بالفيديو.. أقباط يتداولون فيديو لشيخ الأزهر يثنى فيه على أقاويل السيد المسيح فى إنجيل متى.. الطيب يؤكد فى تصريحات سابقة على أن الديانة المسيحية بها رقى أخلاقى.. ويقول:"موعظة الجبل" جميلة ورقيقة

فيما يشبه الاحتفال تداول العديد من الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعى كلمة للإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر حول عظمة ورقى كلمة السيد المسيح عليه السلام فى "موعظة الجبل" الواردة بإنجيل متى، وقد قال الإمام فى كلمة مأخوذة عن أحد برامج التليفزيون المصرى والتى يرجح أن تكون وقت توليه لرئاسة جامعة الأزهر قبل توليه الإمامة، إن "رسالة السيد المسيح ظهرت فى مجتمع مادى وأنانى يعبد الدرهم والدينار ويقتل من أجله أى شىء ولهذا كانت جرعة الروحانيات والأخلاق كبيرة جدا فى الديانة المسيحية واستشهد على هذا بـ"موعظة الجبل" التى وصفها بأنها "جميلة ورقيقة"، مؤكدا أنه دائما ما يتغنى بها وتدمع عيناه

ويتضح من السياق العام للحوار أن هذه الحلقة جاءت فى ضوء استعراض تاريخى للأديان السماوية وبيان خصائص ومميزات كل ديانة وصولا إلى الدين الإسلامى الحنيف، حيث قال الإمام إن كلمات المسيح التى وجهها إلى بنى إسرائيل كانت غاية فى التسامح وإشاعة المحبة المطلقة ردا على "أنانية ومادية" اليهود، وقرأ متأملا أقوال المسيح فى موعظة الجبل" والتى تقول "طوبى لفقراء الروح طوبى للودعاء طوبى للمحزونين طوبى للجياع والعطاش طوبى لكم إذا شتموكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كل كذب من أجلى"، ثم يعلق قائلا: إن المسيح قال هذا الكلام لكى ينقل المجتمع من مجتمع النخبة التى تتعبد للمال والنوازع الشخصية والأنانية القاتلة إلى المجتمع المثالى فهو هنا يبرر الاضطهاد ويقول تقبل الاضطهاد لأن على الجانب الآخر أنت لا تستطيع أن تقاوم.

ثم استطرد فيما ذكره السيد المسيح عليه السلام مستكملا لقراءته للإنجيل، وموضحا الفرق بين اليهودية والمسيحية، قائلا من خلال كلمات المسيح التى تقول "سمعتم أنه قيل للأولين العين بالعين والسن بالسن أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشرير بل من لطمك على خدك الأيمن فاعرض له الآخر ومن أراد أن يحاكمك ليأخذ قميصك فاترك له رداءك أيضا وسمعتم أنه قيل احبب قريبك وابغض عدوك أما أنا فأقول لكم أحبو أعداءكم وصلوا من أجل مضطهديكم"، ويعلق الإمام الأكبر على هذه الكلمات قائلا: هذا البرنامج الأخلاقى والجرعة المكثفة من الروحانيات والأخلاق وهذه النزعة المثالية جدا جاءت لكى تعدل كفة ميزان المجتمع الذى كان يهوى المادية والأنانية فقد بعث السيد المسيح لبنى إسرائيل فكان يقول لهم "لا تذهبوا بعيدا فإنما قد أرسلت إلى خراف بنى إسرائيل الضالة" وقد كان يريد التغيير عن طريق معالجة هذا الضلال، ليهيئ المجتمع وليهز هذه المفاهيم المادية وليؤهل المجتمع لمفاهيم أخرى أكثر اتساعا من الأنانية والذاتية، إلى جوار إزالة (الغبش) عن مفاهيم التوحيد بعد ما أصاب هذه المفاهيم ما أصابها المجتمع على يد الفريسيين.

ويؤكد الإمام على أن طبيعة الإنسان ستقاوم هذه النزعة المثالية فى أقاويل المسيح، مؤكدا فى الوقت ذاته أننا نتلوا هذا الكلام الآن كنوع من أنواع التبرك لتذكير النفس بالروحانيات العليا فهذا النبى الكريم جاء ليهز الكثير من النوازع الشريرة فى المجتمع فى إشارة منه إلى أن هذه المثاليات العميقة جاءت لمعادلة الروح المادية السائدة عند بنى إسرائيل، مما يهيئ الأرض للديانة الوسطية الآلية قائلا إن الالتزام بحرفية هذا الكلام أمر "صعب جدا" على النفس البشرية متسائلا: فهل من الممكن أن يكون هذا "البرنامج" هو البرنامج العادى أو الذى يسود الزمان إلى آخر الزمان؟ مجيبا على تسائله يجيب "صعب جدا" وصعب أن أضطهدك فتدعو لى أو أن أعاديك فتحبنى أو أنى أريد أن آخد قميصك "فتقولى خد الجاكت والكرافتة كمان".