بالصور.. الحكومة البريطانية تعتزم تحويل منزل جورج أوريل لمتحف

الجمعة، 15 أغسطس 2014 07:01 م
بالصور.. الحكومة البريطانية تعتزم تحويل منزل جورج أوريل لمتحف منزل جورج أوريل
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تستعد الحكومة البريطانية إلى تحويل منزل الكاتب البريطانى الشهير جورج أوريل إلى متحف، بعد مرور أكثر من قرن على مغادرة جورج أورويل، الذى يعود لحقبة الاستعمار، فالأسر الأربعة التى عاشت به تواجه الطرد بلا شفقة، وهى خطوة من الصعب تصور أن أورويل كان من الممكن أن يوافق عليها، وتعتزم حكومة بيهار إنفاق 150 ألف دولار على المشروع.

وحسبما جاء بـ"بى بى سى" فهذا المكان توجد به حيوانات فى إحدى المزارع، كما أن الباب الحديدى لتلك المزرعة مفتوح على مصراعيه كأن الحيوانات المتمردة نسيت غلقه بعد أن خرجت تلاحق أصحابها بعيدًا.
ويكثر وجود الخنازير فى المكان، ويقف اثنان من الخيول، هرم جسدهما مع مرور الزمن، فى أحد أركان المزرعة وهى تهش بأذيالها الذباب، فضلاً عن وجود حيوانات أخرى أمثال البقر والماعز والأغنام والدجاج.

وفى هذا المكان قضى أورويل عامه الأول قبل أن ينتقل مع أمه إلى بلدة هينلى على نهر التايمز فى بريطانيا، وعلى مقربة من المنزل الذى عاشت فيه الأسرة ما زالت توجد بقايا مخزن كان يستخدم فى تخزين الأفيون.

كانت البلاد فى ذلك الوقت تهتم بزراعة نبات الخشخاش، وكان والد أورويل يعمل فى إدارة الأفيون التابعة للحكومة البريطانية، إذ كانت مهمته مراقبة إنتاج العقّار وتخزينه قبل تصديره إلى الصين.

من بين هذه الأسر أديتيا أبهيشيك، موظف حكومى، ووالدته وشقيقه الأصغر. لقد ولد أديتيا هنا قبل 29 عامًا، ويقول وهو يبتسم "كان ذلك فى أواخر عام 1984".

وقال: "أشارك جورج أورويل فى ذلك، كلانا ولد فى نفس المنزل، لكنه أصبح مشهورًا، وأنا لا".
وأضاف بنبرة حزن: "لدى الكثير من الذكريات التى تتعلق بهذا المنزل. لقد كبرت هنا، وأبواى تزوجا فى هذا المنزل، ووالدى توفى هنا".

ونظرًا لأن والد أبهيشيك كان مدرسًا، فقد سكنت الأسرة فى هذا المنزل لأنه كان من ممتلكات الحكومة المؤجرة للمدرسة.

وبعد أن تسلموا أمرًا بإخلاء المنزل، بدأوا على عجل فى بناء منزل صغير قريب منه، سينتقلون إليه قبل انتهاء أعمال البناء به.

أحد السكان الأخرين هى أرملة تعمل مدرسة مساعدة فى المدرسة، وتقول بعصبية باللغة النيبالية بعد أن ظنت خطأ أنى أحد مسئولى الحكومة: "سنغادر قريبًا يا سيدي".

ويقع المنزل فى بلدة موتيهارى، عاصمة منطقة تشامباران الشرقية، القريبة من الحدود مع نيبال.

وقاد غاندى فى عام 1917 عصيانًا مدنيًا بين عمال نبات النيلة، حيث كانوا يتعرضون لصنوف استغلال أرباب العمل خلال الحقبة الاستعمارية. كما تعتبر واحدة من المناطق الأقل تنمية فى بيهار، أفقر الولايات الهندية.

ونظرًا لعدم معرفة الكثيرين باللغة الإنجليزية، فربما ليس من الغريب ألا يعرف أحد الكثير عن جورج أورويل. فمعظم من لديهم معرفة به يقولون إنه "كاتب إنجليزي" عظيم، لكنهم يعترفون بأن ذلك هو حدود معرفتهم.

لا توجد مكتبة تبيع أى شىء هنا سوى الكتب المدرسية والجامعية. فليس من السهل أن تحصل هنا على أى من كتب أورويل.

لكن فى أحد أفضل المؤسسات التعليمية فى البلدة، تروى كلية مونشى سنج قصة مختلفة. إذ يملك إقبال حسين، رئيس قسم اللغة الإنجليزية، بعض الصور الشخصية لكبار الكتاب الإنجليز التى يضعها على الحائط، من بينهم جورج أورويل الذى يحتل مكانا بارزًا إلى يمين صورة الكاتب المسرحى وليام شكسبير.

وبناء على طلبى، سأل حسين طلابه فى الفصل الدراسى، حوالى 25 طالبًا، إن كانوا قد سمعوا عن جورج أورويل. ورفع الكثير منهم أيديهم، وأشار أحدهم إلى روايتى "مزرعة الحيوانات" و"1984"، غير أن مونيكا، وهى طالبة فى علم الحيوان، قالت: "ولد أورويل فى موتيهارى عام 1903" وتابعت حديثها على مدار 45 ثانية تتحدث باختصار عن حياة أورويل وعصره وعن أحسن أعماله، وانتابنى شعور بالإعجاب كبقية الفصل.

وقال حسين: "كبار الكتاب فى كل مكان وفى جميع العصور، لذا من الصواب بناء متحف. ذلك سيعطى اللغة الإنجليزية دفعة هنا. أورويل هندى مثلما هو بريطاني. كان يعارض بشدة الأفكار الاستعمارية. وارتباط موتيهارى بأورويل سيضعها على الخارطة العالمية".

وعلى الرغم من ذلك يخالجه الشك فى أن يصبح المتحف مركزًا للبحث العلمى كما يتوقع البعض.. يقول ديبريبيا موخيرجى، أحد تجار الملابس الذين يدعمون المشروع: "يضطر الطلبة إلى السفر إلى لندن لإعداد بحوث علمية عن أورويل، لكن مع تطوير المتحف، يمكنهم إعداد أبحاثهم فى مسقط رأسه".

ويتواصل هو وأصدقاؤه مع ريتشارد بلير، نجل أورويل، الذى يساعدهم فى الحصول على نسخ من مجموعة المخطوطات الأصلية وتسجيلات صوتية وصور بحوزة أرشيف جورج أورويل بجامعة كوليدج لندن.

ووضعت جدران فاصلة بالفعل حول المقر الذى يقع فيه المنزل، حيث أعيد ترميمها كما استبدلت الأسقف التالفة باستخدام المواد الأصلية قدر الإمكان.

وقال موخيرجى: "نحن محظوظون بأن كاتبًا مثل جورج أورويل ولد هنا. لذا من واجبنا الحفاظ على هذا المنزل".



تمثال لجورج أوريل داخل منزله القديم بالهند



صورة لمنزل أوريل



الخنازير تحيط بمنزل أوريل حيث كان يعيش فى مزرعة



أحد السكان القريبين من المنزل



حصانان داخل مزرعة منزل أوريل



جانب أخر من المنزل



صورة أخرى لمدخل المنزل









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة