هناك نماذج رائعة نراها، للأسف ليس فى وطننا العربى، إنما فى دول الغرب، هذه النماذج عبرت ببلادها من سيطرة العنصرية والتفرقة، وعلمت شعبها كيف يكون نسيجًا واحدًا، لا يمكن فصله، فهم فى النهاية مواطنون، لهم كل مزايا المواطنة، أما نحن العرب لم نتعلم بعد ما هى المواطنة، حتى أن كلمة عدم العنصرية لا يعرفها الكثيرون، بل يهللون ويصيحون بحقهم فى تلك التفرقة، فهم الأفضل هذا ما هم يعتقدونه.
نيلسون مانديلا سياسى مناهض لنظام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا وثورى شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999، وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، انتخب فى أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق، ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصرى من خلال التصدى للعنصرية المؤسساتية، والفقر، وعدم المساواة، وتعزيز المصالحة العرقية، وعانى مانديلا أكثر من أى شخص آخر من العنصرية، فقد قضى 27 عامًا فى السجن ولكنه فى النهاية هدم العنصرية، وحقق ما لم يحققه الآخرون، وكان رمزًا ما زال يتذكره العالم بما حققه.
الولايات المتحدة الأمريكية عانى السود بها الكثير من العنصرية، فمثلاً لم يكن من حق الأمريكى الأسود أن يجلس فى مقدمة الحافلة، وإن فعل وصعد شخص أبيض فعلى الأسود أن ينتقل إلى مؤخرة الحافلة، ومن يخالف ذلك تقبض عليه الشرطة.. يا لها من عنصرية لا أعرف شعور هذا الشخص فى تلك الحالة.. ومع الأيام قضت أمريكا على هذه العنصرية، حتى إن رئيس الولايات المتحدة الآن أسود.
نماذج رائعة ولكنها للأسف بعيدة عن بلادنا، فالوضع فى بلادنا أكثر تعقيدًا يتحكم الدين والجنس والعرق فى وضع ومصير الشخص داخل بلاده، والسؤال هنا: متى يصبح المجتمع أكثر نضجًا لاستيعاب كل الأطياف وقبول الآخر؟ أنا أعرف جيدًا أنها أمنية قد تكون بعيدة المنال ولكنها أمنية والأمانى هى رجاء.. قد يتحقق يومًا ما قد يكون بعد سنوات أو بعد عشرات السنوات ولكنه رجاء.. أتلهف لأرى المساواة فى بلدنا وأشتاق لكى أنظر للناس سائرين فى الشارع صباحًا لا أعرف من المسلم ومن المسيحى، من الأسمر ومن الأبيض، من الريفى أو من هو المثقف المدنى.. بل أراه بعين أخرى، أراه مواطنا مصريا، له كل الحقوق والمساواة، فى إطار الحقوق المدنية.. فهذا كله يزيد روح الانتماء وحب الوطن.
ميلاد صديق غالى يكتب.. متى يصبح مجتمعنا أكثر نضجًا لاستيعاب الآخر؟
الأحد، 17 أغسطس 2014 10:11 م
نيلسون مانديلا
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رأفت فوزى
مقال رائع
ومش هانبطل نحلم