أكرم القصاص - علا الشافعي

إحصائية لـ"اليونيسيف" تكشف: مصر الأولى عالميًا فى "ختان الإناث" بنسبة 97% نتيجة موروث خاطئ.. قانون 2008 لم يقض على الظاهرة وتجريمه أخلى الساحة لـ"الداية" و"حلاق الصحة".. و91% ممن تعرضن للعملية متزوجات

الأحد، 03 أغسطس 2014 03:18 ص
إحصائية لـ"اليونيسيف" تكشف: مصر الأولى عالميًا فى "ختان الإناث" بنسبة 97% نتيجة موروث خاطئ.. قانون 2008 لم يقض على الظاهرة وتجريمه أخلى الساحة لـ"الداية" و"حلاق الصحة".. و91% ممن تعرضن للعملية متزوجات صورة أرشيفية
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنتشر ظاهرة ختان الإناث فى مصر وبعض الدول الأفريقية، واعتبر المصريون الختان عادة يتوارثها الأجيال رغم عدم انتشاره فى معظم الدول العربية.

الختان لم يكن محظورا من قِبَل منظمة الصحة العالمية، لكن وقوع وفيات بسبب سوء تطبيقه فى الريف وتلوث الجروح والآثار النفسية المترتبة عليه دفعت المنظمات الدولية إلى رفضه وتجريم القائمين على تنفيذه.

وأعلنت الأمم المتحدة فى 2005، يوم 6 من فبراير من كل عام يومًا عالميا لرفض ختان الإناث، فى محاولة لتوعية العالم بمدى خطورته للقضاء عليه.

وتنتشر عملية الختان بشكل رئيسى فى أفريقيا، حيث إن هناك نحو 27 دولة فى القارة السمراء، تنتهج هذه العادة، وطبقًا لأرقام منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" تُعْتَبَر مصر من بين أعلى الدول تأثرًا بهذه الظاهرة حيث بلغت نسبتها نحو 97%، ولكنها بدأت بالتراجع خلال الأعوام الماضية.

وتُعْتَبَر مصر والسودان وفقًا لليونيسيف من أكثر الدول التى تمارس فيها هذه الظاهرة ولكن النسبة فى مصر انخفضت بعد صدور قانون عام 2008 بتجريم ختان الإناث وأصبحت ليست مجرد عادة سيئة مضرة للصحة بل جريمة يعاقب عليها القانون.

وختان الإناث أو تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية حسب تعريف منظمة الصحة العالمية هى عملية تتضمن إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية دون وجود سبب طبى باعتباره أحد العادات الثقافية.

وتختلف طريقة إجراء هذه العملية حسب المكان وحسب التقاليد لكنها تجرى فى بعض الأماكن دون أى تخدير موضعى وقد يستخدم موس أو سكين بدون أى تعقيم أو تطهير لتلك الأدوات المستخدمة فى هذه العملية ويختلف السن الذى تجرى فيه من أسبوع بعد الولادة وحتى سن البلوغ حسب تقرير اليونيسيف.

وتعتبر مصر هى أكثر الدول التى تمتلك أعداد فتيات مختونات حول العالم، وتشير إحصائيات اليونيسيف إلى أن 91% من النساء المتزوجات اللاتى تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما تعرضن لعملية ختان 72% منها تم إجراؤها من قبل طبيب.

المناطق القروية حيث ينخفض مستوى التعليم، لا يزال الختان هناك يحظى بتأييد من سكان القرى الذين يعتقدون أنه يحد من الرغبة الجنسية للمرأة، ويعتقدون أنه يحميها من العلاقات الآثمة.

وأكدت الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الختان ظاهرة موجودة فى المجتمع المصرى وبعض الدول العربية والمشكلة تزداد فى القرى والأحياء الشعبية والعشوائيات.

وأضافت عزة كريم فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" أن انتشار الظاهرة يرتبط بالعادات الأخلاقية حيث يربط الناس الختان بالحد من الرغبة الجنسية عند الأنثى وبالتالى يضمن الآباء حسن سلوك بناتهن ولذلك هو ارتباط أخلاقى وليس دينى وعقيدة قوية لدى الآباء بأن عدم الختان يمكن أن يؤدى لانحراف الفتاة.

وقالت "مما لا شك فيه أن ختان الإناث كان يتم بطريقة غير سليمة أو طبية لأن من يقوم به كانت الداية أو حلاق الصحة فتحدث الكثير من المشاكل العضوية مثل النزيف ولذلك ظهر فجأة قانون يمنع ختان الإناث حتى فى المستشفيات أو لدى الأطباء اعتقادا أن هذا القانون يمنع فعلا عملية الختان ولكن اجتماعيا يجب أن نضع فى الاعتبار أن القانون لا يغير بشكل سريع التقاليد وبالتالى لم يمتنع الناس عن الختان ولكن للأسف استخدمت أساليب غير صحية أو طبية لإتمام الختان".

وتابعت "بدلا من أن يلجأ الآباء للطبيب لجئوا للداية وحلاق الصحة إضافة إلى الأطباء الذين يخالفون القانون بأسعار مرتفعة ودون رقابة وفى أماكن غير معدة لإجراء الجراحة فيها مما أدى إلى مزيد من انتشار المخاطر الناتجة عن الختان بهذه الطريقة".

وأشارت إلى أنه يجب أن نعى تماما أن تغيير العادات والتقاليد الراسخة لا تأتى بوضع قانون وعقوبات مشددة لأن العادات أقوى من القانون، قائلة "نعلم أن بهذه الطريقة نساعد على التلاعب بالقانون وممارسة سلوكيات غير سليمة ولكن كان من المفروض أن يتم التعامل مع الختان بشكل تدريجى وهو أن يبدأ القانون بأن يسمح للختان فى المستشفيات العامة وعلى أيدى أطباء وفى نفس الوقت ننصح الآباء ويتم توعيتهم فى المستشفيات باعتباره سلوك خطأ والتوعية من خلال وسائل الإعلام ثم يأتى الختان فى المناهج الدراسية نعلم أولادنا من البداية أن هذه الظاهرة خاطئة وبالتالى يمكن أن نوضح لهم مخاطر الختان ويمتنع الناس تدرجيا من اللجوء إلى هذه العادة وتغييرها".

ونوّهت أستاذة علم الاجتماع على أن الختان لم يقل وإنما ظل كما هو ولكن بأساليب تسبب خطورة صحية مضاعفة على صحة الإناث فالعادات الاجتماعية لا يمكن إلغاؤها بقانون.

ولفتت الدكتورة عزة إلى أن هذه العادة متأصلة بالريف ومرتبطة بالجانب الأخلاقى ويعتقدون أن بإجراء عملية الختان يحافظوا على الجانب الأخلاقى وهذا يؤدى إلى استمرارية السلوك وتتردد الكثير من الحوادث سواء فى الصحف أو فى الأبحاث المختلفة أن هذه العادة مازالت موجودة وبشكل كبير فى القرى والصعيد ولا يوجد مؤشر يدل على امتناع أى شخص بسبب القانون.

الدكتور أحمد محمود أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب قصر العينى ومدير مستشفى النساء، أكد أن الختان ضار جدا لأنه يعتقد أنه يتم من أجل منع الانحراف وتحصين المرأة وهذا خطأ فالشهوة تتعلق بمخ الإنسان وليس له علاقة بأعضاء الجسد.

وقال فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع"، "الختان درجات وأصعب أنواع الختان هو الختان السودانى والذى يتم فيه إغلاق المنطقة التناسلية لدى المرأة إلا من فتحة صغيرة للسماح بالتبول وتكون صعبة جدا وفى الدرجات الأخف لها أضرار أيضا لأن من يقوم بالعملية ليس لديه دراية بكيفية إجرائها، لأنه فى كلية الطب لم يتم تدريس عملية تسمى بختان الإناث ولكن أنواعه وخطورته.

وأشار إلى أن الذى يجرى العملية غير متخصص وبالتالى لها أعراض وخطورة شديدة مثل النزيف الحاد ويستقبل قصر العينى حالات كثيرة تتعرض للنزف نتيجة الختان والخطورة الأخرى أنه عضو موجود عند المرأة وله وظيفة وهو الاستمتاع أثناء العلاقة الجنسية، فلماذا يتم استئصاله؟

وتابع أن هذه العمليات تتم فى أماكن غير مرخصة وبالتالى تتعرض لتلوث الجرح ويمكن أن ينتقل فيروس سى أو أى تلوث بكتيرى نظرا لاستخدام أدوات فى الطهارة غير معقمة.

وأكد الدكتور عمر هيكل أستاذ الكبد والجهاز الهضمى "مازالت عادة ختان الإناث موجودة فى بعض القرى والمحافظات الريفية وتنتشر أكثر فى الريف المصرى لانتشار بعض العادات غير الصحيحة اعتقادا منهم أن ذلك تطبيقا للتعاليم الإسلامية وهذا خطأ فادح فلا يوجد فى التعاليم الإسلامية أو المسيحية ما يؤيد ختان الإناث".

وأوضح فى تصريحاتٍ أن الختان يزيد من احتمالية نقل العدوى بفيروسى سى وبى لأن الذى يقوم بختان الإناث هو ممرض أو حلاق الصحة ولا يقوم بتعقيم الأدوات المستخدمة فى الختان ويستخدم الآلات لأكثر من شخص بدون تعقيم مما يؤدى إلى انتشار العدوى.

وتم إجراء دراسة مصرية أشارت إلى أن من أسباب انتشار فيروس سى هو الختان الجماعى فى المواسم والموالد الدينية وأثناء المناسبات الاجتماعية فى بعض القرى والنجوع حيث يتم إجراء الختان الجماعى لعدد كبير من الفتيات فى نفس الوقت بنفس المشرط ونفس المعدات الجراحية وبدون تعقيم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة