا المخدر أنه فى دول مثل بعض الولايات المتحدة التى سمحت بتعاطى المخدّر قانونيًا لوحظ تراجع بتعاطى المخدر، كما يحصل المستهلكون الذين حصلوا على هذا المخدر بطرق ملتوية ومن تجار مشكوك بهم، على منتج سىء لم تتم إضافة أى مستحضرات صحية له، كما يدعون أن العلم أثبت بأن الماريجوانا تساعد على الأمراض المزمنة مثل الباركينسون ويخفف آلام مرضى السرطان.

ولم يكن "القنب" الهندى أو ما يعرف بـ"البانجو" دائمًا ممنوعًا، حتى إنه فى الماضى استخدم فى احتياجات كثيرة، وتم استخدام تلك النبتة فى مجال صناعة الحبال والصيد وحتى إنها كانت تستخدم كشراب مخفف للسعال عند الأطفال، ولاحقًا، صنع من نبتة القنب قماش الكتان الذى طُبع عليه أول علم للولايات المتحدة وقبل ذلك أيضًا استخدم قماش الكتان لصناعة أشرعة سفن "كولومبوس" تلك السفن التى أبحرت لاكتشاف القارة الجديدة، قارة أمريكا.

وأوضح الموقع الإسرائيلى أن الذى حول استخدام "القنب" من استخدام شائع إلى استخدام معيب هو رائد الصحافة الصفراء فى أمريكا، "وليام راندولف هارست"، الذى كانت لديه، بالصدفة مصانع تصنيع الورق المصنوع من الشجر وقماش الكتان، الأمر الذى عرض أعماله للخطر، فقد استغل هارست الصحافة التى كان يسيطر عليها، لعرض القنب الهندى باسمه الجديد "ماريجوانا"، وهو مخدر خطير جلبه المكسيكيون المهاجرين ونجح بجذب شركات الأدوية إلى هذا الأمر أيضًا وشركات التبغ والكحول التى هددتها هذه المادة أيضًا، ومنذ ذلك الحين تم إخراج الماريجوانا من إطار القانون وتم منع استخدامه.

وقد تغيرت النظرة إلى الماريجوانا فى الفترة الأخيرة وتحديدًا على خلفية تعاطى المخدر من قبل المرضى المحتضرين، وخاصة عندما أدركت المؤسسة القانونية أن الحرب ضد هذه النبتة لم تأت بأى نتيجة، ويزداد عدد الأشخاص الذين يزرعونها أكثر فأكثر، ويتعاطونها ويقارنون بينها وبين الكحول والسجائر التى لا جدال عليها.

ووفق منظمة الصحة العالمية يموت إنسان واحد كل 10 ثوان نتيجة شرب الكحول والسجائر، وأن هناك نحو 10000 إسرائيلى يموتون كل عام نتيجة هاتين المادتين وهى نسبة لا يؤدى إليها تعاطى القنب، تدرك هذا الكلام ولايات أخرى أيضًا فى الولايات المتحدة حيث تسمح باستخدام القنب الهندى "البانجو" كمادة مسموحة قانونيًا فى واشنطن وكولورادو و 40 ولاية أُخرى تفحص هذه المسألة.

وقد أجرى الكثير من الباحثين فى السنوات الأخيرة أبحاثًا على المادتين الفعالتين فى القنب، CBD، و THC، ووجد الباحث الإسرائيلى البروفيسور رفائيل مشولام، من الجامعة العبرية فى القدس المحتلة بأن هاتين المادتين تؤثران تحديدًا على منطقة معيّنة فى الدماغ والمسماة، فى الطب، جهاز "الاندوكانابينويد"، وهو الجهاز الذى إذا وفرنا له هاتين المادتين الفعالتين فإنه يوفر الحماية للجسم من الأمراض، كما اكتشف مشولام بأن المادتين الفعالتين فى القنب يمكنها أن تقى الأطفال المصابين بالسرطان من التقيؤ بسبب العلاج الكيميائي.

وقال الموقع الإسرائيلى إنه يقف خلف إخفاء هذا الاكتشاف منظومة "قذرة" ومصالح اقتصادية تقودها شركات الأدوية، بما أن القنب نبتة وليس ابتكارًا لشركة أدوية ليست هناك أية جهة مستعدة لتقديم الأموال اللازمة لتحويل هذه النبتة إلى دواء معترف به، وفى هذه الحالة، بينما يعمل الطب الغربى وفق أبحاث طبية مثبتة لا يعرف الطب المحافظ التقليدى كيف يتعامل مع القنب.

وقالت دراسات إسرائيلية وعشرات الأبحاث إن تعاطى الماريجوانا يتحول تدريجيا إلى إدمان، وأن ذلك يبدأ من تدخين سيجارة واحدة أو اثنتين فى اليوم وبسرعة يتحول إلى تدخين كثيف يصل إلى عدة مرات فى اليوم إلى أن يسيطر ذلك على الشخص ويدير له حياته، كذلك يعترف المؤيدون المتحمسون للقنب بأن التعاطى الكثيف للمخدّر حتى سن 25 قد يؤدى إلى إصابة خطيرة.

وأشار بحث أُجرى فى جامعة كامبريدج فى الولايات المتحدة إلى أن 9% فقط من أولئك الذين يتعاطون المخدّر بشكل دائم يعانون من الإدمان، وهذا مقابل 32% من مدخنى السجائر، و 15% من مستهلكى الكحول.

وأوضح "مكور" أنه رغم معارضة المؤسسة القانونية وغياب أى مصلحة لشركات الأدوية وطرق التخويف التى تنتهجها المؤسسة القانونية تحولت إسرائيل فى السنوات الأخيرة إلى دولة رائدة فى العالم من ناحية الأبحاث وتطوير القنب، وأن 50 مليون دولار هى حصيلة الأموال التى تجنيها هذه الصناعة التى تتقدم بخطوات كبيرة وتسهل عليهم التعامل مع الأمراض.


موضوعات متعلقة..
جامعة فلوريدا: جرعات منخفضة من الماريجوانا تساعد فى علاج الزهايمر







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة