الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "أسرار عائلية"

الأحد، 14 سبتمبر 2014 08:08 م
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "أسرار عائلية" الخبيرة النفسية راندة حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البيوت أسرار، جملة اعتدنا على سماعها، كل عائلة لها أسرار خاصة تحرص على الاحتفاظ بها، أسرار بين الزوج وزوجته، بين الأم وأبنائها، بين الأخوة، وأحياناً بين الشخص ونفسه حيث يحتفظ بسر لا يبوح به حتى لأقرب الناس إليه، فما الأسباب التى تدفع الإنسان أن يخفى حقائق يعتبرها أسرارًا يرميها فى بئر عميق ويمنع أى شخص من محاولة الوصول إليها؟

قد يكون ما يخفيه يسبب له شعورًا بالخجل، يريد أن يحتفظ بصورة إيجابية لنفسه فى عيون الآخرين، أشياء قد تجرح غيره فيفضل كتمانها أو أن كلامه سيعتبر خيانة لشخص وثق فيه، لا شك أن كلاً منا لديه مبرر لأخفاء أسراره، فكيف ومتى ولمن يمكن أن نبوح بأسرارنا ؟

أن نفشى سراً أمراً ليس هيناً، بل يتطلب كثيرًا من التفكير والشجاعة والقدرة على تحمل تبعاته، لا يجب أن نفشى كل شىء دفعة واحدة بل بصورة تدريجية، مع توقع أنه قد يؤدى إلى الشعور بالغضب من الأطراف الأخرى، لابد من تقديم مبرر للدوافع التى أدت لكشف السر فى هذا الوقت، وأن الغرض منه هو الحفاظ على العلاقة واستمرارها على أساس من الصدق والوضوح والصراحة، ونكون على دراية أن الأسرار التى سنكشفها ستحتاج إلى شرح وعلاج وترميم وإصلاح حتى نستعيد الثقة والتوازن بشكل طبيعى.

داخل الأسرة الواحدة لا يجب أن يكون هناك أسرار، الأفضل الصراحة والوضوح، فالزواج المثالى مبنى على التواصل الجيد بين الزوجين، لكن هل معنى هذا أنه لا يوجد بينهما أسرار؟ يرجع ذلك لطبيعة العلاقة بين الزوجين والأسلوب الذى اتفقا عليه منذ البداية، فكل ما له تأثير على حياتهم ومستقبلهم وما يخص أبنائهم لا يجب أخفاؤه، ضرورة حفظ الأسرار الخاصة بهما كزوجين وعدم أفشائها تحت أى ظرف، سواء للأهل أو الأصدقاء حتى يستمر نجاح علاقتهما.

بالنسبة للأطفال على الأهل أن يميزوا بين ما يجب وما لا يجب أن يعلمه الطفل، فعندما يحدث انفصال بين الوالدين لسبب ما لا يجب أن نهز صورة أحدهم أو نسىء إليه، ولا نحمل الطفل أعباءً ومشاكل تفوق قدرته على فهمها وتحملها، ويصبح فى حيرة من أمره تؤثر على نفسيته بصورة سلبية، بل نقدم له معلومات تتناسب مع مستواه العقلى بأسلوب بسيط خالى من التعقيدات، فى الوقت نفسه لابد أن نشجعه على التعبير عما بداخله، فعدم البوح بالأسرار يجعله محرومًا من التعبير عن مشاعره ومعاناته، مما قد يسبب مشاكل نفسية كالكبت والخجل والانطواء والتأخر الدراسى، ومشاكل اجتماعية كالفشل فى تكوين العلاقات الاجتماعية والعاطفية فى المستقبل، كل شىء يخص الأطفال على الأهل أن يوضحوه بأسلوب يتناسب مع تفكيره وقدرته على الاستيعاب، فالطفل بطبعه فضولى، عندما يلاحظ أحداثًا غير طبيعية يبدأ يتساءل وينتظر إجابات منطقية لتساؤلاته، فلا يجب أن نخفى عليه حتى لا يتكون لديه شعور أننا نخدعه، وإذا كنا نخشى على نفسيته من الممكن أن نستعين بمعالج نفسى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة