لست أحسب أن المصريين عبر تاريخهم الطويل كانوا أحوج للوحدة الوطنية والتماسك القومى أكثر منهم الآن، لذلك فإنى أظن أن السنوات الأربع الأخيرة قد أثبتت ــ رغم كل الأزمات والصعاب ــ أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى «مصر» علاقة ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ وأن الدم المصرى الواحد هو الذى نسج خيوط التلاحم وصنع أسباب التجانس بين المصريين جميعًا، ولقد تحمَّل «أقباط مصر» ما يعتبر أكبر اختبارٍ لهم فى العصر الحديث، وتمكنوا من تأكيد مصريتهم وتعميق وطنيتهم وولائهم للأرض الطيبة التى عاشوا عليها عبر آلاف السنين.
ولقد استقبلت الأغلبية المسلمة ذلك الموقف المشرِّف لمسيحيى مصر بالتقدير الصادق والمحبة المخلصة، فلقد جرى حرق وتدمير أكثر من سبعين كنيسة فى أعقاب سقوط «دولة المرشد» فى «مصر» ومع ذلك لم يجأر المسيحيون بالشكوى فى الخارج ولم يستقوِ بعضهم بالعواصم الغربية كما كان يحدث أحيانًا من قبل بل انصهروا مع أشقائهم من المصريين المسلمين دون تفرقة أو تمييز، بل لقد صرح بابا الأقباط «تواضروس الثانى» بأن استعادة بناء الكنائس وتعميرها أمر سهل ولكن استعادة الوطن هو الهدف الأكبر، كما شارك جموع الأقباط بإيجابية غير مسبوقة فى الاستفتاء على الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية الجديد فى ظل تلاحم شعبى فريد من نوعه، وشعر المصريون بحق أن «مصر للمصريين» وأن العمقين العربى والإفريقى هما الحضن الأثير للشعب المصرى، خصوصًا وأن أقباط مصر ــ شأنهم شأن باقى المسيحيين العرب ــ يتمتعون بترحيب معروف للعمالة فى دول الخليج العربى دون تفرقة أو تمييز وتلك حقيقة يعتز بها الجميع.
د.مصطفى الفقى يكتب: العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ.. رفض الأقباط الشكوى رغم حرق وتدمير كنائس كثيرة بعد سقوط "دولة المرشد" ولم يستقووا بالعواصم الغربية
الإثنين، 04 أغسطس 2014 08:33 ص