محمد حمدى الحلوانى يكتب: أردوغان تأدب وامسك لسانك

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014 08:02 ص
محمد حمدى الحلوانى يكتب: أردوغان تأدب وامسك لسانك أردوغان رئيس تركيا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن الاستياء المصرى مما يفعله أردوغان ومواقفه المشينة فى حق الدولة المصرية قد بلغ ذروته، خاصة بعد خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتدخله السافر فى الشئون الداخلية المصرية، ووصفه ما حدث فى مصر على أنه انقلاب عسكرى، ووقوفه بجانب جماعة هى أكثر من استفادت سياسيا خلال فترة ما بعد ثورة يناير، إلا أنها لم تستطع أن تحافظ على كل ما حققته من نجاحات وخسرت كل شىء لأنها اتبعت نفس منهجك التصادمى مع الدولة المصرية، وكأنكم وجهان لعملة واحدة، فضلا عن أنها استقوت بأنصارها على الشعب ومؤسساته، ظننا منها على غير صواب أنها القوة الوحيدة القادرة على الحشد فكان محصلة ذلك خسران كل شىء وعادت إلى سابق عهدها مع الدولة المصرية جماعة محظورة ولأنها لم تتعلم الدرس من أخطاء الماضى وتعاملت بمنطق القوة والعنف مع الدولة والشعب فصارت فى نظر الدولة وكثير من المصريين جماعة إرهابية.

إن ما يفعله رجب طيب أردوغان تجاه الدولة المصرية يشكل منعطفا خطيرا للعلاقات بين البلدين، ويؤثر بشكل سلبى على تحسن العلاقات فى المستقبل كما أن سياسات أردوغان التصادمية سوف تحرق كل جسور وأواصر الثقة وسوف تزيد من مشاعر الغضب فى قلوب كل من أبناء الشعبين المصرى والتركى فى وقت تحتاج فيه كل شعوب العالم الإسلامى التى مازالت تتمتع بالاستقرار أن تتحد بمواقفها لمواجهة خطر التقسيم الذى بات وشيكا منها وحتى تستطيع الدول المستقرة لم الشمل واستعادة كيانات الدول التى مزقتها صراعات جماعات الإسلام السياسى ولذا عليك أن تتعلم الأدب فى حديثك عن مصر ولا تستهين بصمت الدولة على أكاذيبك وافتراءاتك ولا تظن أن الشعب المصرى سوف يصمت كثيرا أمام مكائدك تجاه وطنه، وإن كنت لا تعلم أو لا تريد أن تفهم أن مخطط أمريكا وحلفائها فى تقسيم شعوب العالم لم يخرجك من حساباته، وأن تدمير العراق كان أولى الخطوات نحو القضاء على كافة الجيوش القوية فى المنطقة ليأتى الدور بعد ذلك على سوريا ومصر وإيران وتركيا كلا حسب أهميته ونفوذه فأنت فى غيبوبة.

فلا تكذب الواقع كما تفعل جماعة الإخوان وتستنكر على المصريين فرحتهم بوجود رئيس قوى استمد شرعيته بتأييد شعبى كبير لا ينكره سوى من غاب عقله وأصابه الجنون رئيس استطاع أن يجبر كل مؤسسات الدولة المعطلة أن تنفذ توجهاته بإصرار وعزيمة وهذا ما نلمسه فى الشارع الذى خلا من الباعة الجائلين وفى حركة النقل والطرق والكبارى التى شملت كل المحافظات وفى استعادة الأمن لسيطرته على الشارع بنسبة كبيرة بعد أن انهارت المنظومة الأمنية فى مصر بعد ثورة يناير التى ينكر فضلها الجهلاء والمنتفعون والخير قادم إن شاء الله - رئيس استطاع شعبه المحب له خلال ثمانية أيام جمع أكثر من 60 مليار جنيه هى حصلية بيع شهادات استمار مشروع حفر قناة السويس الجديدة، ولو أن هناك شكوكا من غالبية الشعب المصرى تجاه الرئيس السيسى ما استطاع جمع مليون جنيه فعدم استقرار النظام السياسى وعدم اليقين فى شخص الرئيس كانت ستحول بين المصريين وبين توجهات الرئيس وسياساته- رئيس استطاع فى أقل من ثلاثة أشهر أن يغير من نظرة المجتمع الدولى تجاه مصر، ويجعل العالم يعترف بشرعيته رغم كل المحاولات التى سعت للتشكيك فى ذلك، ولكنها لم تفلح ولن تفلح بمشيئة الله أليس فى ذلك وغيره الكثير ما يؤكد على شرعية الرئيس أيها المضلل الذى انطفأ نورك بظهور السيسى.

