وتابع زكريا فى مقاله بصحيفة واشنطن بوست قائلاً: "إنه فى ظل هذه الظروف، يصبح المعتدلون إما متطرفين أو يخسرون فى صراع السلطة، مثلما حدث فى العراق وسوريا ومصر وليبيا وفلسطين".
وأضاف: "ظل الشرق الأوسط على مدار عقود محاصرًا بين أنظمة استبدادية قمعية وجماعات معارضة غير ليبرالية، دون أن يكون هناك فاصل بينهما، فالحكام الطغاة يحاولون إسكات كل حركات المعارضة، ومن يفوزون يكونوا دينيين ويتسمون بالعنف.. وكان هناك انفتاح للمعتدلين العرب بعد الربيع العربى فى 2011، 2012، لكن سريعًا ما تم إغلاقه، ففى مصر كان لدى الإخوان المسلمين الفرصة للحكم بشكل شامل لكنهم رفضوا".
وفى سوريا، يتابع المقال: "ربما كان بإمكان المعارضة أن تنظم صفوفها وتشارك فى الانتخابات لكن نظام الأسد حول سلاحه ضده".
ويذكر زكريا فى مقاله بما كتبه الخبير البارز مارك لينس من أن الدول التى تشهد حربًا أهلية عنيفة وفوضوية، لا يكون للتدخل الأمريكى تأثير سوى مد الصراع وتفاقمه.. ومن ثم فإن التأكيد على أنه بإمكان المعتدلين أن يفوزوا فى سوريا ليست حديث صعب فى السياسة الخارجية بل هو خيال ساذج له عواقب وخيمة.
