"تيسير" سيدة إسكندرانية لكنها بـ١٠٠رجل، لم تعجزها إعاقتها عن الخروج للعمل وإعالة نفسها، ولم تكن مهمتها سهلة فى موقف يعج بالرجال والمشاحنات التى لا تنتهى، لكنها نجحت أن تجعل لنفسها كلمة مسموعة فى تنظيم تحميل الركاب بين السائقين داخل الموقف، مبررة ذلك بقولها: "لو معملتش كده هياكلونى ولازم الشدة مع السواقين اللى مبيدفعوش بالذوق المبلغ المحدد للدورة، ورغم أنه مبيعديش نص جنيه أو جنيه، لكن فى منهم بيعمل مشاكل وده لازم أوريله العين الحمرا".
تعرضت "تيسير" قبل 19عامًا لحريق أصاب المنطقة السفلية من جسدها، ونجت منه بأعجوبة كما تحكى، ولكنها لم تنج من بتر قدميها لتعيش عمرها على كرسى متحرك، وتضطر رغم ذلك لإعالة نفسها، وتقول: "مبعرفش أقرأ ولا أكتب، وماكنش قدامى شغلانة تانية".
وعن الصعوبات التى واجهتها فى المهنة تقول: "الضعيف ليس له مكان فى هذة المهنة خاصة مع الرجال، وهناك سائقون يعاملوننى باحترام باعتبارى المرأة الوحيدة التى تعمل معهم فى نفس المهنة، فإذا طلبت منهم دفع المبلغ المحدد للدورة لا يتأخرون، وهناك سائقون آخرون لابد من استخدام" العين الحمرا" للتعامل معهم، لكن تحدث خلافات أحيانًا مع البعض، فأقول لهم فى البداية "أنا واحدة ست لازم تراعوا ده"، فإذا لم ينجح الهدوء أتعامل معهم "بالزعيق"، فلا يمكن للمرأة العمل بهذه المهنة دون امتلاك قلب قوى وثقة بالنفس".

تيسير وسط موقف السيارات

تنتظر الركاب بجوار سيارة أجرة

تيسير ونظرة متحدية تكسو ملامحها

تنظم العمل وسط سيارات الميكروباص

تتفقد أعمال الموقف على كرسيها المتحرك