إن توحيد موقف الصف العربى والتفاف جميع الأشقاء العرب حول مصر(فيما عدا دويلة قطر التى ضاع حلمها فى أن تصبح صاحبة الكلمة الأولى فى المنطقة وأن يعلو صوتها المنخفض بأموالها الطائلة) باعتبارها زعيما للمنطقة العربية منذ أمد بعيد أكبر دليل على أن مصر كانت ومازالت درع العرب وسيفه فهم على دراية وفهم لثقل مصر وتأثيرها وقوة نفوذها فى المنطقة العربية والعالم، فمصر هى من هزمت التتار والصليبيين وهى من كشفت الوجه القبيح لأمريكا، وأظهرت للعالم كله ضعف تفوقها المخابراتى والعسكرى حين حالت دون تنفيذ مخططها فى تقسيم الشرق الأوسط فكيف يمكن لأمريكا أن تهزم مصر، وتعمل على تفكيك وحدتها والله عز وجل حاميها وواعد أهلها بالأمن والسلام فلن تسقط مصر، ولن تضعف فهى فى معية الله، وهى قوية بجيشها وشعبها ونصرة العرب لها وحاليا تسعى مصر بكل قوة من خلال الدبلوماسية لاستعادة النفوذ الأفريقى ليعلو نجمها الإقليمى مرة أخرى بعد أن انطفأ نوره لسنوات ولكن هذه المرة سيعود أكثر إشراقا.

وأخيرا رسالتى إليك أقولها الآن بلين القول قبل أن تتأجج ثورة الغضب المصرية فتسمع منا ما يحط من كرامتك ونصيحتى إليك ألا تجعل من أوهامك نحو تحقيق حلم الخلافة بقيادة تركيا وبمعاونة جماعة الإخوان المسلمين نهاية مشوارك السياسى ونقطة سوداء فى تاريخك الحافل بالعديد من النجاحات فما سيخطه التاريخ عنك هو الباقى، وهو الأهم والتاريخ المصرى لا ينسى مواقف النبلاء ولا يرحم أعداء الوطن ومن هتفوا ضد سلامة واستقرار أراضيه ولاتنسى استقبال الشعب المصرى لك فى يوم من الأيام بكل الترحاب والود فهذا الشعب الذى أحبك هو نفس الشعب الذى يبغض مواقفك السياسية تجاة مصر ورئيسها السيسى الآن، فلا تتعامل مع الدولة المصرية بمنطق القوى المغرور، فغرورك هذا كغرور فرعون نهايته الهلاك فلا تتمادى فى أخطائك وإلا فانتظر قريبا رد قاسى من الدولة المصرية القوية بوحدة الشعب والجيش، وإن لم تفعل دولتنا معك ما تستحقه فانتظر رد فعل شعبى أكثر قسوة تجاه البلطجة السياسية التى تقوم بها ضد مصر ولا تستهين بغضب المصريين فهو قادم لا محالة، وعليك أن تفهم وتعى جيدا أن إقامة توازنات سياسة حول مجمل القضايا هو الحل الأمثل وليس التطاول وزرع الكراهية بين الشعبين المصرى والتركى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة