محمد العمدة فى أول حوار له بعد خروجه من السجن:«الشاطر» لم يطلع أحداً على تفاصيل لقاءاته بمسؤولين عرب وأجانب..زنزانتى كان بها سرير ومروحة و«قاعدة حمام».. ولم تحدث مفاوضات مع الأمن داخل السجن

الأحد، 31 أغسطس 2014 01:47 م
محمد العمدة فى أول حوار له بعد خروجه من السجن:«الشاطر» لم يطلع أحداً على تفاصيل لقاءاته بمسؤولين عرب وأجانب..زنزانتى كان بها سرير ومروحة و«قاعدة حمام».. ولم تحدث مفاوضات مع الأمن داخل السجن جانب من الحوار
كتب - محمد إسماعيل ( نقلاً عن العدد اليومى)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكف عضو مجلس الشعب السابق محمد العمدة عن الهجوم على معارضى الرئيس المعزول محمد مرسى، وجماعة الإخوان، والسخرية منهم وقت تولى مرسى الحكم، وكان يطلق بين الحين والآخر تهديداته بدحر معارضى الجماعة، ويطالب بإعلان «الجهاد» فى مواجهة هؤلاء، حتى تحول إلى إحدى أدوات الجماعة فى النيل من معارضيها، سواء عبر تصريحاته الإعلامية، أو من خلال برنامجه الذى كان يقدمه على شاشة فضائية «مصر 25» التى كانت ناطقة بلسان حال الجماعة، حتى تم القبض عليه ضمن قيادات ومؤيدى المعزول باتهامات من بينها التحريض على ارتكاب عنف.

وقبل أيام أطلق سراحه وأطلق مبادرة قال إنها تستهدف تحقيق المصالحة بين الدولة وجماعة الإخوان.. فى السطور التالية يتحدث العمدة لـ«اليوم السابع» عن تجربته فى السجن، وعلاقته بقيادات الجماعة، وعن تفاصيل مبادرته وردود الفعل حولها.. وإلى نص الحوار:

كيف كانت تجربتك مع السجن؟

- أنا قضيت حوالى سنة وشهر فى السجن، وفى البداية تم احتجازى ومجموعة أخرى من قيادات جماعة الإخوان فى سجن ملحق مزرعة طرة لمدة أسبوع، وكانت الزنازين تفتح لنا خلال الفترة من 8 صباحًا حتى 5 مساء، وبعد فترة وجيزة تم نقلنا إلى سجن العقرب شديد الحراسة، ثم تم وضعنا فى الحبس الانفرادى حيث كنا نقضى 23 ساعة من اليوم داخل الزنزانة، ويسمح لنا بالخروج لمدة ساعة واحدة فقط فى اليوم للتريض، وكل سجين يخرج منفردًا حتى لا تكون هناك فرصة كى يتحدث أحد مع الآخر، وكانت الزنزانة عبارة عن غرفة ضيقة للغاية، وبها سرير ومروحة سقف و«قاعدة حمام».

من كان محتجزًا معك فى سجن العقرب شديد الحراسة من قيادات الإخوان؟

- عصام العريان، وحلمى الجزار، وعبدالمنعم عبدالمقصود، وأسعد الشيخة، ورشاد البيومى، وعلاء حمزة، وسعد الحسينى الذى كان محتجزًا فى الزنزانة المواجهة لزنزانتى، والدكتور فريد إسماعيل كان محتجزًا فى الزنزانة المجاورة لى، والحديث بيننا كان مقتصرًا على تبادل التحية وقت الدخول للزنزانة أو الخروج منها.

كما أن خيرت الشاطر كان معى فى نفس العنبر بسجن العقرب، وفى الحقيقة لم يكن يطلع أحدًا على ما كنا نسمعه عن لقاءاته بمسؤولين عرب وأجانب، وبينهم وليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الأمريكى.
والباقى من القيادات البارزة بالجماعة؟

- محمد بديع، وسعد الكتاتنى، وحازم صلاح أبوإسماعيل محتجزون فى سجن ملحق مزرعة طرة.
وما حقيقة وضع محمد البلتاجى داخل السجن؟


- البلتاجى لم يكن معنا فى نفس العنبر، لكن كانت تصل لنا معلومات عنه عندما كان يلتقيه أى من أفراد العنبر، وكنا نسمع أنه يعانى داخل السجن، وأنه نظم إضرابًا عن الطعام داخل السجن.

وهل رأيت الرئيس المعزول محمد مرسى داخل السجن؟

- أقسم بالله العظيم أننى لم أقابل مرسى وجهًا لوجه ولا مرة فى حياتى.

تردد أن خروجك وحلمى الجزار وعبدالمنعم عبدالمقصود يأتى فى إطار صفقة مع السلطة هدفها إتاحة المجال أمام الأصوات المعتدلة داخل جماعة الإخوان والكتلة المؤيدة للرئيس المعزول؟

- نحن خرجنا من السجن لأننا مثلنا أمام دائرة قضائية عادلة بعد فترة من العرض على العديد من الدوائر الجنائية، ولو كانت السلطة تريد إخراجنا من السجن لكى نقوم بجهود مصالحة فلماذا كان الإصرار على أن ندفع 100 ألف جنيه كفالة، وهو مبلغ كبير للغاية.

وهل جرت أى مفاوضات بين أجهزة الأمن وبينكم والمحبوسين من قيادات الإخوان؟

- لم يحدث أى تفاوض مع أجهزة الأمن على الإطلاق.

بعد خروجك من السجن أعلنت عن إطلاق مبادرة للمصالحة بين الدولة وجماعة الإخوان، وتحدثت فيها عن قبول الأمر الواقع، بينما أغلب أنصار مرسى يرفضون الاعتراف بثورة يونيو وما تبعها من إجراءات.. كيف تتعامل مع ذلك؟

- فى رأيى أنه يجب أولًا إنهاء حالة الإقصاء والانقسام بين أبناء الشعب الواحد، وأن يتم الاحتكام للصندوق ليفصل بين جميع المتنافسين على الساحة السياسية، كما أن هناك آليات لإنهاء الإقصاء، مثل الاعتراف بشرعية جماعة الإخوان، والسماح لها بالعمل، وإنهاء الصراع الدائم بين الإخوان والسلطة منذ عام 1954 حتى الآن.

وكيف يمكن تحقيق ذلك والجماعة ظلت تعمل خارج إطار القانون حتى عند وصولها للسلطة، بالإضافة إلى أن هناك اتهامات جنائية تلاحق قادتها؟

- الجماعة قامت بتأسيس جمعية أهلية وتم حلها.

أنت تعلم أن هذه الجمعية الأهلية كانت مجرد حبر على ورق، فكيف يمكن أن تعود الجماعة للعمل وهى لم تحترم القانون؟

- تعود فى صورة جمعية أهلية فقط، وتلتزم بقانون الجمعيات الأهلية، وعمومًا أنا لا أتحدث عن الصيغة القانونية لعودة الجماعة، لكن ما أقصده أن الصراع المستمر بين السلطة والإخوان لابد أن ينتهى، كما أرى أن عودة جماعة الإخوان لابد أن تصاحبها عودة حزب الحرية والعدالة، والأمر نفسه بالنسبة لباقى الأحزاب الإسلامية، وهكذا يتم القضاء على الإقصاء

وما الإجراءات الأخرى التى تقترحها فى المبادرة؟

- توفير مناخ آمن للديمقراطية، وضمان نزاهة العملية الانتخابية، وضرورة تعديل قانون التظاهر، وضمان استقلالية القضاء.

وهل استطلعت آراء قيادات الإخوان تجاه المبادرة؟

- عندما كنت فى السجن كنت أتابع مبادرات المصالحة التى تعرض من خارج السجن، ولم يكن هناك نقاش جدى حول هذه المبادرات، لأننا كنا معزولين عن العالم والحالة النفسية لدى الجميع سيئة، وعندما سألت أحد قيادات الجماعة عن الموقف فى حال طرح فكرة المصالحة، وجدت أن لديه قدرًا من المرونة، وقال لى إن العمل السياسى يحتاج لتقديم تنازلات، وأنا فى الحقيقة لا أستطيع أن أذكر اسم هذا القيادى دون أن يأذن لى.

ما المصدر الذى كنتم تعتمدون عليه فى الاطلاع على الأخبار داخل السجن؟

- فى البداية كان يسمح بدخول الصحف المستقلة إلى الزنازين مثل «اليوم السابع»، وبعد فترة تم منع الصحف بشكل عام، واستمر هذا الوضع لفترة طويلة، ولم تكن هناك أى فرصة لمعرفة معلومات عما يحدث خارج السجن، وبعدها تم منع الزيارات، ثم تم السماح بها على فترات متباعدة، وكانت الزيارة تتم خلف ساتر زجاجى.

وكيف علمتم بخبر فض اعتصام رابعة العدوية فى أثناء وجودكم فى السجن؟

- علمنا بفض الاعتصام وتفاصيله بعد أن تم بفترة نظرًا لأن معلوماتنا خلال هذه الفترة كنا نحصل عليها عندما ننزل إلى جلسات المحاكمات.

ألم تلتق قيادات الجماعة فى صلاة الجمعة من كل أسبوع؟

- كان يسمح لنا بأداء صلاة الجمعة فى جماعة، ثم يتم إدخالنا الزنازين بعد انتهاء الصلاة مباشرة، وكان الخطيب إمامًا من الأوقاف.

وهل صحيح أنكم رفضتم استقبال وفد المجلس القومى لحقوق الإنسان داخل السجن؟

- لم يأت إلينا أحد.

هل ستخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة؟

- إذا استمر هذا الوضع السياسى فلن أخوضها، أما إذا حدثت مصالحات وعدنا إلى الديمقراطية فسأفكر وقتها فى المشاركة.

ألا تفكر فى السفر خارج مصر مثلما فعل الكثير من قيادات الإخوان وأنصارهم؟

- لن أسافر، وسأظل هنا، وسأتقبل كل النتائج، وأنا متوقع أن أدخل السجن مرة أخرى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة