نقلاً عن العدد اليومى..
«فتيات على وجوهن ملامح الحسرة، وتعتصر قلوبهن الأوجاع، وشيبت شعورهن، وجعلتهن عجائز وهن فى سن الطفولة، بعد أن ساقهن القدر إلى العيش فى الفقر المدقع، واستكمل ذووهن مأساتهن بالاتجار بهن والتعامل معهن كسلعة ليجدن أنفسهن يعشن حياة زوجية وينجبن أطفالا بلا أب أو نسب أو هوية».
«فتيات صغيرات لا يملكن إلا الجمال الذى تحول من نعمة إلى نقمة، بعد أن حكم عليهن بالموت أحياء فى مجتمع لا يعترف إلا بستر البنات، والتخلص من همهن وبيعهن لزوج أجنبى أو مصرى، لا يهمهم سوى المبالغ القليلة التى تعتبر بالنسبة لفقرهم ثروة، وعندما تواجه الفتاة الفشل بحكم صغر سنها وتعود إلى بيت أبيها يعتبرونها بلاء ويجبرونها على ترك أولادها، فمن أين ينفقون عليهم ويبحثون عن مشتر آخر، ولكنها فى هذه المرة تصبح أقل سعرا».
أسباب شيوع ظاهرة زواج القاصرات بـ«قرى الجيزة» ترجع إلى الرغبة فى عفاف البنات - حسب قاطنى تلك القرى - والحفاظ على شرفهن والخوف عليهن من العنوسة، والتخلص من عبء إعالتهن، خاصة إذا كان العدد كبيرا، كما جاء الحصول على الأموال والاستفادة من مهورهن ماديا فى النسبة الأكبر من الحالات.
البدرشين
التقت "اليوم السابع" العشرات من السيدات المطلقات بـ"أبو النمرس والحوامدية البدرشين والصف والعياط".
نجيبة: زوج ابنتى كان يصورها مع أشخاص لعمل أفلام جنسية
قالت «نجيبة» والدة الفتاة أمل بقرية أم خنان بالجيرة: «بنتى كانت جميلة والكل بيحسدها على جمالها وهو دا اللى جبلها الكافيه»، مضيفة أن نجلتها تقدم لها عريس كويتى مقابل 15 ألف جنيه وعقد قرانها وهى ابنة 15 عاما.
مضيفة: «ذهبت أمل لمنزله بالدقى وقامت بالاتصال بنا حوالى الساعة 3 فجرا، وفى حالة هستيرية وذهبنا لها على الفور وخدنا من إديها سكينة كانت تحاول قتل نفسها».
وتابعت: «فوجئنا بأن زوجها كان متزوجها ليصورها مع أشخاص، وهى تقوم بعلاقة جنسية معهم لعمل أفلام جنسية، وقام زوجها بمساومتنا على استرداد مهرها مقابل الطلاق، ووقع الطلاق لكن بعد فوات الأوان».
المنازل بالقرى
"هنية": هربت من عذاب مرات أبويا واتجوزت مرتين
تقول «هنية» صاحبة الـ24 عاما بقرية «أبوالنعام»: «تركتنى والدتى بعد أن انفصلت عن والدى وجلب مرات أب جبارة وأنا فى عمر 16 سنة، ومن هنا بدأت النقطة الفاصلة، جعلتنى أعيش أيام سودا وتشبه الست الشريرة اللى فى فيلم سندريلا». واستكملت ودموعها تنهمر على وجنتيها قائلة: «هربت من العيشة اللى أنا فيها ووافقت أتجوز أول عريس اتقدم لى وحصلت مشاكل عشان ما أدركتش حقيقة الحياة الزوجية ولما ابتديت أفهم يعنى إيه زواج كان البيت ادمر، وكررت مأساة والدتى وانفصلت وأنا عندى 18 سنة، وقعدت سنة فى بيت أبى رجعت فيها لنفس المأساة اللى شوفتها وأنا بنت بل أسوأ كل حاجة ممنوعة الخروج الكلام، من الآخر مفيش حياة فتزوجت مرة أخرى».
وتابعت: «قصتى كئيبة ولو سألتونى يعنى إيه فرحة مش هعرف أرد ومحمد جوزى التانى كان أسوأ من الأول، وعايرنى بطلاقى وضربنى، وكان بتاع مزاج».
"صباح": اتجوزت فى إعدادى وجوزى استبدلنى بصحبتى
وفى قرية «أبوصير» كانت تجلس «صباح» أمام منزلها لتحكى قصتها المأساوية التى بدأتها قائلة: «تركت المدرسة فى 3 إعدادى واشتغلت فى سن الـ15 عاما لأساعد والدى وحسيت من وقتها بكبر سنى وتعرفت على شاب كنت فاكرة إنى بحبه واتفقنا على الزواج. وتابعت «صباح»: مكنتش فاهمة معنى المسؤولية وزوجى اللى أكبر منى بسنين خدنى واحدة واحدة وساعدنى لتقبل فروض الزواج وعشنا حياة مستقرة رزقنى فيها الله بحملين لم يكتملا فحمدنا الله وصبرنا حتى قامت صديقة عمرى اللى كنت بعتبرها أختى وبناكل وبنشرب مع بعض بسرقة زوجى على العموم أنا اللى عبيطة واضحك عليا.
جانب من قرى الجيزة
وتابعت: «كانت تكبرنى فى السن ومطلقة، وأكثر خبرة منى، سرقت زوجى وحياتى - استكردونى - وأقاموا علاقة مع بعض من تحت لتحت، لكن الله أراد أن أفوق من غيبوتى وأرى الحقيقة المرة، وعرفت بزواجهم العرفى منذ 7 شهور من وراء ظهرى، عندما قابلتهم صدفة فى الشارع قمت بالانقضاض عليهم لأرى من تلك السيدة التى يحضنها زوجى وهنا كانت المفاجأة.. صديقتى، وعندما هممت بضربها فاعترف لى أنها زوجته ومنعنى، ووقتها أصبت بـ«ذهول» مرة أضحك ومرة أبكى ومرة أصوت حسيت أنه اضحك عليا ومعرفتش آخد حقى».
وأكملت «صباح»: طلبت منى والدتى ترك منزلى ولكنى رفضت التخلى عن حياتى بسهولة ومكثت مع زوجى، ولكنى كنت أشعر بـ«نار بتاكل فى جسمى» ولم أتحمل أن أكمل معه حياتى وتركت كل شىء وهربت إلى منزل أهلى.
وتابعت: حاول أن يصالحنى ورجعت بالفعل معه بعد 15 يوما ولكنه عاملنى معاملة سيئة فكان يزورنى دون علمها - سرقة - ياخد حقه الشرعى منى ويشوف ولاده ويمشى.
جانب من داخل المنازل بالقرى
وتابعت: قرر أن يواجهنا ببعض ليجد طريقة يحل بها مشكلته وكانت أصعب لحظة مررت بها عندما عايرتنى أنه تزوجها وتركنى ورفض العيش معى كزوجة وإعطائى حقوقى الشرعية ومعاشرته، ساعتها لم أشعر بنفسى إلا عندما رددت عليها بمنتهى الغضب: «لا هو بيجى جنبى وبيعاشرنى»، لكنه أحرجنى وأنكر من الخوف منها، ووقتها لم أتردد فى تركه نهائيا.
الضحيه سمر
شارع المطلقات بعرب الساحه
منى: كنا فاكرين العريس الأجنبى هيبسطنا معاه
قالت «منى» الفتاة التى بيعت لأجنبى من أجل مبلغ مالى: «اللى ميلقاش يأكل عياله لازم يبعهم للى يدفع عشان كدا أهلى رمونى لسودانى ضعف سنى كنا فاكرين أنه هيبسطنا معاه». وتابعت: «اتقدم سودانى لأبويا وافق عليه وقال اتجوزيه وافقت كان عندى 22 سنة وهو كان عنده فى حدود الـ50 سنة، كانت ظروفنا صعبة، واحنا 3 بنات وأربع وأولاد وهو عيشته مرتاحة وإحنا مش معانا قولت هيساعدنا ويخرجنا من الفقر اللى عايشن فيه لكن للأسف طلع نقبنا على شونة لا ساعدنا ولا حاجة». وأكملت فى حسرة: «حاولت أخليه ياخدنى معاه السعودية يعمل معانا أى حاجة، ولكنه رفض، لأنه كان متجوز هناك ومش عايز مشاكل، مضيفة: «صبرت ولكنى اكتشفت هو ليه دفع فيا الفلوس اللى دفعها أصلوا كان مخلف 6 بنات وكان عايز ولد قال يجوز مصرية تجيب ولد بس للأسف خلفت بنتين وبعدها رمانا.
واستطردت: «قررت أخلعه وأطالبه بالنفقة وأقمت دعوى من غير ما يعرف عشان أخلعه، ولكنه بعدها بدا يرسل لى مبلغ شهرى فتنازلت عنها وبعدها انقطع مرة أخرى فأقمت دعوى خلع مرة أخرى وما زالت أنتظر الحكم فيها.
"فاطمة".. طلقت لأن خلفتها كلها بنات
قصة «فاطمة» من الفيوم والقاطنة بإحدى قرى الجيزة: «اتحرمت أتعلم وأروح مدرسة بالرغم من أن والدى متعلم وتزوجت بسن 14 سنة، أصلى الشورى كانت شورة أبونا وأحنا ملناش رأى». وتابعت «فاطمة»: «مكنتش أعرف يعنى إيه جواز، ولكن الحياة خلتنى أكبر من سنى وفهمت يعنى إيه غلب وعذاب». وأكملت: حماتى كانت ست جبارة مسبتنيش فى حالى لأنى خلفتى كانت كلها بنات، ولأن ميراثهم كبير كانوا عايزين ولد يورث من بعدهم فرمونى فى الشارع ببناتى وجوزته بنت عمه وطلقنى.
وأكملت: ملقتش حد جنبى رجعت لزوجى وأبوس ايديه عشان يرجعنى هعمل ايه هربى إزاى 3 بنات لوحدى، إخواتى مرضيوش يستحملونا.
سمر
منى
واستكملت: إخواتى ساومونى على تربية ولادى واشترطوا أنى أسحب قرض على اسمى وأعطيه لهم كان الخيار قدامى اما اتسجن واسيب ولادى واسحب ليهم وانا عارفه انهم مش هيسدوا القرض أو اقعد فى الشارع اشحت أنا وولادى، ولكنى لجأت لحل اخر اتجوزت أى عريس والسلام عشان الم عيالى واخدهم فى حضنى، بس بردوا اللى اتجوزته طلعت ظروفه صعبة ومش عارفين نعيش، وتابعت: انا كل اللى خايفة عليه بناتى مش عايزاهم يكرروا نفس مأساتى وغلطت أهلى ويتجوزا وهم أطفال عشان ميدعوش عليا».
"شريفة": كنت عيلة وجوزى سابنى متعلقة
تروى «شريفة» عن حال الفتيات بالقرى: «البنات بيجوزها من سن صغير، أنا اتجوزت وعندى 15 سنة، والعيشة صعبة وللى عنده 5 و6 بنات لازم يخلص من همهم فبيجوزهم لأى عريس والسلام، وساعات يجوز واحده بره فى الخليج ياخد من وراها مبلغ يساعده فى تربية باقى اخواتها، وللأسف الضحية هى البنت اللى بتقعد 6 - 7 شهور وبترجع وهى مدمرة نفسيا.
صوره سعيد ابن تركه والده
صوره منزل بالقريه
وأكملت: «أنا أتزوجت زيهم وبعد أربع شهور سافر وسابنى بس كنت بقيت حامل وفضلت 3 سنين معلقة - لا هو رامى اليمن ولا هو معايا - وفضل بعدها ينزل أجازات وكل مرة أحمل وبقى عندى 5 ولاد من غير أب يسأل فيهم، ولما رجع قرر أنه يحرمنى منهم واخدهم ورفض أنى أشوفهم وطلقنى، طلبت من أهلى يساعدونى أسترد أولادى.. ردوا عليا تقعدى عندنا لوحدك ماشى غير كدا لا، مش ناقصين عيال ارمى عيالك ليهم وارتاحى». وتابعت: «كنت ساعات بستلف عشان الاقى الموصلات وأروح أشوفهم من بعيد وقمت بالتنازل عن حقوقى واستطعت استرداد أولادى لحضنى.
"أميرة": طليقى التانى طمع فى مؤخر طليقى الأول
قالت «أميرة» فتاة قرية «عرب الساحة والقاطنة بشارع يطلق عليه الأطفال شارع المطلقات بسبب وجود أكثر من 10 حالات لمطلقات بداخله: «الجهل والفقر بيخلى الأهالى تبيع بناتها عشان همهم ودا اللى حصل معايا أهلى ناس على قد حالهم أهم حاجة عندهم الستر وجوزنى وأنا عندى 19 سنة، وانتهت قصتى بالفشل. وتابعت: بسبب سنى الصغير أجهضت مرتين، وزوجى مصبرش لأن سنه كبير 40 سنة وفضل يقول عايز اخلف انا كبرت لازم اشوف ولادى قبل ما اموت، وابن عمه هو الدكتور اللى بيعالجنى قالوا انت السبب عشان إهمالك اصلوا كان بيعاشرنى بعنف اثناء الحمل. وأكملت: بعدها المشاكل كترت وحماتى خافت على ابنها وفضلت تذن فى ودانه عشان يتجوز فحب واحده - كانت عينه زايغه - وبصراحة مقتدرش اخبى الموضوع ومكنش ينفع نكمل مع بعضينا.
منزل بقريه ابو النمرس
وأضافت: أخدت حقوقى على كمبيالات، بالقسط يعنى، وطلقت وأنا لسه قاصر، ملحقتش أعيش معاه ورجعت لاهلى. وتابعت: صاحب اخويا اللى ساعدنى فى محاولة أخذ حقوقى من طليقى أتقدم ليا وكان مطلق، واللى عرفته بعد كدا أنه أتجوزنى عشان طمع فى مؤخر صداقى اللى أخدته من جوزى الأول «الكام ملطوش اللى معايا كانوا سبب تعاستى للمرة التانيه»، وأكملت: بعد فتره أمه حكمت عليه يطلقنى ومقدرش يعصيها.
"سمر".. اتجوزت عربى وكان هيقتلنى لأنه مجنون
قالت «سمر»: اتجوزت من سعودى وأنا طفلة عندها 16 سنه، أهلى مقدروش يرفضوه لما شافوا الفلوس وقالى والدى لازم تتجوزيه وافقت غصب عنى وسافرت معاه.
وتابعت: اتضح ليا أن زوجى مريض نفسى ومعرفتش دا غير فى السعودية وأنا لوحدى، شفت الغلب معاه ضرب وإهانة وجنان، كان ممكن يقتلنى فى أى لحظة بس ربنا ستر، كان بيعاشرنى ذى الحيوانات وكتير ميعرفنيش ويقولى انتى مين انتى حراميه ارجعى بلدك، بسبب مرضه النفسى مضيفة: حماتى كملت ماساتى كنت هتجنن من كتر اللى شوفته، كنت وحيده ومليش حد وطبعى غير طبعهم عمرنا ما اتفقنا كنت بحس انى عبده اشترونى بفلوسهم.
هنية تزوجت مرتين بسبب زوجه الأب
والده أحد الضحايا تروى ماساة ابنتها
زواج القاصرات فتيات يتزوجن للتخلص من أعباء الحياة..أسرار شارع "المطلقات" بقرية "عرب الساحة".. وفاطمة بنت الـ 14 سنة رماها زوجها فى الشارع لأن خلفتها كلها بنات.. و"سمر": تزوجت سعوديا واكتشفت أنه مجنون
السبت، 13 سبتمبر 2014 03:50 م
إحدى القاصرات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال
حتى لا يكون لحم رخيص