سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 27 أغسطس 1882.. "سلطان باشا" رئيس البرلمان يحرض رؤساء القبائل بالمنشورات والمال للانقلاب على "عرابى"

الأربعاء، 27 أغسطس 2014 08:44 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 27 أغسطس 1882.. "سلطان باشا" رئيس البرلمان يحرض رؤساء القبائل بالمنشورات والمال للانقلاب على "عرابى" أحمد عرابى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يظل تعبير "الولس كسر عرابى" هو الأكثر تلخيصا وتركيزا لهزيمة الثورة العرابية التى قادها أحمد عرابى عام 1882، وانتهت باحتلال الإنجليز لمصر، ينشن هذا التعبير على شخصيات خانت "الزعيم الوطنى" أثناء حربه ضد الإنجليز، وأخرى وقفت ضده منذ بداية حركته، وشخصيات أيدته ثم انقلبت عليه لتنتقل إلى صف الخديو توفيق، ومن أبرزهم "سلطان باشا" رئيس مجلس النواب.

يروى الإمام "محمد عبده" فى مذكراته الصادرة عن دار الهلال، أنه فى مثل هذا اليوم "27 أغسطس 1882" خرج فارسان من الإسكندرية وهما بدويان من عائلة شهيرة بـ"الفيوم" تنتسب إلى قبيلة "أولاد على"، وتوجها من الناحية الشرقية للبحيرة، وقبض عليهما بالقرب من معسكر فى كفر الدوار، ووُجدت معهما رسائل من "سلطان باشا" لرؤساء القبائل يدعوهم إلى ترك "عرابى" والالتحاق بالجيش العثمانى الذى جاء لإخضاع "العصاة".

واعترف "الفارسان" بأن جنديا يسمى "جيل" حمل ثلاثين ألف جنيه من القائد الإنجليزى "سيمور" ليلحق بالأستاذ "بالمر" ليستميل معه عربان غزة، وحمل معه رسائل من الخديو توفيق وسلطان باشا إلى رؤساء العربان فى الشرقية، ويضيف "محمد عبده"، أن سلطان باشا عرف أن توزيع النقود باسم الإنجليز لا يفيد، فأخذ فى توزيعها باسم الخديو والسلطان.

يتهم "عرابى" فى مذكراته "سلطان باشا" بأنه أغرى عددا من ضباط الجيش على خيانة قيادتهم والانضمام إلى الخديو"، واللافت أن موقف سلطان باشا فى بداية الثورة كان مؤيدا، فلماذا انقلب إلى النقيض؟.

فى كتاب "التاريخ السرى لاحتلال إنجلترا لمصر" للإنجليزى "بلنت" الذى عاصر هذه المرحلة، نجد ملمحا من الإجابة على هذا السؤال، حيث يقول إن سلطان باشا كان رجلا ذا كبرياء له ثروة واسعة وجاه عريض، وكان له صدر المكان فى أى اجتماع يعقد، وكان يسمى ملك الوجه القبلى بين كبار الملاك، وكان يرى أن من حقه لهذا السبب زعامة الفلاحين، كما أنه كان ينظر إلى عرابى نظرة الرعاية التى يتعطف بها الكبير على الصغير، وكان يرى فيها أداة لتحقيق أغراضه، ولكنه لم يكن يتوقع أن عرابى سيأخذ مكانه بين الجمهور، ويضيف "بلنت": "أن المسألة صارت عنده عنادا بعد أن كانت طموحا".

ويقدم صلاح عيسى فى كتابه "الثورة العرابية" تفسيرا آخر يتمثل فى أن البرجوازية الزراعية ويمثلها "سلطان باشا" اختارت مساومة الاستعمار بعقد صفقات رخيصة معه، مثل مطلبه للخديو بإبقاء النظم الدستورية، ولما لم يتحقق هذا الوعد بعد فشل الثورة شعر بالخداع، ومات وهو يتحسر طالبا أن يغفر له عرابى فعلته.

فى مذكراتها ترفض "هدى شعراوى" رائدة نضال المرأة، وابنة "سلطان باشا"، كل هذه الاتهامات، قائلة: "أبى هو الذى حذر منذ وقت مبكر مما يمكن أن يحدث نتيجة الاندفاع فى مواقف متطرفة، وغلب الاندفاع على صوت العقل فكانت تلك النتيجة السيئة".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة